توصلت دراسة نُشرت في مجلة القلب الأوروبية مؤخرا إلى نتيجة يصفها معدها الرئيسي - الذي كان سابقا مؤيدا شغوفا لتقليل تناولنا للملح - بأنها "مذهلة".
ووجدت الدراسة أنه مع تناول ما بين 10 غرامات إلى 12.5 غرام يوميا - ضعف الحد الموصى به حاليا في المملكة المتحدة - يزداد متوسط العمر المتوقع بالفعل.
وقال طبيب القلب في المركز السويسري لأمراض القلب والأوعية الدموية في جامعة برن في سويسرا، الذي قاد الدراسة، البروفيسور فرانز ميسيرلي، في حديث لموقع Good Health إن دهشته حول النتائج كانت ملموسة، وفق "روسيا اليوم".
وأضاف البروفيسور فرانز ميسيرلي: "طوال حياتي، كنت أيضا مبشرا بتقليل الملح. أخبرت مرضاي دائما ونشرت أوراقا بحثية تقول ما إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم أو ضغط الدم الطبيعي، يجب أن تقلل من تناول الملح".
وبعد ذلك، في عام 2018، تمت دعوة البروفيسور ميسيرلي لكتابة افتتاحية مجلة Lancet، للتعليق على ورقة بحثية أعدها باحثون كنديون راقبوا 94378 بالغا تتراوح أعمارهم بين 35 و70 عاما من 18 دولة لمدة ثماني سنوات.
ووجد الباحثون أن تناول الملح مرتبط بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتات الدماغية، ولكن فقط في المجتمعات التي كان استهلاكها يزيد عن 12.5 غراما من الملح يوميا.
وخلصوا إلى أن "استراتيجية الحد من الصوديوم في هذه المجتمعات والبلدان، ولكن ليس في غيرها، قد تكون مناسبة".
وقال البروفيسور ميسيرلي، إن نتائج الورقة أجبرته على نسف معتقداته. وأضاف: "قلت لزملائي، انظروا، إذا كان الملح بالفعل سببا في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفيات، فإن تناول الملح بكميات كبيرة يجب أن يكون ضارا. لذلك دعونا نلقي نظرة على العلاقة بين متوسط العمر المتوقع والوفيات وتناول الملح حول العالم".
وقارن ميسيرلي وزملاؤه في بولندا وسويسرا والولايات المتحدة، بين استهلاك الملح ومتوسط العمر المتوقع في 181 دولة. وحصلوا على أرقام استهلاك الملح من بحث نُشر في مجلة BMJ Open في عام 2013، من قبل مجموعة خبراء العبء العالمي للأمراض والتغذية والأمراض المزمنة.
ونظرا لأن تناول الملح الغذائي كان يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه عامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة المبكرة، كان من المتوقع أن يؤدي اتباع نظام غذائي غني بالملح إلى تقصير العمر.
ولكن "لدهشتنا العظيمة"، اكتشف الباحثون أن متوسط العمر المتوقع زاد في الواقع مع زيادة استهلاك الملح.
ولا يقدم البحث أي دليل لماذا يجب أن يكون هذا هو الحال. ولكن البروفيسور ميسيرلي وزملاؤه خلصوا إلى أن النتائج "تجادل ضد تناول الصوديوم الغذائي باعتباره السبب في تقليص العمر أو عامل خطر للوفاة المبكرة".
وتوقف ميسيرلي عن تقديم توصيات بناء على النتائج التي توصل إليها. وأخبر Good Health: "لا أعرف ما إذا كان بإمكاننا القول إنه يمكنك إنقاذ الأرواح عن طريق زيادة تناول الملح، على الرغم من أن الورقة البحثية يبدو أنها تظهر ذلك".