للوهلة الأولى يظن الناظر لمشهد عمال الكوافير وهم يصففون شعر نساء لبنانيات في الشارع أنه غريب عن العادة، ولكن أصبح شيئاً طبيعياً في ظل الواقع المرير الذي تعيشه لبنان، حيث تغرق أغلب المناطق اللبنانية في عتمة شبه تامة ليلاً، وشلل شبه شامل نهاراً، بسبب عدم توافر المازوت وانقطاع خدمة الكهرباء بشكل كلي.
ويأتي "حل" تصفيف الشعر بالشارع، جزء من مشهد عام في لبنان، حيث يُجبر اللبنانيين على القيام بحلول أمام هذه الأزمات الخانقة، فلجأ أصحاب المتاجر إلى إفراغ كل الأغذية المعرضة للتلف من البرادات بعد انقطاع التيار الكهربائي.
جدير بالذكر، أن انقطاع الكهرباء عن البيوت، تسبب في وفاة أكثر من 4 أشخاص في وقت سابق، بسبب غياب التغذية وعدم قدرة المرضى على التزود بالأوكسجين نتيجة العتمة، وأعلنت إحدى أكبر المستشفيات في لبنان، أنها ستضطر لإغلاق أجهزة التنفس وغيرها من المعدات المنقذة للحياة في أقل من 48 ساعة، مع نقص الوقود في البلاد.
ويعاني البلد منذ أسابيع طويلة من نقص في المحروقات ينعكس سلباً على قدرة المرافق العامة والمؤسسات الخاصة وحتى المستشفيات على تقديم خدماتها.
وانتشر الجيش اللبناني خلال الساعات الماضية، في محطات الوقود، وأعلن أن وحداته ستداهم محطات الوقود المقفلة لمصادرة كميات المحروقات المخزنة لديها.