كشفت مصادر عراقية مطلعة، اليوم الأربعاء، إجراء جولة جديدة من المباحثات السعودية الإيرانية في بغداد بعد سلسلة لقاءات حصلت في الأشهر الأخيرة بين القوتين الإقليميتين، ويعد أول لقاء منذ تسلم المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي الرئاسة في إيران.
وخلال الأشهر الماضية أجرى مسؤولون سعوديون وإيرانيون جولات عدة من المباحثات في العاصمة العراقية، كشف عنها للمرة الأولى في أبريل الماضي خلال فترة رئاسة حسن روحاني، وقد حققت "تقدما جادا" بشأن أمن الخليج، كما كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده الأسبوع الماضي.
ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن مصدر عراقي مطلع على الملف لم تسمه القول إن "لقاء مسؤول إيراني بمسؤول سعودي في بغداد، في إطار الاجتماعات السابقة التي جمعت بين البلدين"، لكن لم يحدد هوية المسؤولين.
وبحسب الوكالة، أكد مصدر حكومي ومصدر سياسي آخر مطلع عقد المحادثات بين الطرفين خلال الأسبوع الماضي بدون مزيد من التفاصيل عن مضمونها وعن مستوى التمثيل.
من جانبها كشفت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الأربعاء، حقيقة لقاء أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، مع مسؤولين سعوديين في العاصمة العراقية بغداد.
ونقل "موقع نور نيوز" الإيراني، عن مصدرٍ مطلع في الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، قوله إنه "لا صحة لخبر لقاء أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، مع مسؤولين سعوديين".
وأكد المصدر أنه "لا برنامج لعقد لقاء بين شمخاني ومسؤولين سعوديين"، نافياً "ما رددته وسائل إعلام عن لقاء شمخاني وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير في بغداد".
ويوم الجمعة الماضي، أعلن السفير الإيراني في العراق إيرج مسجدي، أن بغداد ستحتضن الجولة الرابعة من المحادثات بين إيران والسعودية، مضيفا أن المباحثات مع السعودية تسير على قدم وساق إلى الأمام، ونتمنى أن نتوصل لنتائج مؤكدة وبعدها سيتم الإعلان عن ذلك.
وتعد هذه المحادثات أبرز تواصل بين القوتين الإقليميتين منذ قطع الرياض علاقاتها مع طهران في يناير 2016.
وفي مايو الماضي قال الرئيس العراقي، برهم صالح، إن بلاده استضافت محادثات بين الطرفين "أكثر من مرة"، فيما ذكرت مصادر دبلوماسية في وقت لاحق أنه يفترض بهذه المحادثات أن تتواصل.
وتعد إيران والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الإقليمية ومن أبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا داعما للحكومة المعترف بها دوليا، وتتهم طهران بدعم الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.
كذلك، تبدي السعودية قلقا من نفوذ إيران الإقليمي وتتهمها بـ"التدخل" في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، عبر دعم وتمويل وتسليح مجموعات مسلحة فيها، وتتوجس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.
وقال الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة الأسبوع الماضي، "إيران دولة جارة، ونأمل أن تؤدي محادثاتنا الأولية معها إلى نتائج ملموسة لبناء الثقة، والتمهيد لتحقيق تطلعات شعوبنا في إقامة علاقات تعاون مبنية على الالتزام بمبادئ وقرارات الشرعية الدولية، واحترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".
ودعا طهران "لوقف جميع أشكال الدعم للجماعات الإرهابية والميليشيات الطائفية التي لم تجلب إلا الحرب والدمار والمعاناة لجميع شعوب المنطقة".