قالت استشارية أمراض القلب الكويتيةن الدكتورة رجاء دشتي، إن "التوصيات الجديدة أوقفت بالفعل تناول الأسبرين بشكل يومي للوقاية الأولية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية، لكنها أبقت وصف الأسبرين في حالة الوقاية الثانوية لمن أصيبوا بنوبة قلبية أو سكتات دماغية سابقة، وهم تحت إشراف طبي".
وشددت الدكتورة: "لا ينبغي استخدام الأسبرين بشكل روتيني، عدا للفئة التي يحددها الطبيب المعالج، بعد حساب نسبة الاستفادة، مقارنة بمخاطر النزيف"، وفق صحيفة "القبس" الكويتية.
وأوضحت دشتي أن موضوع تناول الأسبرين محسوم ولا يجب توقيف تناوله - دون استشارة الطبيب المعالج - بالنسبة لحالات الوقاية الثانوية، وهم من يتناولونه لعلاج الجلطات القلبية وانسدادات الشرايين وتقليل المخاطر الناجمة عنها ومنع تكرارها مستقبلاً، مبينة ان للأسيرين قدرة على منع تراكم الصفائح الدموية، كونه مذيباً فعالاً للتخثرات الدموية، وفي ما بعد يفيد بعمليات القلب الجراحية والقسطرات التداخلية وتركيب الدعامات.
وعن حالات الوقاية الأولية، أفادت دشتي بأن الأشخاص الأصحاء أو من لديهم عوامل خطر مثل ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول أوالتدخين أو السمنة أوالعامل الوراثي، عليهم وقف تناول الأسبرين قبل وقوع أول إصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية قد تؤدي إلى وفاتهم.
وقالت إنه بما أن %80 من حالات الوفاة المبكرة بالإمكان تفاديها، تركز الوقاية الأولية على التحكم في عوامل المخاطرة هذه عن طريق الخطوات التالية:
1 - إجراء تغييرات صحية في نمط الحياة.
2 - اتباع نظام غذاء صحي.
3 - ممارسة الرياضة.
4 - الإقلاع عن التدخين.
5 - التحكم بالضغوط النفسية.
6 - الحصول على ساعات كافية من النوم.
7 - تناول الأدوية إذا لزم الأمر، مثل أدوية الضغط والكوليسترول.
وأشارت دشتي إلى أن استخدام الأسبرين في الوقاية الأولية كان موضوعاً مثيراً للجدل لوقت طويل، ورغم اختلاف الخبراء وتفاوت الدراسات بشأن تفوق فوائد الأسبرين على مخاطر النزيف إلا انه كان يوصى به لشريحة كبيرة من المجتمع، لم تكن قد أصيبت بأزمة قلبية، حتى بدأت إدارة الغذاء والدواء الأميركية إرسال تحذيرات متكررة عام 2014 للمرضى بشأن عدم تناول الأسبرين دون استشارة طبية، وذلك لمخاطر النزيف.
وبيّنت دشتي أن الباحثين أعادوا النظر وأجروا المزيد من الدراسات، خاصة التحليلية، في محاولة لحسم الجدل، وكانت نتائج أهم ثلاث دراسات تفيد بأن الفئة المتوسطة أو العالية الخطورة يمكن أن تستفيد من الأسبرين بنسبة 9 -10% للوقاية من الجلطات القلبية والدماغية، لكن مع وجود نسبة لا يستهان بها من النزيف.
وأشارت إلى أن تحليل بيانات 13 دراسة عام 2019 يشير إلى انخفاض بمعدل 9% للجطات القلبية غير الخطرة وانخفاض بمعدل 10% للجلطات الدماغية، مقابل نسبة 46% للنزيف، أغلبها من الجهاز الهضمي و37% للنزيف الدماغي.
وقالت د.دشتي: "وبالتالي، فالأعراض الجانبية نتيجة النزيف أدت إلى تلاشي الفائدة، وإجمالي الوفيات كان متساوياً".