استنكر مجلس التعاون لدول الخليج العربية، اليوم الاربعاء، تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي عن الحرب في اليمن، داعياً إياه إلى الاعتذار وعدم قلب الحقائق، وأن توضح الدولة اللبنانية موقفها.

وقال أمين عام مجلس التعاون الخليجي، نايف الحجرف، إن "وزير الإعلام اللبناني تجاهل عرقلة الحوثيين لجهود الحل"، مبيناً أن "تصريحاته تعكس فهماً قاصراً وقراءة سطحية مرفوضة".

​وأكد الحجرف، رفضه التام جملة وتفصيلا لتصريحات جورج قرداحي، مستنكراً تعرض الوزير اللبناني لكلاً من المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية، ودولة الإمارات العربية المتحدة خلال حديثه متهماً إياهم بالاعتداء على اليمن، في الوقت الذي يعمل التحالف العربي لدعم الشرعية على إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح قبل الانقلاب الحوثي على الشرعية في سبتمبر 2014.

وطالب الحجرف وزير الإعلام اللبناني بالرجوع إلى الحقائق التاريخية وقراءة تسلسلها ليتضح له حجم الدعم الكبير الذي تقدمه دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لدعم الشرعية للشعب اليمني في كافة المجالات والميادين، وذلك بهدف الوصول إلى حل شامل للأزمة اليمنية وفقا للمرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216.

واستنكر الحجرف دفاع وزير الإعلام اللبناني عن ميليشيا الحوثي الانقلابية في الوقت الذي يتجاهل فيه تعنت الحوثي ضد كل الجهود الدولية الرامية لإنهاء الازمة اليمنية، وفي الوقت الذي تستهدف الميليشيا المملكة العربية السعودية بالصواريخ والمسيرات، وفي الوقت الذي تستهدف أبناء الشعب اليمني الأعزل وتمنع وصول المساعدات الإغاثية للمناطق المنكوبة.

وقال قرداحي في تصريحات مسجلة في أحد البرامج التلفزيونية إن الحرب اليمنية "عبثية" وأن السعودية والامارات تعتدي على اليمن والحوثيون يدافعون عن أنفسهم في وجه اعتداء خارجي".

وتسببت تصريحات قرداحي في غضب عارم في السعودية والامارات، وحاول تدارك الامر بسلسلة تغريدات على حسابه في "تويتر" قال فيه إن مقطع الفيديو المتداول قديم وقبل تعيينه وزيراً للإعلام في لبنان، مضيفا أنه "لم يقصد بأي شكل من الأشكال، الإساءة إلى السعودية أو الإمارات، وأنه يكن لقيادتيهما ولشعبيهما كل الحب والوفاء"، معتبرا أن "الجهات التي تقف وراء هذه الحملة أصبحت معروفة، وهي التي تتهمه منذ تشكيل الحكومة بأنه آت لقمع الإعلام".

واعتبر قرداحي أن "ما قاله بأن حرب اليمن أصبحت حربا عبثية يجب أن تتوقف، كان عن قناعة ليس دفاعا عن اليمن ولكن محبة بالسعودية والإمارات".

ودخل اليمن في اتون حرب اهلية منذ اجتياح الحوثيين العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014 وانقلابها على السلطة الشرعية المتوافق عليها دولياً.

وتقود السعودية منذ مارس 2015 تحالفا عسكريا بهدف انهاء انقلاب الحوثيين واعادة الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي إلى اليمن.

وأدى الصراع في اليمن إلى مقتل 233 ألف مدني وتشريد 3.6 مليون من منازلهم والتسبب في "أسوأ كارثة انسانية على مستوى العالم".