وصف مبعوث الامين العام للامم المتحدة إلى اليمن، السويدي هانس غروندبرغ، اليوم الاثنين، اجتماعه مع محافظ تعز (جنوب غرب اليمن) وممثلين من الاحزاب السياسية في المدينة بأنه "بناء جداً"، مؤكداً أن تعز "ستظل جزءً أساسياً في الوصول إلى تحقيق السلام المستدام في اليمن.
وأوضح المبعوث الأممي في بيان صادر عنه عقب زيارته الأولى إلى مدينة تعز أنه جرى خلال الاجتماع مناقشة "قضايا تواجهها تعز وكذلك الوضع في أماكن أخرى من اليمن حيث نشهد عمليات عسكرية تتسبب في خسائر كبيرة في الأرواح، وتؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني وتقويض جهود السلام".
وقال المبعوث الاممي: "إن المجيء إلى تعز للمرة الأولى أمر مهم بالنسبة إليّ. فتعز تحتضن الكثير مما يُعتبر مركزياً بالنسبة لليمن: ففيها التعددية السياسية وروح الريادة التجارية والغنى الثقافي والتاريخي والطاقة غير المحدودة لمعالجة الألم والصعوبات التي ألحقتها هذه الحرب بسكانها. وتعز تتشارك الآلام عينها مع أماكن أخرى من اليمن".
وأشار المبعوث إلى أنه رأى "أشخاصاً يواجهون قيوداً شديدة على حرية حركتهم، كما نرى أشخاصاً تأثروا بتدهور الوضع الاقتصادي وبالانقطاع المتكرّر في توفير الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء، وبالحالة العامة من غياب الأمن. نرى ذلك في أنحاء عديدة من اليمن، ولكن تلك الصعوبات مركّزة أيضاً هنا في تعز. ونرى هنا أيضاً أطفالاً قتلوا أو تشوهوا، كما حدث في الهجوم المستهجن الذي وقع في 30 أكتوبر والذي أودى بحياة ثلاثة أطفال. في هذا الصدد أود أن أتوجّه بتعازيّ الحارة لعائلة الأطفال الذين قتلوا.
وأكد المبعوث الاممي أن "العمل من أجل السلام في اليمن معركة شاقة، ولكن يجب ألّا ننسى أن هناك دائماً وسيلة لكسر دائرة العنف. هناك دائماً فرص للحوار السلمي. وأبناء تعز يعرفون هذا تماماً، فقد كانوا في صدارة مبادرات المجتمع المدني للوساطة في مجال تبادل الأسرى، ومبادرات أخرى لتحسين توفير الخدمات الأساسية أو للسعي من أجل فتح الطرق وإيجاد حلول للمشاكل الناجمة عن النزاع الذي طال أمده. إنني أدعم وأشجع جهودهم الجسورة".
واختتم المبعوث الاممي بيانه بالقول: "باختصار، تذكرنا تعز بإمكانية قيام دولة يمنية تتسم بالتعددية، وستظل تعز جزءً أساسياً في الوصول إلى تحقيق السلام المستدام في اليمن".