قدم الكاتب والمحلل الساسي اليمني، ياسين التميمي، قراءة سريعة لما ورد في بيان رئيس مجلس الشورى، أحمد عبيد بن دغر، ونائب رئيس مجلس النواب (البرلمان)، عبدالعزيز جباري، مشيرا إلى "أخطر ماورد فيه.
وفيما يلي نص القراءة:
لا اخفيكم البيان الذي صدر عن الدكتور احمد عبيد بن دغر رئيس مجلس الشورى، والاستاذ عبد العزيز جباري نائب رئيس مجلس النواب، تضمن دعوة للإنقاذ، وهي دعوة مهمة لكن كنت اتمنى ان يوقع البيان من طيف واسع ومتنوع من الشخصيات اليمنية المؤثرة وان يتضمن خطوات اجرائية واضحة وعملية للتحرك، اذ لا يعقل ان يبدو الامر قضية تخص شخصين بعد مرور 7 سنوات من الحرب والخراب.
تمحور البيان حول ثلاث نقاط اساسية هي : تقاعس الشرعية وانحراف التدخل العسكري للتحالف، وفشل جهود الأمم المتحدة.
لا أريد التنقيب في النوايا لكن استدعاء مصر لتكون بديلا منقذا عن التحالف العربي، قد يكون له صلة بالطموحات المصرية للتواجد في باب المندب، او ربما اراد صرف الأذى المحتمل عن صاحبي البيان المقيمين في القاهرة.
لكن أخطر ما في البيان هو انه دعا الى وقف فوري للحرب، وهذه خطوة الى المجهول لأن افضل ما يتمناه المتحكمون في هذه الحرب ان يتوفر إجماع حول وقف الحرب على النتائج الكارثية التي هي عليه اليوم خارطة النفوذ.
هذه الدعوة تنطوي على رغبة من قبل صاحبي البيان في الحصول على تغطية دولية.
لذلك ارجو ان يبقى هذا البيان في حدود الدعوة المفتوحة للشخصيات والقوى السياسية للانخراط في مهمة متفق عليها لانقاذ البلاد تأسيسًا على دعم الطيف الاوسع من الشعب اليمني.
ودعا بن دغر، وجباري، اليوم الثلاثاء، إلى "تحالف منقذ، يستمد أهدافه ومبادئه من مبادئ وقيم الثورة اليمنية، تحالف يرفض عودة الإمامة، ويصون الجمهورية ويدافع عن الوحدة دولة اتحادية".
واتهم بن دغر وجباري في بيان مشترك "الشرعية اليمنية بالتنازل عن دورها الريادي والقيادي للمعركة ضد مليشيات الحوثي وإيران"، معتبراً أن "الخيار العسكري لاستعادة الدولة يمنيًا وعربيًا انتهى إلى طريق مسدود، يكاد يعلن عن نفسه بالفشل".
وأضاف البيان، "نقدّر للتحالف العربي جهوده السياسية والعسكرية والإغاثية في بلادنا، لكننا ندرك وهم يدركون أن السياسات التي قادت المعركة مع الحوثيين، قد ذهبت باليمن إلى أهداف مختلفة عن تلك التي أعلنت عنها عاصفة الحزم".
وتابع: "لقد تنازلت الشرعية كثيرًا عن دورها الريادي القيادي للمعركة تدريجيًا، وشُلَّت حركتها، أو تكاد. ترك ذلك أثرًا سلبيًا على المواجهة مع الحوثيين، وبالطبع مع الإيرانيين في اليمن".
وقال البيان إن "الجمهورية والوحدة وهما أعظم إنجازات شعبنا في تاريخه المعاصر تتعرضا لتدمير ممنهج، تدمير مقصود ومموَّل، الحوثيين ذو النزعة العنصرية السلالية مصدره الأول، وسياسات تفكيكية تعمل على تقسيم وتمزيق الوطن والمجتمع".
وأوضح البيان أنه لا زال هناك متسع من الوقت والجهد للإنقاذ ووقف الكارثة، وإعادة الأمور إلى نصابها، مشددا على أن "الصمت اليوم على الأوضاع الراهنة مشاركة في صناعة هذه الكارثة التي اتضحت معالمها إلا لجاهل أو متجاهل".