الجميع يرى نجاحك، ولكن ليس مجهودك»، يشير هذا الاقتباس إلى حقيقة أن تحقيق هدف غالباً ما يلقي بظلاله على الجهد اليومي أو يطغى عليه. إن مراكمة الخطوات الصغيرة للوصول إلى الهدف هي المثابرة، إنها مواصلة السعي بإصرار وثبات، وعدم الاستسلام عندما تصبح الأمور صعبة، بل بذل مزيد من الجهد للتغلب على التحديات.
تتطلب المثابرة وجود رؤية طويلة الأجل، تتجاوز الأمور اليومية، كما تتطلب تعلّم الاختيار، والتخلي عن بعض الأشياء. على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في أداء جيد صباح يوم السبت، فعليك أخذ قسط من الراحة في الليلة السابقة، والتضحية بحضور حفل في وقت متأخر.
وتعلم المثابرة يساعد الطفل على مواجهة الصعوبات التي تقابله، بالبحث عن حلول وبدائل، فيتعلم حل المشاكل، سواء في المدرسة أو في أي مجال. فالمثابرة قيمة سترافقهم طوال حياتهم الشخصية والمهنية، وفق موقع «ستب تو هيلث».
طرق التشجيع
هذه بعض الطرق لتشجيع الأطفال على المثابرة:
- مساعدتهم على تنظيم شؤونهم، حتى يتمكنوا من القيام بذلك لاحقاً بمفردهم. يحتاج الطفل إلى معرفة أنه يستطيع أخذ قسط من الراحة عندما يكون متعباً. المثابرة تتعلق بالاستمرارية، ولكن ليس بأي ثمن. في بعض الأحيان، للاستمرار، عليك أن تعرف متى تتوقف. يجب أن تكون العملية أكثر قيمة ومتعة من النتيجة نفسها.
- عدم مقاطعتهم. عندما ينخرط الأطفال في مهمة، قد نقاطعهم ونطلب منهم القيام بشيء آخر. يؤدي هذا إلى تشتيت انتباههم وإبعادهم عما يقومون به، الأمر الذي يتعارض مع المثابرة.
- المرافقة والمشاركة. هذه من أفضل الطرق لتحفيز المثابرة، تسير جنباً إلى جنب مع مشاركتهم التفكير في الأنشطة لتشجيعهم وجعلهم يشعرون بالدعم. ومرافقة الأطفال في أنشطتهم وسيلة لتشجيعهم ولمشاركتهم المثابرة. وإذا واجه الطفل مهمة صعبة يمكن مساعدته بتقسيمها إلى أجزاء أصغر.
- تصور الهدف. إن مساعدة الطفل على تصور الشعور بتحقيق هدف ما، يجعله أكثر حماسة إذا تمكن من تخيل النتيجة.
- الثقة هي الأساس. لإظهار قيمة المثابرة، يجب أن يثق الطفل في نفسه. ويساعده على ذلك أن يلاحظ أننا نثق به. بهذه الطريقة، من المهم جعله يشارك في الأعمال المنزلية ليتعلم تحمل المسؤولية. وحتى لا يصاب بالإحباط، يمكن اقتراح أنشطة تنتقل من درجة تعقيد منخفضة إلى درجة أعلى.
- لكل طفل له وقته الخاص. ومن الضروري أن نفهم هذا، لأن فرض أوقات عالم البالغين على الأطفال يعكس نفاد الصبر ويثير القلق.
- تهنئة الطفل على إنجازاته وجهده، بغض النظر عن الثناء على الهدف الذي تم تحقيقه، من الضروري الاعتراف بالجهد والوقت والمثابرة. وعندما يكون طفلك مرتبكاً، يجب تذكيره بالوقت الذي حقق فيه شيئاً كبيراً أو صعباً. لإظهار الإيمان بقدراته.
- تحفيز روح التطور الذاتي والنمو، ومن المهم بالقدر نفسه تعلم إدارة العواطف وحسن التصرف عندما لا تسير الأمور كما نريد، وتعليم الطفل احترام الآخرين.
- ستكون هناك أيام يكون فيها البقاء في السرير أكثر فائدة من الاستيقاظ وأداء الواجبات المنزلية. لا ينبغي أن يشعر الطفل بالذنب أو بالسوء حيال هذا. يمكننا تزويدهم بالاقتراحات والبدائل لتحفيزهم على المثابرة. وستكون هناك إخفاقات، فلنمنح الطفل الفرصة للنهوض من كُبوته.
كلمات ايجابية
هذه أشياء يمكنك قولها لتشجيع المثابرة:
-«انظر إلى إنجازك الجيد الشاق».
-«جيد، أنت لم تستسلم».
-«كلما عملت أكثر، أصبحت أفضل».
-«لقد فعلتَ ذلك على الرغم من أنه لم يكن سهلاً أو ممتعاً».
-«كان ذلك صعباً، ولكن انظر إلى أي مدى جعلته
سهلاً بالمحاولة».