كتبت صحيفة "الرياض" السعودية في افتتاحية عددها الصادر اليوم تقول: "مرة أخرى، وعلى مرأى من العالم وسمعه، يستهدف الحوثيون الإرهابيون ومن خلفهم إيران، المدنيين الآمنين والأعيان المدنية والمنشآت الاقتصادية في المملكة، بمقذوف صاروخي طال محطة توزيع المنتجات البترولية شمال جدة، ومقذوف آخر تعرضت له محطة "المختارة" في منطقة جازان، في عمل إرهابي جديد، يتطلب وقفة جادة وصارمة من دول العالم والمنظمات الدولية".
وأضافت الصحيفة: "الإرهاب الحوثي الإيراني وصل مداه من الفُجر السياسي والعلنية المقيتة، في تحدٍ سافر للقوانين والأعراف الدولية. ولم يكن لهذا الإرهاب أن يصل إلى هذا المستوى الخطير، لولا صمت العالم تجاه ما يرتكبه من جرائم شنيعة بحق شعب اليمن، وبحق الدول المجاورة".
وتابعت الصحيفة: "ولعل اكتفاء الدول الكبرى بعبارات الشجب والإدانة والاستنكار التي تنزل برداً وسلاماً على قلوب الإرهابيين، فيه تشجيع للإرهابيين على التمادي في إرهابهم دون رادع أو عقاب أممي، كان يفترض أن يطالهم منذ اللحظة الأولى التي تحدوا فيها المجتمع الدولي، وانقلبوا على الشرعية في اليمن، ومنذ أول صاروخ استهدفوا به المملكة".
واردفت قائلة: "وبلغة دبلوماسية هادئة، وضعت المملكة للمرة الثانية في أقل من أسبوع، المجتمع الدولي أمام مسؤولياته تجاه الإرهاب الحوثي، بأن الرياض غير مسؤولة عن أي نقص في إمدادات الطاقة الدولية، وأن عليه أن يتحرك لإرغام ميليشيا الحوثي وإيران على التوقف عن استهداف المنشآت النفطية، وإذا لم يفعل ذلك في أسرع وقت، فإن خروج أسعار الطاقة عن السيطرة مقبل لا محالة".
واعتبرت الصحيفة أن التحذير السعودي تجاه الإرهاب الحوثي والإيراني، قد يكون الأخير من نوعه، وبعدها يشهد العالم ما لا يحمد عقباه من تهديدات صريحة ومباشرة ونزاعات لا حدود لها، تفقد كوكب الأرض أمنه واستقراره، ولا يستبعد أن نشهد مزيداً من الحروب والاضطرابات في المنطقة والعالم، الباعث الأول لها مصادر الطاقة، خاصة مع ما يشهده العالم من أزمة طاقة حالية بسبب العملية العسكرية بين روسيا وأوكرانيا التي تتصاعد وتيرتها منذ أكثر من شهر.
وأكدت الصحيفة أن "ما يفعله الحوثيون ومن خلفهم إيران الداعمة، يثبت للعالم أن الهدف الأول لهما، ليس السيطرة على اليمن أو التحكم بشعبه ومقدراته، بقدر الرغبة في إثارة الفوضى والاضطرابات وزعزعة الاستقرار في المنطقة كافة، لخدمة أهداف طهران وأجندتها السياسية في السيطرة على المنطقة عبر أذرعها وميليشياتها الإرهابية الموزعة على عدد غير قليل في المنطقة، وهذا يستدعي التعجيل بموقف دولي موحد يفسد المخطط الإيراني".
وتحت عنوان "جهود التحالف.. وعصب اقتصاد العالم" كتبت صحيفة "اليوم" السعودية في افتتاحيتها تقول: "الهجمات التي شنتها ميليشيا الحوثي بالصواريخ والطائرات المسيرة المفخخة لاستهداف البنية التحتية المدنية ومنشآت الطاقة في أنحاء مختلفة من المملكة العربية السعودية، التي تم اعتراضها وتدميرها بنجاح من قبل قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي، وكما أنها هجمات تهدد الطاقة والاقتصاد العالميين فهي هجمات تبين أمام الجميع حقيقة رغبة الحوثيين في تعطيل أي جهود رامية إلى السلام في اليمن والذي يخدم مصلحة شعب اليمن الشقيق.. أمر لا تعير له ميليشيا الحوثي الإرهابية أي اعتبار فهي تثبت في كل فرصة أنها مجرد ذراع إيرانية تنفذ إملاءات طهران الهادفة لزعزعة أمن واستقرار المنطقة والعالم تحقيقا لإعادة إيران الخبيثة.
وأشارت الصحيفة إلى أن "المنهجية الإرهابية التي تبنيها ميليشيا الحوثي تلك الذراع الإيرانية التي يوفر لها نظام طهران الدعم والتسليح لكي تستمر في تنفيذ المزيد من الجرائم والاعتداءات سواء في اليمن أو ما تستمر في تنفيذه من اعتداءات ومحاولات لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية في الدول المجاورة، هذه المنهجية والسلوك الحوثي الإيراني الذي يتجاوز كل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية يثبت أن مثل هذه الكيانات لا يمكن أن تكون جزءا طبيعيا من العالم ويصور لنا حجم الخطر والتهديد الذي يمكن أن يمثله في حال نجح في امتلاك الأسلحة المتطورة سواء على الدول الإقليمية أو مفاصل التجارة والاقتصاد العالمي.
واعتبرت الصحيفة أن ما أكدته قوات التحالف عن المحاولات العدائية الحوثية التي تعمدت استهداف أعيان مدنية ومنشآت للطاقة، وكيف أن الحوثيين يسقطون الحماية عن المواقع المحمية باستخدامها عسكريا، وأنهم استخدموا مواقع ذات حماية خاصة لمهاجمة المنشآت النفطية بالمملكة العربية السعودية، وكيف أن هذه المحاولات الحوثية العدائية تصعيد خطير يستهدف أمن الطاقة وعصب الاقتصاد العالمي.. هذه الحقائق الآنفة الذكر أمر يرسم ملامح المشهد الشامل للتهديدات التي تشكلها ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران ليس فقط على المدنيين والأعيان المدنية بل على مفاصل الاقتصاد والطاقة العالمية وهو ما يؤكد ضرورة موقف مسؤول وحاسم من المجتمع الدولي تجاه هذه التهديدات.. خاصة مع التصعيد الأخير والخطير من تلك الميليشيات الإرهابية الذي يضع علامات استفهام بل وعلامات تعجب عن موقف الأمم المتحدة الصامت والسلبي تجاه ما يصدر من تهديدات وما يمارس من سلوك إجرامي واعتداءات من قبل الميليشيات الإرهابية الحوثية المدعومة من النظام في إيران.