قالت صحيفة إماراتية إن حزب التجمع اليمني للإصلاح (اسلامي)، أجرت تغييرات واسعة في القيادات الأمنية والعسكرية في محافظة تعز (جنوب غرب اليمن) لإحكام قبضته على المحافظة، بدعم من دولة قطر وسلطنة عمان.
ونقلت صحيفة "العرب" الصادرة في لندن والممولة من الامارات عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة" في محافظة تعز ولم تسمها القول إن "حالة تحشيد عسكري وإعلامي يقوم بها حزب الإصلاح الإخواني ضد قوات المقاومة المشتركة في الساحل الغربي، وقد تصاعدت بشكل ملحوظ بعد التصريحات التي أطلقها قائد محور تعز المحسوب على الإخوان خالد فاضل وألمح فيها إلى التوجه لفتح معركة جانبية مع المقاومة المشتركة في مديريات تعز الساحلية".
وأوضحت المصادر أن موجة التحريض التي انتقلت إلى مواقع التواصل الاجتماعي تزامنت مع تحركات عسكرية في تعز اشتملت على عملية تغييرات واسعة في صفوف القيادات العسكرية والأمنية وتعيين قيادات موالية لحزب الإصلاح.
وأشارت المصادر إلى أن مدير أمن تعز منصور الأكحلي (إخوان) أصدر خلال الفترة الماضية العشرات من القرارات تخص تعيينات في أقسام الشرطة وإدارات أمن مديريات تعز، لإحكام سيطرة الإخوان على المؤسسة الأمنية، من دون إشراك المحافظ نبيل شمسان في اتخاذ القرارات كما ينص على ذلك قانون السلطة المحلية اليمني.
وترافقت التغييرات في المؤسسات الأمنية مع تغييرات مماثلة في قيادة محور تعز والألوية التابعة له حيث تم تعيين ضباط ينتمون لحزب الإصلاح بدلا عن قيادات عسكرية مستقلة، كان بعضها يتماهى مع توجهات الإخوان في المحافظة، كما هو الحال مع قائد الشرطة العسكرية جمال الشميري الذي تمت إقالته وتعيين إخواني خلفا له.
وقالت المصادر إن تحركات الإخوان المسلمين في محافظة تعز انتقلت إلى مرحلة جديدة من التصعيد والاستعداد لمواجهات قادمة لإكمال السيطرة على المحافظة "وهو استبدال قادة الوحدات الأمنية والعسكرية بموالين ينتمون للجماعة ولا يتماهون فقط مع توجهاتها كما هو الحال مع القيادات المقالة".
وأكدت المصادر أن الإخوان حصلوا على الضوء الأخضر من قيادتهم الحزبية العليا، بمن في ذلك مشرف فرع التنظيم اليمني المقيم في الدوحة شيخان الدبعي، للتصعيد ضد من تبقّى من الوحدات التي مازالت خارج سيطرتهم والتي تم إضعافها بعد اغتيال العميد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع الذي كان يوصف بأنه العقبة الأخيرة أمام استكمال السيطرة على مديريات جنوب تعز.
وبحسب المصادر فقد شرع الإخوان في عمليات ممنهجة لتفكيك اللواء من خلال شراء ولاءات الضباط وقادة الكتائب، بالتزامن مع مساع حثيثة لتعيين قائد جديد للواء من المنتمين لجماعة الإخوان.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تصاعدت في الآونة الأخيرة نبرة الخطاب المعادي للتحالف العربي داخل مؤسسات الشرعية في تعز، من خلال أنشطة ممولة من قطر وسلطنة عمان تجاوزت الدعم السياسي والإعلامي إلى تمويل إنشاء معسكرات تحت إشراف القيادي الإخواني حمود المخلافي.
وقالت الصحيفة إنه وفقا لمراقبين يمثل نهج إخوان اليمن في محافظة تعز حالة متقدمة للارتهان للتنظيم الدولي وقطر وتركيا، في ظل تصاعد المؤشرات على رغبة تيار عريض من قيادة حزب الإصلاح في تحويل المحافظة إلى منطقة معادية للتحالف العربي بقيادة السعودية، وتحويلها إلى بوابة لدخول تركيا وقطر إلى الملف اليمني.
ويشير هؤلاء المراقبون إلى أن تعز في ظل سيطرة الجناح التركي والقطري في حزب الإصلاح باتت مرشحة أكثر من غيرها لتحقيق أجندة التحالف القطري التركي الإيراني في التقريب بين الاخوان والحوثيين وتشكيل جبهة مناوئة للتحالف العربي في اليمن.