كشف مراقبون عسكريون، اليوم الجمعة، أسباب استئناف ميليشيا الحوثي الانقلابية هجماتها ضد محافظة مارب النفطية (شمال شرق اليمن).
وقال نائب رئيس المركز الإعلامي للجيش اليمني، العقيد صالح القطيبي، في تصريح صحفي إن "عناصر مليشيا الحوثي شنوا في التاسعة من مساء الخميس، هجوماً عنيفاً على مواقع الجيش في منطقة العكد إلى الجنوب الشرقي من جبل البلق الاستراتيجي، جنوبي مأرب".
وأضاف أن "الهجوم الذي استمر حتى فجر الجمعة، استخدم فيه الطرفان مختلف أنواع الأسلحة، وتمكنت قوات الحكومة من "صد الهجوم وإفشال خطة المليشيا"، مشيراً إلى استشهاد ثلاثة من أفراد القوات الحكومة وإصابة أربعة آخرين، إضافة إلى مقتل وإصابة عدد كبير من المهاجمين الحوثيين.
وقال مراقبون عسكريون إن ميليشيا الحوثي تحاول من خلال التركيز على تلك المنطقة التقدم في المنطقة الصحراوية المفتوحة وصولاً إلى مناطق النفط والطريق الاستراتيجي الذي يربط مأرب بمحافظات شرقي اليمن ومنفذ الوديعة البري مع السعودية، وهو المنفذ الأخير الإسفلتي للمدينة المطوقة من جهاتها الثلاث (جنوب، غرب، وشمال)، وفق موقع "العربي الجديد".
وأوضح المراقبون أنه "بالنظر للمساحة الشاسعة لتلك المناطق وتضاريسها الصحراوية، فإن آمال الحوثيين المدعومين من إيران ستكون مكلفة، لا سيما وأن خبرتهم في معارك الصحراء عادية بخلاف معارك الجبال".
ويرى خبراء أن أهمية مأرب تكمن ليس في أنها المعقل الأخير للحكومة الشرعية في الشمال، بل في الفوز بجولة جديدة وحاسمة من الجولات الاقتصادية للحرب المتمحورة جزئيا حول النفط (المحرِّك الرئيس لاقتصاد اليمن).
ويأتي استئناف الهجوم الحوثي على مارب في ظل تصعيد من قبل الميليشيا الانقلابية التي كثفت هجماتها على موانئ تصدير النفط، ما يرفع من مستوى خطر هذه الهجمات التي قد تفتح المجال لعودة الحرب، وهو ما حذرت منه الخارجية الأمريكية في بيانها في مستهل جولة مبعوث بايدن إلى اليمن تيموثي ليندركينغ التي بدأها في المنطقة قبل أيام.
ويرى مدير مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، ماجد المذحجي، أن ما يقوم به الحوثيون هو بمثابة "ابتزاز" للحكومة، مضيفا "يريدون حصة من هذه الموارد دون تقديم أي تنازلات".
ويعتبر المذحجي أن استهداف الموانئ يعد "مقامرة كبيرة قد تدفع الحكومة باتجاه خيارات متطرفة، إذ إنّ استهداف الموانئ يعني حرمانها من مواردها ما يعني عدم قدرتها على دفع الرواتب. وفي هذا الركن الخطير (..)، ممكن أن تذهب باتجاه كل الخيارات السيئة".