قاد ليونيل ميسي، الثلاثاء، منتخب الارجنتين إلى نهائي مونديال قطر 2022 في كرة القدم، بإنهاء مقاومة كرواتيا الشجاعة بثلاثية نظيفة الثلاثاء، بحثاً عن لقب وحيد ينقص خزانته المترفة.
وبعد تخطيه عقبة كرواتيا بركلة جزاء لميسي وثنائية للشاب خوليان ألفاريس، يتعيّن على "ألبيسيلسيتي" الخضوع لامتحان أصعب في نهائي الأحد، أمام فرنسا حاملة اللقب أو المغرب مفاجأة البطولة الجميلة والمدعوم من مئات ملايين الأفارقة والعرب.
على استاد لوسيل الذي عجّ بجماهير زاحفة من بوينوس أيرس وأخرى مقيمة في الدوحة، عبّرت طوال البطولة عن دعمها غير المنقطع لأفضل لاعب في العالم سبع مرات، حسمت الأرجنتين، بطلة 1978 و1986، منطقياً النتيجة في الشوط الأوّل، قبل توجيه الضربة القاضية في الثاني.
وأحرز ميسي (35 عاماً) كل الألقاب الممكنة، خصوصاً مع ناديه السابق برشلونة الإسباني، واتبعها بتتويج قاري مع منتخب بلاده في كوبا أمريكا في عقر دار البرازيل عام 2021، لكن اللقب العالمي الأهم لا يزال يهرب من لاعب سجل 790 هدفاً، بعد أربع اخفاقات أقربها للتويج عام 2014 عندما خسر في الرمق الأخير أمام ألمانيا.
تتويجه الأحد المقبل، سيضعه دون أي شك بمصاف البرازيلي الاسطورة بيليه، المتوج ثلاث مرات في 1958 و1962 و1970 ومواطنه الراحل دييغو مارادونا الذي قاد "بمفرده" الأرجنتين إلى لقبها الثاني في 1986.
وكما فعل مارادونا قبل 36 عاماً، ولو بنسب مختلفة، يقدّم ميسي مستويات رائعة في قلب تشكيلة لا تضم نجوماً خارقين في الملاعب الأوروبية كما في العقدين الأخيرين.
إلى أهدافه الخمسة، مرّر ثلاث كرات حاسمة، سدّد 27 مرّة، صنع 18 فرصة، ويدرك تماماً انها الفرصة الأخيرة له في المسابقة كما عبّر عن هذا الأمر في أكثر من مناسبة.
وقال ميسي الذي عادل، أمس الثلاثاء، الرقم القياسي للألماني لوتار ماتيوس بخوضه المباراة الـ25 في كأس العالم وسيحطمه على الارجح في النهائي "ما عشناه حتى الآن، كان رائعا. لا أريد فقدان هذا الامر. أفكّر بعائلتي هذا الاهم بالنسبة لي. يفعلون كل ما في وسعهم من أجلي، مررنا بالسراء والضراء والآن سنستفيد مع الجميع مع كل الأرجنتينيين".
وإلى انخراطه في عمق منتخب اعتزل عن تمثيله سابقاً قبل عودته عن قراره، برز ميسي "الخجول" في ساحة المعارك والمناوشات اللفظية، على غرار اشتباكه الكلامي مع مهاجمه هولندا فاوت فيخهورست، اثر تخطي البرتقالي بصعوبة بالغة في ربع النهائي بركلات الترجيح بعد اهدار التقدم بهدفين في الدقائق الأخيرة.