2023/03/31
تحالف حقوقي يوثق 248 واقعة تجنيد واستغلال أطفال في اليمن

وثق التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الانسان (رصد) 248 واقعة تجنيد واستغلال أطفال في عشر محافظات يمنية خلال سنوات الحرب في اليمن، تصدرتها ميليشيا الحوثي الانقلابية، مشيرا إلى تعرض الأطفال الى انتهاكات واسعة لحقوقهم التي كفلتها المواثيق العالمية بسبب الصراع، شملت تغيير لمعتقداتهم وهويتهم الوطنية والتجنيد القسري والاستغلال الجنسي وأعمال أخرى يمكن وصفها بالاتجار بالبشر.

جاء ذلك في تقرير حديث صادر عنه سلط الضوء على حوادث تجنيد الأطفال والطرق المستخدمة في تجنيدهم خلال الفترة من 2015 وحتى 2022، في محافظات؛ صنعاء، الحديدة، عمران، مارب، صعدة، ذمار، إب، عدن، حجة، المحويت.

ووفق التقرير تصدرت محافظة إب (وسط اليمن) أعمال التجنيد بواقع (55) طفلاً تليها عمران (46) طفلاً.

وخلص التقرير الى أن ميليشيا الحوثي الانقلابية كانت الأبرز في عمليات تجنيد الاطفال حيث قامت بتجنيد 231 طفلاً، فيما مارست أطراف الصراع الأخرى أعمال التجنيد ولكن بمستويات محدودة، وقامت الحكومة اليمنية بتجنيد (9) و(8) جندتهم تشكيلات شبه عسكرية لا تخضع لسلطة الحكومة الشرعية.

وكشف التقرير أن عمليات التجنيد زادت بوتيرة كبيرة في العام 2022 وهو العام الذي وقعت به جماعة الحوثي على خطة انهاء تجنيد الأطفال مع الأمم المتحدة، وأُطلقت فيه الحملة الدولية لإنهاء تجنيد الأطفال من قبل الحكومة المعترف بها ومكتب الأمم المتحدة في اليمن.

وأظهر التقرير أن (238) طفلاً جُندوا بوسائل ترغيبية، و(10) أطفال جُندوا بوسائل ترهيبية كالاختطاف وفرض تهديدات على أولياء امورهم لتجنيدهم، وقد استخدم أطراف الصراع وسائل عديدة للتأثير عليهم، حيث تم استقطاب (43) طفلاً بتسليمهم راتب و(26) جرى تجنيدهم بعد انخراطهم في دورات ثقافية و(41) نُقلوا إلى معسكرات، و(8) تم استقطابهم دون معرفتهم ما يُراد منهم و(6) تم اغرائهم باستلام أسلحة و(3) دفعتهم عائلاتهم للتجنيد و(7) جُندوا في النقاط الأمنية و(98) لا تُعرف دوافع تجنيدهم لكن يُعتقد أن الكثير منهم اثرت فيهم عوامل اقتصادية أو الاعلام والمناهج التعليمية.

وأشار التقرير إلى أن نتائج التحليل للوقائع الموثقة خلصت إلى أن العدد الأكبر من المجندين قد لقوا حتفهم خلال الأعمال القتالية، حيث سجل التقرير مقتل (142) طفلاً، وما يزال (82) طفلاً مستمرين في التجنيد، و(13) طفلاً عادوا إلى منازلهم و(5) منهم محتجزين لدى طرف آخر و(4) مصيرهم مجهول.

وبين التقرير أن ميليشيا الحوثي عملت على استقطاب وتجنيد الأطفال عبر سلسلة من المشرفين والمحشدين، وسخّرت من اجلهم كثير من الأموال لتسهيل عملهم في التأثير على الأطفال، كما تعمدت تغيير المناهج التعليمية للأطفال وهو ما أثر بشكل واضح في الدفع بهم إلى التجنيد.

ووفق التقرير استخدمت ميليشيا الحوثي الدعاية ووسائل الاعلام لصناعة الهالة على القتلى من الأطفال المجندين سيما خلال تشييع جنائزهم وهو ما يحفز اقرانهم للتجنيد تأسياً بهم والثأر لهم، إلى جانب الخطاب التعبوي لقادتها وإنتاج العديد من البرامج والمواد الإعلامية لتحفيز الأطفال للقتال تحت شعارات الدفاع على الوطن والعرض والأرض والشرف ضد "التحالف السعودي الأمريكي الإسرائيلي" بحسب زعمهم.

وأفاد التقرير أن الأطفال المجندين يُعاملون كمشبوهين بدلاً من اعتبارهم ضحايا، فهم يواجهون تحديات أثناء العودة إلى مجتمعاتهم المحلية، ويُوصمون بالمجرمين أو أن لديهم القابلية لارتكاب الجريمة، وهذا الوصم يزيدهم اصراراً على مواقفهم في البقاء مع الجماعات المسلحة، ويضعف من إمكانية دمجهم في المجتمعات.

تم طباعة هذه الخبر من موقع المشهد الخليجي https://almashhadalkhaleeji.com - رابط الخبر: https://almashhadalkhaleeji.com/news60845.html