تشهد مناطق من النصف الشرقي للكرة الأرضية يوم الخميس المقبل 29 رمضان الموافق 20 أبريل، أول كسوف للشمس هذا العام 2023.
وقال وقال رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زاهرة، إن الكسوف "نوع نادر ويسمى (كسوف الشمس الهجين) وسيكون مرئيًا في أستراليا وتيمور الشرقية وإندونيسيا (بابوا الغربية وبابوا)، وفي الوقت نفسه سيشاهد ككسوف جزئي للشمس فوق منطقة أكبر بكثير تغطي في جنوب شرق آسيا شرق جزر الهند وأستراليا والفلبين ونيوزيلندا بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى في غرب المحيط الهادئ".
وأضاف أبو زاهرة: "لن يكون هذا الكسوف للشمس مشاهدًا بسماء السعودية والوطن العربي لأنه يشاهد عادة في جزء محدد ضمن المسار الضيق لظل القمر أو شبه الظل اضافة لميل محور دوران الأرض وموقع القمر والشمس".
وأردف: كافة مراحل الكسوف على مستوى الكرة الأرضية ستكون ما بين الساعة 04:34 ص إلى 9:59 ص بتوقيت مكة وخلالها سيدوم الكسوف الهجين قرابة 3 ساعات و 19 دقيقة وسيقطع الظل المركزي للقمر مساراً سيبلغ طوله 13,800 كيلومتر وبعرض حوالي 49 كيلومتراً وسيغطي 0.07% من مساحة سطح الأرض.
وأوضح أبو زاهرة أن "القمر سيمر أمام الشمس مُنتجًا سلسلة مختلطة على طول أجزاء مختلفة من مساره، ففي البداية سيكون كسوف الحلقي فوق المحيط الهندي ثم ينتقل إلى كسوف كلي أثناء تحركه فوق غرب أستراليا ثم سينتهي ككسوف حلقي فوق جنوب المحيط الهادئ، يُعرف هذا التسلسل بالكسوف "الهجين"، وهو يحدث بسبب تقوس سطح الأرض وهو يحدث بضع مرات كل 100 سنة وخلال القرن الحادي والعشرين الجاري هناك سبعة منها فقط كان آخرها في 3 نوفمبر 2013".
وأشار أبوزاهرة إلى أن كسوف الشمس الهجين يحدث عندما يكون القمر على مسافة قريبة من الحد الذي يجعل ظله يصل إلى الأرض، ولأن الأرض كروية فإن القمر يكون على مسافة من الأرض بحيث تكون قمة الظل أعلى قليلاً من سطح الأرض في بداية مسار الكسوف ونهايته مما يتسبب في حدوث كسوف حلقي للشمس، ومع ذلك في منتصف مسار الكسوف تسقط قمة ظل القمر على سطح الأرض، لأن هذا الجزء من الكوكب أقرب قليلاً إلى القمر لذلك سيشاهد الراصدون إما كسوفًا حلقيًا للشمس أو كسوفًا كليًا للشمس اعتمادًا على الموقع على طول مسار الكسوف المركزي.
وأضاف أبو زاهرة: يطلق على الكسوف الحلقي اسم "حلقة النور" وخلال هذا الكسوف يكون الحجم الظاهري القمر صغيراً بحيث لا يغطّي الشمس في بداية مسار الكسوف المركزي ونهايته، لذلك تبرز الشمس من جميع الجوانب وتشكل حلقة مضيئة ولكن خلال الكسوف الكلي يقترب القمر من الأرض ويزيد حجمه الظاهري بنسبة 1.3% من المتوسط ويكون كبيراً بما يكفي لتغطية الشمس وحدوث كسوف كلي عندها ستظهر هالة لشمس.
وأشار أبو زاهرة إلى أنه خلال الكسوف يمكن للراصدين ضمن مسار ظل القمر المركزي فقط رؤية العديد من الظواهر الفريدة، حيث سيشاهدون ظاهرة خاتم " الألماس"، حيث يظهر ضوء الشمس ككتلة من طرف واحد للقمر متصل بحلقة من الضوء وهو عبارة عن الغلاف الجوي للشمس يسطع حول القمر.
جدير بالذكر أنه سيتبع هذا الكسوف الهجين للشمس بعد أسبوعين خسوف شبة ظل للقمر (منتصف شوال) سيكون مرصوداً بسماء السعودية والوطن العربي وفي جميع أنحاء آسيا وأستراليا وأجزاء من شرق أوروبا وشرق إفريقيا.