2020/03/08
سفير "الاوربي" لدى اليمن بمناسبة يوم المرأة العالمي: المرأة اليمنية بحاجة إلى تمكين حقيقي [ترجمة خاصة]

كتب سفير الاتحاد الأوربي لدى اليمن، هانز غروندبرغ، مقالاً بمناسبة يوم المرأة العالمي الذي يصادف 8 مارس من كل عام، بعنوان "المرأة اليمنية بحاجة إلى تمكين حقيقي" نشره في موقع الاتحاد على شبكة الانترنت، ترجمه "المشهد الخليجي" إلى العربية، فيما يلي نصه:

في الوقت الذي يستغرق فيه العالم لحظة في اليوم العالمي للمرأة للدفاع عن العدالة والتوعية بين الجنسين، يجب أن نذكر أنفسنا أنه بعد خمس سنوات من الصراع، أصبحت اليمن أسوأ بلد في العالم بالنسبة للمرأة. نظرًا لأن الأمم المتحدة صنفت ما يجري في اليمن بأنها "أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، فقد أدت الحرب إلى تفاقم الوضع الاجتماعي والاقتصادي وإضافة أعباء جديدة على النساء والفتيات، ما أدى إلى تفاقم التفاوت القائم بين الجنسين.

أدت الحرب وتدهور الوضع الإنساني إلى زيادة الصعوبات التي تواجهها النساء والفتيات في اليمن على جميع المستويات. وإلى جانب العواقب المباشرة مثل محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية المناسبة، ازداد العنف ضد النساء والفتيات، وما يزال الوصول إلى العدالة بالغ الصعوبة أو حتى مستحيل. أدت الحرب أيضا إلى النزوح وفرضت قيود شديدة على حركة الفتيات والنساء اليمنيات. وقد أثر ذلك أيضًا على قدرتهن على الوصول إلى سبل العيش وفرص العمل، ما زاد من تقويض وضعهن الاجتماعي والاقتصادي. وأسفرت المصاعب الاقتصادية للأسف عن زيادة حالات زواج الأطفال والزواج المبكر أو القسري. علاوة على ذلك، ما تزال مشاركة المرأة في السياسة وصنع القرار محدودة. 

ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه البيئة القاتمة والصعوبات الهائلة التي تواجهها، فإن المرأة اليمنية عضو نشط في مجتمعاتها في جميع جوانب الحياة. لقد أظهرن مرونة هائلة في تحمل أعباء الحرب، فضلاً عن الالتزام بتعزيز السلام والمصالحة. بعض من أكثر المناقشات التي أجريتها حول الوضع في اليمن خلال الأشهر الماضية، كانت مع مجموعات مختلفة من الممثلات اليمنيات في كل من صنعاء وعدن.

لذلك، في مثل هذا اليوم، اليوم العالمي للمرأة تعد مناسبة للاعتراف بإنجازات العديد من النساء اليمنيات اللائي أظهرن تفانيًا وشجاعة استثنائيين لتعزيز حقوق الإنسان وتمكين المرأة والسلام. يجب أن يكون الاعتراف بعمل هؤلاء النساء من خلال الجوائز الدولية بمثابة مصدر إلهام لجميع النساء اليمنيات لتحقيق إمكاناتهن في قيادة وإلهام مجتمعاتهن.

تعد حقوق وتمكين النساء والفتيات اليمنيات إحدى الأولويات الرئيسية التي توجه جهود الاتحاد الأوربي لدعم اليمن. نعتقد أن تمكين المرأة ضروري لتحقيق سلام دائم ومستدام. ويظل الاتحاد الأوربي ملتزم بدعم عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي لإنهاء الحرب، ويدعو بقوة إلى إشراك المرأة في عملية السلام وكذلك صنع القرار في اليمن على جميع المستويات؛ رغم كل شيء، فإن أقوى عوامل للسلام والمصالحة في المجتمعات دائمًا هم النساء والشباب.

يدعم الاتحاد الأوربي مجموعة واسعة من المشاريع والمبادرات التي تهدف إلى بناء مرونة المجتمعات المحلية وتحسين الوصول إلى الخدمات الأساسية، وتركز كل هذه المشاريع والمبادرات بشكل خاص على تمكين المرأة وتحسين الظروف المعيشية للمرأة اليمنية ومجتمعاتها.

ضمن جهودنا، نشارك عن كثب مع الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي ومنظمات المجتمع المدني المحلية والمجموعات النسائية. نحن نؤمن بالأهمية الحيوية لتشجيع الحوارات متعددة المسارات التي تشمل المشاركة على مستوى القاعدة الشعبية. إنه لا يضمن فقط اتباع منهج كلي لإنهاء النزاع، بل أيضًا أن أصوات النساء اليمنيات سيتم الاعتراف بها حقًا، هذا العمل مستمر ومستمر ومهم اليوم أكثر من أي وقت مضى، ويستحق أقصى اهتمامنا.

تم طباعة هذه الخبر من موقع المشهد الخليجي https://almashhadalkhaleeji.com - رابط الخبر: https://almashhadalkhaleeji.com/news7011.html