ذكرت تقارير اخبارية أن الاتهامات الموجّهة إلى ميليشيا الحوثي الانقلابية باستهداف إحدى المنشآت النفطية شرقي اليمن سلّطت الضوء على جانب مهمّ من الصراع المتواصل بالبلد منذ أكثر من خمس سنوات، ويتعلّق بالسيطرة على الموارد الحيوية وفي مقدّمتها النفط والغاز.
واتهمت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، الأحد، جماعة الحوثي بقصف محطة الضخ الخاصة بأنبوب صافر النفطي في منطقة صرواح بمأرب، لكنّ الجماعة الموالية لإيران نفت ذلك الاتهام وصنّفته ضمن ما سمّته "دعاية إعلامية" مضادّة لها.
وقالت صحيفة "العرب" الصادرة في لندن والممولة من الامارات أن خوض صراع الموارد لا يقتصر على ميليشيا الحوثي الساعية إلى تأسيس كيانها القابل للحياة ويكون ممتدا على مساحة جغرافية تحتوي على موارد طبيعية من جهة ومنفتحة على البحر من جهة ثانية، ولكنّه يهم أيضا جماعة الإخوان المسلمين التي تُعلن قياداتُها العمل تحت لواء الشرعية، بينما تعمل على أرض الواقع لحسابها الخاص وتسعى للسيطرة على مواقع استراتيجية في البلد استعدادا لأي ترتيبات سياسية قادمة قد تُنهي الحرب في البلد على أساس الواقع الميداني القائم.
واعتبرت الصحيفة أن من شأن الصراع على منابع الطاقة في اليمن أن يجعل محافظة مأرب شرقي العاصمة صنعاء في قلب المواجهة بين الحوثيين والإخوان الممثلين في اليمن بحزب الإصلاح، وذلك بالنظر إلى أنّ المحافظة تحتوي على جزء هام من حقول النفط وهي منطلق خطّ ضخّ الخام صوب ميناء صافر الواقع على البحر الأحمر بالساحل الغربي لليمن.
ولفتت الصحيفة إلى أن مأرب تعتبر نقطة ارتكاز أساسية لجماعة الإخوان في اليمن وقد حاولوا الإبقاء عليها خارج دائرة الصراع ضدّ الحوثيين مكتفين بجعلها مرتكزا لتوجيه جهدهم الحربي جنوبا صوب مناطق غير واقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثي على رأسها محافظتا شبوة وعدن، لكنّ تحرّش الحوثيين بمأرب بعد سيطرتهم على أجزاء واسعة من محافظة الجوف المجاورة بدأ يثير مخاوف قيادات حزب الإصلاح الإخواني.
وترتبط حقول صافر النفطية في مأرب بميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة بخط أنابيب طوله أكثر من أربع مئة كيلومتر. ويحتوي الخط المتوقف عن الضخّ منذ 2015 على حوالي 800 ألف برميل من الخام، إضافة إلى حمولة السفينة صافر التي تستخدم كميناء عائم، وقد أصبحت حمولتها المقدّرة بمليون برميل بمثابة "قنبلة موقوتة" تهدّد البحر الأحمر بكارثة بيئية نظرا لتهالك السفينة وعدم خضوعها لأي عمليات صيانة، حيث يحرص الحوثيون على استخدامها ورقة لمساومة بلدان الإقليم والمجتمع الدولي.
وقالت الصحيفة أن التقدّم في الجوف شجّع الحوثيين على التحرّش بمحافظة مأرب سعيا لضمّها بالكامل إلى مناطق سيطرتهم أملا في ترتيبات سلام قد يدفع المجتمع الدولي باتجاهها خلال المرحلة القادمة ويأملون في أن تقام على أساس الواقع الميداني القائم حاليا.