مع بزوغ أولى قوافل الحجيج اليمنيين عبر منفذ الوديعة كان كل شيء مختلفًا، وقفت فرق استقبال من القوات المشتركة السعودية على طول المسار تستقبل ذوي الشهداء بابتسامة، وبلافتات الترحيب التي رسمت مشهدًا من التضامن الأخوي والإنساني.
حرصت القوات المشتركة على تقديم أفضل رحلة لتكريم أسر شهداء القوات المسلحة اليمنية في أسمى بقاع الأرض، رحلة شرف من منفذ الوديعة إلى بيت الله الحرام.
كما وفّرت القوات المشتركة خدمات استثنائية لضيوفها من أسر الشهداء والمصابين، شملت خدمات النقل والمساكن المريحة والرعاية الصحية والإعاشة المتكاملة، إلى جانب تنظيم محاضرات توعوية وإرشادية ساعدت كبار السن والنساء على أداء المناسك بطمأنينة وسلاسة.
لم تكن الرعاية لوجستية فقط بل إنسانية؛ لتملأ قلوب الحجاج اليمنيين بمزيج من الراحة والامتنان، فنجد التفقد والحنوّ والسؤال الدائم والاهتمام بكبار السن والأرامل، وتقديم المساعدة قبل أن تُطلب، وكأن كل فرد في المنظومة قد تدرّب على رعاية الأرواح قبل الأجساد.
لا يسعنا إلا أن نرفع أسمى آيات الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية قيادةً وحكومةً وشعبًا، وتحديدًا لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – على هذه الجهود العظيمة وما أوجدوه من طمأنينة في قلوب من ظنّوا أن العالم قد نسيهم.
والشكر موصول للقوات المشتركة السعودية التي جسّدت أرقى معاني الوفاء ورعت بكل إخلاص أسر الشهداء والمصابين من أبناء القوات المسلحة اليمنية، فأكرمتهم واحتضنت وجعهم وشاركتهم رحلة الحج بروحٍ أخوية وإنسانية خالصة.
إن ما تقوم به المملكة من مبادرات إنسانية خلال موسم الحج لهذا العام يؤكد ريادتها الأخلاقية والدينية والإنسانية في خدمة ضيوف الرحمن، وحمل همّ الأمة على كل المستويات، ويعكس المكانة الرفيعة التي تحتلها المملكة في قلوب المسلمين ودورها التاريخي الثابت في رعاية الحجيج وتسهيل أداء المناسك بكل أمن وسلام وكرامة، وفي الختام، لا يسعنا إلا أن نقول حفظ الله المملكة العربية السعودية وشعبها وأدام عليها أمنها واستقرارها.