مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019

بعد فك العزل... ما هي أولويات ترمب في الشرق الأوسط؟

2020/02/13 الساعة 03:35 مساءً

بعدما تمكن مجلس الشيوخ الأميركي من فك آلية العزل التي أتت بها الأكثرية الديمقراطية في مجلس النواب لمحاولة إطاحة الرئيس دونالد ترمب، يُطرح السؤال داخل الولايات المتحدة حول أولويات الإدارة الأميركية تجاه الشرق الأوسط في الأشهر المقبلة قبل انتخابات نوفمبر المقبل. 
السؤال الأول هو، هل يمكن لإدارة ترمب وعلى الرغم من تغلبها على سلاح العزل أن تتخذ قراراً استراتيجياً كبيراً أو عدة قرارات في ظل الوقت القصير الفاصل عن موعد الانتخابات الرئاسية؟ إذ إن قدرة الإدارة على تصميم الخطط وتغيير السياسات وتطبيق المشاريع خلال حملة الانتخابات الرئاسية أمر غير محسوم، ويرجح مراقبون متشائمون عدم اتخاذ واشنطن أي قرارات كبرى قبل الاستحقاق الرئاسي.
أما السؤال الثاني المطروح في أروقة البيت الأبيض يتعلق باحتمال قيام الرئيس ترمب باتخاذ خطوات سريعة غير متوقعة في عدد من الملفات المفتوحة في الشرق الأوسط ليفاجئ الجميع وتحديداً خصومه السياسيين، بقدرته على تحقيق نتائج تسمح له بتعزيز أجندته في الانتخابات الرئاسية على أن يعمل على تنفيذ كامل لتلك الأجندة في حال فوزه بولاية ثانية.

انقسام داخلي
الانقسام داخل فريق عمل ترمب ما بين الفريق الحكومي والفريق الانتخابي، في ما يتعلق باحتمال اتخاذ قرارات كبرى في السياسة الخارجية عامة والشرق أوسطية خاصة لم يُحسم بعد، فالذين يعملون في حملته الانتخابية لا يريدون للرئيس اتخاذ قرار قد يهدد مسار الحملة بحال فشله أو عرقلته، أما الفريق الآخر فيشجعه على المضي قدماً في المنطقة واتخاذ خطوات محسومة ومضمونة من شأنها تسجيل نقاط لمصلحته في الخطاب الانتخابي. فما هي الملفات التي بإمكان الرئيس الأميركي التقدم بها من دون حسمها، ولكن مع اتخاذ خطوات ناجحة في العالم العربي والشرق الأوسط.
اعتقد البعض أن طرح مشروع الحل الإسرائيلي - الفلسطيني قد يشكل بحد ذاته نقطة تعزز صورته في الانتخابات الأميركية، وربما في الشرق الأوسط، إلا أن قسماً آخر عالماً بالتعقيدات الداخلية في العالم العربي، لا سيما المعسكر المتحالف مع ترمب، يستبعد أن يتخذ حلفاء واشنطن العرب خطوات بسبب رفض القيادة الفلسطينية لخطة السلام الأميركية ومعها دول عربية عدة. فعلى الرغم من تشجيع عواصم عربية عدة على بدء مفاوضات مباشرة فلسطينية - إسرائيلية بغطاء عربي، لكن عامل الوقت غير كافٍ لقيام ديناميكية عربية - أميركية - فلسطينية - إسرائيلية قادرة على تخطي الحواجز القائمة بفعل الثقافة السياسية والتاريخية في المنطقة العربية على الرغم من الانقسام بين مؤيدي محور إيران ومناصري محور التحالف العربي. كما أن الوقت ضيق لتعبئة المعسكر المؤيد لترمب في أصعب ملف وهو الملف الفلسطيني، وعلى العكس فإن التقدم على محاور أخرى كالملف الإيراني أو مواجهة التطرف قد يشكل عاملاً مساعداً للحل الفلسطيني.

الملف الإيراني
ويعتقد البعض أن إدارة ترمب قادرة على المضي قدماً في الملف الإيراني باتجاه دعم المعارضة الإيرانية بأشكال مختلفة، مما لا يعرّض الإدارة في واشنطن لأي تحد أكبر بمواجهة الإيرانيين، لأن الوقوف إلى جانب المعارضة "لا يكلّف شيئاً"، على حد تعبير متخصصين في هذا الملف. ويبدو أن الإدارة قادرة في الأشهر المقبلة على العمل بشكل أفضل في ما يتعلق بإيران مع الأخذ في الاعتبار أن هناك مطباً وهو أن تتحرك الانتفاضة داخل إيران في اتجاه غير محسوب، ما يدفع النظام الإيراني إلى الدخول في مشروع إلهاء خارج إيران، أو عملية قمع كبرى في الداخل، وسيشكل ذلك في كلا الحالتين مشكلةً إضافيةً لا تملك الإدارة قدرةً على حسمها قبل الانتخابات، بالتالي يذهب الرئيس المرشح إلى خوض الاستحقاق الرئاسي مع ثغرة مفتوحة على الجبهة الإيرانية يستخدمها خصومه السياسيون ضده.

* نقلا عن اندبندنت عربية