مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019

الاعلام لا يصنع زعامة

2020/04/18 الساعة 11:18 صباحاً

ازعجني صديق عزيز برسائل كثيرة تنشرها وكالة الانباء الرسمية سبأ ومواقع خاصة بتمويل حكومي للترويج للمسؤولين، واغلبها يتحدث عن نشاطات وهمية لمؤسسات الشرعية التي تسعي دون جهد حقيقي على الارض من خمس سنوات لتستعيد دولة سلمتها صاغرة ثم فرت.

اغلب ما يتم تداوله لا يعني المواطن ولا يعود عليه بأي مردود مادي يساعده على عدم الموت جوعا ومرضا، وليس اكثر من تذكير لنا بأنهم مازالوا أحياء يرزقون وبصحة جيدة، باستثناء الرئيس الذي غاب عن الأنظار ودخل في حظر اختياري قبل ظهور وباء كورونا.

الجديد في الامر ان الحكومة المهاجرة ابتكرت حيلة جديدة للضحك على الناس، فاستغنت عن وجودها الفعلي مع المواطنين داخل ال 85٪ وتحولت الى شاشات الكومبيوتر لتجمع أعضاءها الموزعين مع أسرهم على عدة عواصم، وهو نشاط مثير للسخرية لأن ما يصدر بعد هذه اللقاءات لا يعدو كونه كلاما مكررا ووعودا لا تطعم جائعا ولا تعالج مريضا ولا تنقذ جريحا ولا تعمر دارا دمرته القذائف ولا طريقا استهلك.

في الأونة الأخيرة ادمنت الحكومة المهاجرة – الالكترونية وسيلة جديدا للتسلية على المواطنين فأدخلت ما تسميه بالمصفوفات والانفوجرافيك على كل حركة او اتصال او اجتماع للمسؤولين وتلصق بها صورتهم كما لو كان زعيما ملهما يتلهف الناس لمشاهدته ليل نهار.

حين يكون هدف المسؤول ومستشاريه هو إضافة سطر الى سيرتهم الذاتية ولقب يتصورونه مجدا عظيما حين يقدمون اوراقهم للبحث عن وظيفة بعد الاستغناء عن مجهوداتهم العبثية،

وحين تصبح المناصب السياسية وسيلة تأمين لقمة عيش وليست وسيلة لتحقيق اهداف وطنية،

وحين يكون هم من يعتلي الموقع السياسي هو الاثراء غير المشروع وتأمين اقاربه وأصدقائه،

وحين تصير المواقع السياسية طريقا للانتقام من الخصوم وازاحة كل منافس أكثر كفاءة ونزاهة،

وحين يتولى المسؤولية السياسية من وصلها بالصدفة البحتة ويعيش فيها بالدعم الخارجي،

حين يحدث كل ذلك فمن الطبيعي ان يكون الأداء هزيلا والمحصلة تافهة، فالاعلام قد يزيف ويزين ويضخم ولكنه في النهاية يفضح ويزيل المحسنات ويبين الحقيقة، وهو لا يصنع من الفأر اسدا مهما اجروا عليه من التعديلات الجينية, وساذج من يتصور ان ابراهيم الحمدي صنعه الاعلام والتلفزيون لكنه حتما ساهم في اظهار قدراته وكفاءته ونزاهته دون تبجح ولا حرص على المظهر والاناقة.

لو تفرغ من يقف علــى رأس المـؤسسات لجهد حقيقي علـي الأرض وتخلوا عن وهم الزعامة الزائفة التي لا يمتلكون ناصيتها، وتوقفوا عن نشر غسيلهم القذر، واعترفوا بواقع قدراتهم. فلربما تمكنوا من تقديم ما يذكره الناس لهم غير اللعنات.