مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019

احتياج الجنوبيين للائتلاف الوطني الجنوبي

2019/11/22 الساعة 04:11 مساءً

 
تتقطّع أوصال جنوب اليمن على مدى عقود من الزمن شهد فيها الجنوب دورات متعاقبة من الصراعات والحروب وعانى فيها الشعب من التهميش والاقصاء والتمترس المناطقي بفعل الميليشيات المتصارعة والانهيار الاقتصادي.

لم يعد بإمكان شعبنا تحملها وإدراكا لهذا الواقع بكل جوانبه واستشعارا لأهمية التعاطي مع القضية الجنوبية ظهر مدى احتياج الجنوبيين للائتلاف الوطني الجنوبي الذي يؤمن بكل اطياف الجنوب وبعدالة القضية الجنوبية كقضية محورية صنعتها التحولات السياسية وحولت أرضها المليئة بالخيرات والنعم إلى مسرحا للصراع والعنف والدم والمشاريع القاصرة ، فخطوط الصدع الإقليمية والجغرافية القديمة تظهر مجدداً مقوِّضةً وحدة اليمن ورغبة في عدم تكرار مآسي الماضي وإعادة انتاجه بنفس أدوات التفرد والاستئثار التي لن تنتج إلا أجيالا أخرى من المآسي والآلام أصبح أبناء الجنوب يدرك ويعي تماما بأهمية دور الائتلاف الوطني الجنوبي و انفتاحه على كل المكونات والقوى الوطنية الجنوبية بعيدا عن دعاوى الاحتكار والاستئثار ورفضه كل شعارات التخوين والتطرف ومد يده لكل الشركاء، ودعواه إلى عمل وطني مشترك يحقق الارادة الشعبية لأبناء الجنوب.

يحتفظ الجنوبيون اليوم في تاريخهم القديم بمرارة السلوك الشمولي الذي أنتج مآسي لاتزال أثارها حاضرة أمام الأوضاع المأسوية التي عانى المواطن الجنوبي منها من تدهور مريع للأمن واستهداف ممنهج لرموز المدينة من مقاومين وعلماء ودعاة وخطباء وأئمة وضباط وجنود ومن اعتداء على كرامة الانسان بالاختطاف والاخفاء خارج اطار القانون، ومن اعتداء وبسط على الاراضي، والعبث بالمخطط العمراني، والسيطرة على الممتلكات العامة والخاصة ، ومن تعطيل لمؤسسات الدولة وتعدي عليها وانهيار مريع في الخدمات، في نهج تدميري يستهدف جنوب مدن السلام والصمود.

وفي الواقع أن الائتلاف الوطني الجنوبي قد جسد دوراً مرناُ ومثل حلاً معقولاً للكثير من مشاكل الوطن وخصوصاً عند وضع القضية الجنوبية في صلب مخرجاته وكانت فرصة رأى فيها كل حريص على الوطن مخرجا آمنا نحو الدولة الاتحادية لتحقيق الارادة الشعبية لأبناء الجنوب بتمثيل متعدد الأطياف من القوى السياسية والمكونات والحركات الشبابية والمرأة والشخصيات السياسية  الجنوبية.

إن التشظّي الحادّ للمشهد السياسي الجنوبي يجعل استعادة دولة جنوب اليمن أمراً صعباً إلى حدّ كبير ومن هنا يأتي دورالائتلاف الوطني الجنوبي في إعادة زرع الأمل في قلوب الجنوبيين وتعزيز قيم الحياة المدنية في الساحة الجنوبية، وتجسيد قيم الديمقراطية واحترام تعدد الآراء والتنوع السياسي وتفعيل دور الأحزاب السياسية والمكونات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني وحقها في ممارسة أنشطتها بحرية كاملة.. وهذا النصر الذي سيحققه الائتلاف الوطني الجنوبي في تلبية ما يتطلع إليه بلهفة أبناء الجنوب.