مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019

خدعة الثنائيات

2021/08/16 الساعة 11:24 مساءً

 

لا توجد لدى النخب السياسية اليمنية شمالاً وجنوباً ثنائيات مقدسة حقيقية من مثل: الوحدة والانفصال، والإسلامية والعلمانية، واليمين واليسار، كل تلك الثنائيات تكتيكات لا غايات. 
الثنائية المقدسة الوحيدة لدي تلك النخب هي السلطة والثروة.
وكل ما يمكن أن يحقق الوصول إلى تلك الثنائية سيكون شعاراً مقدساً.
إذا عُمِّدتْ الوحدة بالنفط والغاز كانت النخبة وحدوية، وإذا جلب الانفصال السلطة والثروة فالنخب انفصالية، وطرائق الوصول المكيافيلية هي التي تحدد التوجه يميناً أو يساراً، وتنتج كائنات اليمين البرجوازي واليسار الانتهازي.
والذي رفع شعاراً إسلامياً أمس، تحول عنه عندما لم يصل به إلى مبتغاه من سلطة وثروة، وأصبح واعظاً في محراب العلمانية، يضرب الأمثلة بتقدم دولها وتخلف الدول الإسلامية، ويشرح نظريات جون لوك، تماماً كذلك العلماني الذي قضى عمره مبشراً بفصل الدين عن الدولة، وفجأة-وأثناء زخم موجات الربيع العربي، وبريق الجماعات الإسلامية-ضرب بمحاضراته كلها عرض الحائط، وحمل المسبحة ونافس أئمة المساجد في الشروح والتفاسير.
إنها ثنائية السلطة والثروة التي تجعل النخب تبيع الجمهور ثنائيات براقة من مثل الوحدة أو الموت والاستقلال أو الموت، والإسلام هو الحل، والعلمانية هي الحل، وكلها شعارات ثبت في الأخير أنها مجرد وسائل في أيدي مجموعة من الانتهازيين السياسيين للوصول إلى قدس الأقداس وغاية الغايات المتمثلة في السيطرة على الجمهور، ونهب ثرواته. 
وهكذا تسير الأمور: نُخَب تهز جذوع المنابر لتجني رُطَبَها، وجمهور كل حظه من المهرجان الصفير والتصفيق...
أولاد الحوثيين يدرسون ويعيشون في أمريكا وأوروبا وبقية بلدان "الشيطان الأكبر".
فيما الكهنة يتلقون معونات تأتي من "دول الشيطان والعدوان"،ويرددون أن "ولاية علي" هي ما يعصمنا من "موالاة اليهود والنصارى والمنافقين".
يبدو أننا إزاء "ولاية" تمنع "الموالاة"، لكنها لا تمنع تلقي المساعدات!