مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - السفير مايكل آرون: مشروع جديد لتنفيذ "اتفاق الرياض" والمرجعيات الثلاث ليست "قرآن" وغريفيث ليس "إله" ونحن مجانين بـ"اليمن"

السفير مايكل آرون: مشروع جديد لتنفيذ "اتفاق الرياض" والمرجعيات الثلاث ليست "قرآن" وغريفيث ليس "إله" ونحن مجانين بـ"اليمن"

مايكل آرون
الساعة 05:11 مساءً (المشهد الخليجي - متابعة خاصة)

كشف سفير المملكة المتحدة لدى اليمن، مايكل آرون، عن مشروع سعودي جديد لتنفيذ "اتفاق الرياض" الموقع بين الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي في 5 نوفمبر الماضي برعاية المملكة.

وأكد مايكل آرون - في حوار بث عبر الفيديو على صفحة موقع "المشهد اليمني" على فيسبوك - أن فرص نجاح تنفيذ "اتفاق الرياض" أفضل لأن السعودية هي من تشرف عليه، وليس ملفاً متنازعاً بين أكثر من دولة.

وقال آرون: "المشروع السعودي الجديد بشأن تنفيذ اتفاق الرياض جيد ومهم واعتقد ان الرئيس عبدربه منصور هادي اتفق مع السعودية وقدم بعض التنازلات وهناك مناقشات مع المجلس الانتقالي وانا متفائل بأن يكون هناك اتفاق تحت رعاية المملكة حول هذا المشروع".

وشدد آرون على ضرورة وقف إطلاق النار خاصة في أبين، وانسحاب القوات من مواقعها وإلغاء اعلان "الادارة الذاتية" من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي.

وقال آرون: "نحتاج إلى توحيد "الشرعية"، ونحن نعترف بالشرعية واذا أراد الاعتراف المجلس الانتقالي الجنوبي الاعتراف به فيجب أن يكون جزء من الشرعية".

الانتقالي والانفصال
وحول علاقة بريطانيا مع المجلس الانتقالي الجنوبي قال السفير البريطاني مايكل آرون: "علاقتنا مع الانتقالي جيدة والتقيت عدة مرات معهم وهم اصدقائنا ولديهم مكتب في لندن ونتحدث معهم كجزء من القوى السياسية اليمنية، مضيفاً: "هم يمنيون".

وفيما يتعلق بـ"الانفصال" او الاستقلال الذي يرفعه الانتقالي قال السفير البريطاني: "الانتقالي له دور مهم داخل المجتمع اليمني وخاصة في الجنوب. ولكن الوقت ليس مناسباً فهناك جائحة كورونا وتدهور الاقتصاد والحرب في الشمال وخطر سيطرة الحوثيين على مارب".

وأضاف السفير البريطاني: "الوقت ليس مناسباً لاتخاذ قرار مهم كـ"الانفصال"، فهناك قضية انهاء الحرب بين الشرعية والحوثيين ومن إذا انتهت الحرب سيكون هناك فترة انتقالية وبعد ذلك كل شيء ممكن".

وتابع آرون: "على جميع الاطراف مسؤولية ومرونة وتنازلات ليس ممكنا ان نقدم حلولاً ولا يتم تقديم تنازلات فالحوثيون، والشرعية، والانتقالي، والاحزاب السياسية يجب أن يقدموا تنازلات ويتفقوا فيما بينهم".

واردف قائلاً: "اذا اتفق الانتقالي مع الشرعية فنحن سنتحدث معهم وبالنسبة لاهدافهم طويلة المدى فهذه تحل بين اليمنيين".

وأكد السفير البريطاني أنه "من المهم جداً بالنسبة للانتقالي ان يكون لديهم علاقات جيدة مع السعودية، ولذلك انا متفائل بشأن اتفاق الرياض".

طرف معقد وصعب
ورداً على سؤال حول رفض الحوثيين لعملية السلام في اليمن وعلاقتهم مع إيران، قال السفير البريطاني مايكل آرون: "الحوثيون أمام خيار إما الحرب أو السلام. ونحن نعتقد أنهم مسؤولون عن اندلاع الحرب واستمرارها وذلك بسبب رفضهم لعملية السلام".

وأضاف مايكل آرون: "إذا كان خيارهم السلام يجب عليهم ان يتعاونوا مع اليمنيين الآخرين. وانا لا اعتقد ان اغلبية اليمنيين يريدون علاقات مع ايران".

مشاكل ايرانية
وحول التدخل الايراني في الشأن اليمني قال آرون: "إيران ليس لها تاريخ مع اليمنيين دينيا او سياسياً، وإذا اراد الحوثيون ان يتعايشوا مع اليمنيين الآخرين عليهم ان يقدموا تنازلات وهي أن يسمع الحوثيون آراء اغلبية اليمنيين الذين لايريدون علاقة مع ايران".

وأردف آرون قائلاً: "إيران ليس لديها مصالح في اليمن والخلاف بين الاثنى عشريين والزيديين كبيرة في الماضي كما سمعت ان العلاقات التاريخية بين الزيديين اليمنيين والآخرين كانت جيدة وليس هناك فرق بينهم".

ورداً على سؤال حول مصلحة ايران من الصراع في اليمن قال آرون: "إيران تريد أن تفتعل المشاكل للمملكة العربية السعودية، فهي تستخدم اليمن كجزء من عملياتها ضد المملكة وهذا طبعاً سيء جداً".

وأكد آرون أن "إيران ليس لديها مصالح داخل اليمن كما هو في سوريا ولبنان والعراق، ففي هذه الدول شيعة اثنى عشرية والايرانيون يعتقدون ان لديهم مسؤولية للدفاع عن مصالحهم، ولكن في اليمن هذا غير وارد".

وعن غياب الضغط الدولي على الحوثيين لإجبارهم على خيار السلام قال آرون: "من الصعب الضغط على طرف ليس لديه علاقات دولية مع الخارج"، مضيفاً: "الحوثيون طرف صعب ومعقد في عملية المفاوضات".

وتابع آرون: "الحوثيون يقاتلون اليمنيون الآخرين ويجب أن يكون من مصلحتهم ايقاف الحرب".

الاعلان المشترك
وأشار السفير آرون إلى أن مبعوث الامين العام للامم المتحدة إلى اليمن البريطاني مارتن غريفيث يعمل من أجل إنشاء علاقات مناسبة مع عبدالملك الحوثي والرئيس عبدربه منصور هادي للوصول إلى إنهاء الحرب في اليمن.

ولفت السفير آرون إلى أن المبعوث الاممي لديه الآن مشروع أسماه "الاعلان المشترك" يتكون من ثلاثة أجزاء رئيسية، الجزء الأول؛ وقف اطلاق النار وتفاصيل أخرى عن تنفيذه، مؤكداً ان الشرعية اليمنية والحوثيين متفقان على هذا الجزء من الاتفاق.

وأضاف آرون: "الجزء الثاني؛ فيه بعض الاجراءات الانسانية والاقتصادية مثل؛ فتح مطار صنعاء، وتسهيل دخول الواردات في ميناء الحديدة، وفتح الطرق في تعز ومدن أخرى في الشمال، ودفع مرتبات جميع الموظفين اليمنيين، وكذلك حل مشكلة الناقلة المتهالكة "صافر" الراسية في منياء رأس عيسى بمحافظة الحديدة الساحلية (غرب اليمن)، معتبراً هذا الجزء مهم جداً "ونحن نحتاج ذلك منذ وقت طويل".

وتابع آرون: "الجزء الثالث ينص على بدء المفاوضات وتسوية سياسية شاملة".

وكشف آرون أن "الشرعية اليمنية اتفقت مع المبعوث الاممي على نص معين في "الاعلان المشترك" بعد ذلك ذهب المبعوث الاممي إلى صنعاء وإلى مسقط ليناقش التفاصيل مع الحوثيين وكانت نقاشاته صعبة جداً ولكن في النهاية كان هناك شبه اتفاق من الحوثيين على نص مع بعض التعديلات على النص الذي أقرته الشرعية".

وقال إن غريفيث عاد مع التعديلات التي وضعها الحوثيون إلى الشرعية، مؤكداً عدم وجود أي خلاف كبير بين النص السابق والنص المعدل، مضيفاً: "أنا متفائل اذا كان هناك نوايا جيدة من الطرفين سيكون هناك اتفاق".

نحن بحاجة إلى وقف الحرب بمساعدة الامم المتحدة والمجتمع الدولي والسعودية.

ليست قرآن
وحول المرجعيات الثلاث وما إذا كانت أساسية في بناء عملية السلام في اليمن، قال آرون: "المرجعيات الثلاث ليست قرآنا، فيجب دراستها كوثائق مهمة واهدافها واضحة، ولكن التفاصيل هي مسؤولية الوساطة الاممية وغريفيث يعمل على هذه المرجعيات، ولكن ليس بكل تفاصيلها فالمبعوث لديه مرونة في تنفيذ الاتفاقات".

وأكد السفير البريطاني مايكل آرون أن "المبعوث الاممي يبني الحل بناء على المرجعيات الثلاث وهي التي انبثق منها "الاعلان المشترك" والذي يفاوض طرفي الحكومة الشرعية والحوثيين عليه".

وقال آرون: "المبعوث هو رجل وليس ملكاً أو إله، وبدون إرادة من الاطراف اليمنية لن يستطيع العمل أو النجاح".

وعما اذا كانت هناك حاجة لقرار دولي جديد من مجلس الأمن لإلزام الاطراف بتنفيذ الاتفاق قال السفير البريطاني: "لسنا بحاجة إلى قرار دولي جديد من مجلس الامن، ولكنا نحتاج إلى اتفاق حول "الاعلان المشترك" وسوف يتم دراسة اصدار بيان بعد الاتفاق على الاعلان".

واعتبر آرون أن الحوار بين السعودية والحوثيين "مهم جداً"، مؤكداً أن "السعوديون يريدون السلام والاستقرار في اليمن وهم مقتنعون تماماً بذلك".

وقال آرون: "الرئيس هادي يريد السلام والحوثيون يقولون إنهم يريدون السلام ونحتاج منهم برهان على ذلك".

بريطانيا واليمن
وتعليقاً على ما يردده اليمنيون بأن بريطانيا وراء إيقاف تقدم القوات الحكومية في محافظة الحديدة الساحلية (غرب اليمن)، قال آرون: "واهمون. إيقاف القتال في الحديدة لم يكن قراراً بريطانياً أو من مجلس الامن الدولي ولكن كان اتفاق في ستوكهولم بين الطرفين لوقف القتال".

وحول علاقات بريطانيا مع اليمن، قال آرون: "نمتلك تاريخاً طويلاً مع اليمنيين ونريد الاستقرار في شبه الجزيرة ككل واليمن بشكل خاص".

وأشار آرون إلى العبارة التي أوردها مستشار الامن الوطني الاميركي السابق، جون بولتون، في كتابه الجديد حين قال: "البريطانيون مجانين بالنسبة لليمن"، مضيفاً: "هذا صحيح اليمن مهمة بالنسبة لنا".