مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد العربي - مصطفى أديب يعتذر عن مهمة تشكيل الحكومة اللبنانية

مصطفى أديب يعتذر عن مهمة تشكيل الحكومة اللبنانية

الساعة 08:27 مساءً (المشهد الخليجي - اف ب)

اعتذر رئيس الوزراء اللبناني المكلف مصطفى أديب السبت عن مهمة تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة وسط مطالبات دولية متزايدة بحكومة تنفذ إصلاحات ضرورية لإخراج البلد من أسوء أزمة اقتصادية يواجهها منذ عقود وتحل مكان الحكومة المستقيلة إثر انفجار مرفأ بيروت.

وقال أديب في كلمة متلفزة "انني اعتذر عن متابعة مهمة تشكيل الحكومة" مقدما اعتذاره للشعب اللبناني لعدم تمكنه "من تحقيق ما يطمح إليه من فريق إصلاحي".

وكانت حكومة حسان دياب، المكلّفة حاليا تصريف الأعمال، استقالت بعد الانفجار المروع في مرفأ بيروت في الرابع من آب/أغسطس والذي أدى إلى سقوط أكثر من 190 قتيلا وآلاف الجرحى وألحق دمارا هائلا في مناطق كاملة من العاصمة اللبانية.

ومنذ تكليفه تشكيل الحكومة في 31 آب/اغسطس، سعى مصطفى أديب إلى تشكيل حكومة اختصاصيين قادرة على إقرار الإصلاحات الضرورية.

واصطدمت جهوده خصوصا بإصرار الثنائي الشيعي ممثلاً بحزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز في البلاد، وحليفته حركة أمل بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري، على تسمية وزرائهم والتمسّك بحقيبة المال.

ويقول مراقبون إن العقوبات الأميركية الأخيرة على وزيرين سابقين، أحدهما المعاون السياسي لبري وزير المال السابق على حسن خليل ثم على شركتين قالت واشنطن إنهما مملوكتان لحزب الله، زادت من تعنت الثنائي.

وتمارس فرنسا ضغوطاً منذ انفجار المرفأ على القوى السياسية لتشكيل حكومة تنفذ إصلاحات عاجلة مقابل حصولها على دعم مالي دولي لانتشال البلاد من أزمتها الاقتصادية. وفاقم انتشار فيروس كورونا المستجد ثم الانفجار الوضع الكارثي.

- "عدم احترام التعهّدات" -

وأعلن ماكرون في ختام زيارته لبيروت مطلع الشهر الحالي وغداة تكليف أديب تشكيل الحكومة، التزام القوى السياسية تأليف "حكومة بمهمة محددة" تتولى إصلاحات أساسية واستعادة ثقة الشعب، خلال مهلة أسبوعين. لكن هذه المهلة انقضت دون أن تتشكل الحكومة الجديدة.

وقال أديب في كلمته المتلفزة "مع وصول المجهود لتشكيل الحكومة إلى مراحله الأخيرة، تبيّن لي بأن هذا التوافق الذي على أساسه قبلت هذه المهمة الوطنية (...) لم يعد قائماً".

وقالت الرئاسة اللبنانية في بيان إن الرئيس ميشال عون قَبلَ اعتذار أديب عن مهمة تشكيل الحكومة، وسيتّخذ "الإجراءات المناسبة وفقاً لمقتضيات الدستور".

وقال عون إن "المبادرة التي اطلقها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لا تزال مستمرة، وتلقى مني كل الدعم".

وشهدت البلاد أزمات متراكمة منذ في تشرين الأول/أكتوبر حين خرج آلاف اللبنانيين في احتجاجات مطالبة بتحسين الوضع المعيشي واسقاط النظام السياسي الطائفي.

وجاء انفجار مرفأ بيروت ليفجر غضب اللبنانيين مجدداً، ورافقته هذه المرة ضغوط سياسية دولية قادتها فرنسا بالدرجة الأولى، ودعا رئيسها إيمانويل ماكرون إلى وضع "ميثاق سياسي جديد" وإجراء "تغيير حقيقي".

وأبدت الرئاسة الفرنسية الأربعاء أسفها "لعدم احترام التعهدات التي قطعت" خلال زيارة ماكرون بتشكيل الحكومة "خلال 15 يوماً".

-ردود أفعال-

وفي سياق ردود الأفعال، أصدر رؤساء الحكومة السابقون نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، وتمام سلام بياناً مشتركاً عبّروا فيه عن أسفهم جراء "الالتفاف على هذه الفرصة التي اتيحت للبنان".

وقال البيان "أصبح واضحا أن الأطراف المسيطرة على السلطة لا تزال في حالة إنكار شديد ورفض لإدراك حجم المخاطر الرهيبة التي أصبح يتعرض لها لبنان".

وقال رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري في بيان "نقول الى اولئك الذين يصفقون اليوم لسقوط مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، انكم ستعضون اصابعكم ندماً"، معبراً عن أسفه "لهدر فرصة استثنائية سيكون من الصعب ان تتكرر لوقف الانهيار الاقتصادي.

من جانبه، قال المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، يان كوبيتش، في تغريدة عبر تويتر، "أيها السياسيون (اللبنانيون)، هل أفسدتم حقًا هذه الفرصة الاسثتنائية التي أوجدتها فرنسا؟".

وأضاف "متى ستتوقفون أخيرًا عن ألعابكم المعتادة، والاستماع إلى صرخات واحتياجات الناس".

وحذر عون الإثنين من أن البلاد تتجه نحو "جهنم" في حال عدم توافق القوى السياسية على تشكيل حكومة كان يؤمل بأن يتم الإعلان عنها قبل أسبوع بينما لا تلوح في الأفق حلول لتبديد العراقيل أمام ولادتها.

وعلّقت إحدى المتابعات لحساب الرئاسة اللبنانية على تويتر "رح نشدّ الأحزمة وإنطلقت الرحلة إلى جهنّم".