مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد الكويتي - العالم يؤبِّن قائد العمل الإنساني وعميد الديبلوماسية وصانع السلام

العالم يؤبِّن قائد العمل الإنساني وعميد الديبلوماسية وصانع السلام

الساعة 11:26 مساءً (المشهد اليمني )

 

أبَّن العالم عبر منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة قائد العمل الإنساني وعميد الديبلوماسية ورائدها صانع السلام فقيد الكويت والأمتين العربية والإسلامية سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد طيب الله ثراه.

وخلال جلسة خاصة عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة لتأبين المغفور له بإذن الله تعالى سمو الشيخ صباح الأحمد، وقف المشاركون دقيقة صمت حدادا على روحه الطاهرة، مستذكرين مناقبه ومآثره وما خلفه من ارث تاريخي في مجال الانسانية والديبلوماسية الوقائية وصناعة السلام والوساطة في حل النزاعات وتعزيز مقاصد ميثاق الأمم المتحدة.

وقال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فولكان بوزكر في كلمة له «ان الراحل عرف عنه انه رائد للديبلوماسية الوقائية لالتزامه بالسلام وحل النزاعات عبر الحوار، حيث كان وزيرا للخارجية لأربعة عقود وكان له دور محوري في انشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتعزيز التعاون في منطقة الشرق الاوسط والعالم».

واضاف بوزكر انه وخلال قمة اعتماد اهداف التنمية المستدامة في عام 2015 أكد سمو الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، على التزام الكويت بخطة الأمم المتحدة 2030 بوضوح اذ لم يأت ذلك من فراغ، حيث كان منذ انضمام الكويت للمنظمة في عام 1963 شريكا فاعلا للأمم المتحدة وعاملا على تحقيق اهدافها في جميع المجالات.

واشار الى أن الأمم المتحدة أقرت بعمل هذا القائد البارز والفارس في مجال العمل الإنساني، حيث ساهمت هذه الريادة بإنقاذ عشرات الآلاف من الأرواح وحفزت آخرين للمشاركة في العمل الإنساني وهذا الكرم والسخاء من الكويت وأميرها الراحل تجاوز الشرق الأوسط الى مختلف أنحاء العالم.

الأمين العام للأمم المتحدة

من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس في كلمته «لقد كان سموه رجل دولة متميزا وإنسانيا بارزا وباني جسور ورسول سلام ونحزن مع الكويت على خسارته فقد أعطى سموه الأولوية للتعاون والتعددية وقاد الكويت للانضمام إلى الأمم المتحدة في عام 1963، أدار السياسة الخارجية لبلاده لما يقرب من 60 عاما أولا كوزير للخارجية ثم كحاكم».

واضاف «طوال فترة حكمه نال سموه التقدير والاحترام من القريب والبعيد لقيادته البارزة والتزامه بصنع السلام ولقد كان دائما على استعداد لمد الجسور بين الأديان والثقافات والبلدان في الجوار وما وراءه وبفضل البصيرة والحكمة السياسية والمثابرة شكل سموه الخط الديبلوماسي الوقائي للكويت في المنطقة وعلى الصعيد الدولي».

واشار غوتيريس الى ان الأمير الراحل لعب دورا حيويا في التوسط في الأزمات وتيسير الحوار ونشر رسائل السلام والتسامح والتعايش، واصفا اياه بصديق مقرب للأمم المتحدة وكان سموه أيضا على الخطوط الأمامية لتعبئة المجتمع الدولي في أعمال التضامن.

وتابع قائلا «كنت المفوض السامي لشؤون اللاجئين وفي ذروة أزمة اللاجئين السوريين مع الوضع السياسي المعقد في الوقت الحالي كان من الصعب للغاية حشد التضامن الدولي لدعم اللاجئين السوريين، وكان سموه هو الذي قرر عقد أول مؤتمر للتضامن وبدأت الكويت بعرض سخي للغاية، لدرجة أن جميع الدول الأخرى شعرت بالحاجة إلى فعل الشيء نفسه وتمكنا من تقديم استجابة فعالة لأزمة اللاجئين السوريين».

واضاف «في ظل عدم وجود دولة أخرى تطوعت للقيام بذلك دعا سموه مرة أخرى إلى مؤتمر التضامن والتضامن الإنساني مع الشعب السوري واللاجئين السوريين وحافظ على دعم كبير وقيادة كريمة للغاية وكانت مبادرته وقيادته حاسمة في بعض أهم الجهود الإنسانية حول العالم وتحسنت حياة الملايين من المحتاجين بسبب تعاطفه والتزامه».

واكد غوتيريس «لقد ساهمت الرؤية الطموحة للراحل في تطور الكويت الحديثة وتجلى عمله لدعم وتمكين المرأة على جميع المستويات في جهوده لضمان حق المرأة في التصويت في الكويت ولقد فقد العالم قائدا عالميا ورمزا للإنسانية».

واعرب عن تطلع الأمم المتحدة إلى استمرار الشراكة القوية والصداقة مع الكويت بناء على إرث سموه متعهدا بمواصلة دعم جهود الوساطة الكويتية ودورها في تعزيز السلام والاستقرار، معربا عن ثقته من أن جهود سموه الحثيثة في الديبلوماسية الإقليمية والدولية والاستقرار ستبقى أولوية للكويت.

ممثل الدول الأفريقية

من جانبه، قال ممثل الدول الافريقية في كلمته «باحترام بالغ احيي نيابة عن المجموعة الافريقية الفقيد سمو الشيخ صباح الأحمد الذي انتقل من عالمنا منذ اسبوعين وترك ارثا مهما من خلال مشاركاته واسهاماته الكبيرة في تنمية الكويت وفي الجهود الانسانية الدولية في كل انحاء العالم».

واضاف «ان الشيخ صباح الأحمد كان صاحب رؤية وقيادة في الوطن، وهو ما ادى الى تقدم كبير في مجالات مهمة كثيرة، حيث ساعدت جهوده على ضمان تمتع الكويت بشراكة ودور دوليين مهمين».

وتابع «ومنذ عامين بقيادة سمو الشيخ صباح الأحمد تبرعت الكويت بمئات الملايين الدولارات من اجل عمليات الاغاثة والعمل الانسانية ليس في الشرق الاوسط انما في بلدان افريقية كثيرة».

واوضح «ان هذه الريادة الكويتية انقذت الارواح وحفزت الآخرين على المشاركة في العمل الانساني، وبقيادته أصبحت الكويت شريكا مهما ومساهما في العمل الإنساني، مما ساعد على تحسين حياة الناس في انحاء العالم وكانت جهوده في تعزيز الحوار والسلام بالغة الأهمية ولن تنسى أبدا».

ممثل دول آسيا والمحيط الهادئ

من جانبه، قال ممثل دول آسيا والمحيط الهادئ في كلمة مماثلة «إن المغفور له الأمير الراحل سيتذكره الجميع لقيادته العظيمة ولأعماله التي اتسمت بالسخاء والتعاطف، ان قيادته الاستثنائية في المجال الإنساني أمر سيتذكره الجميع».

وأشار الى انه في عام 2014 قام الأمين العام للأمم المتحدة السابق بان كي مون بتقديم جائزة للفقيد لإنجازاته في المجل الإنساني «وسيتذكره الجميع لدوره العظيم في إنشاء مركز إنساني يبعث على الفخر لجميع الكويتيين وقد جعل من الكويت دولة صانعة للسلام وللتنمية على المستوى الإقليمي والدولي على حد سواء».

واوضح «نخلد ذكراه ونحيي انجازات الفقيد سمو الشيخ صباح الأحمد، إذ نشكره ونشكر الكويت شعبا وحكومة على السخاء الكبير الذي اتسم به هذا البلد تجاه كل المحتاجين، وسنتذكر دائما صاحب السمو الشيخ صباح بصفته من اهم مناصري التسامح والسلام، وابرز دائما الشجاعة، وكان رجل دولة بكل معنى الكلمة ووضع السلام كأولوية فوق كل شيء، ونحن إذ نحيي الذكرى الـ 75 لإنشاء الأمم المتحدة سيتذكر الجميع الشيخ صباح كصانع للسلام وكقائد للعمل الانساني في هذه المنظمة وخارجها».

ممثل مجموعة بلدان شرق أوروبا

من ناحيته، قال ممثل مجموعة بلدان شرق اوروبا «كان سموه رجلا حكيما ورائدا في الديبلوماسية العربية وذلك بسبب شجاعته واقدامه واصراره على النهوض بالديبلوماسية في المنطقة وخارجها، داخل البلد وخارجها، لقد ترك للعالم اجمع تركة عظيمة لعقود وعقود أبقى على التزام الكويت بالتعاون الدولي لاسيما في اطار الأمم المتحدة، وكانت عزيمته قوية في مواجهة الحروب والغزو الأجنبي».

واشار الى ان الراحل «كان مساهما كبيرا في جهود التحالف الدولي الذي خلص الكويت من غزو العراق في عهد صدام حسين، وكان حدثا بين انه ما من عضو في الأمم المتحدة سيترك وحيدا في مواجهة مثل هذا العدوان حيث عمل على المصالحة في الخليج وفي منطقة الشرق الأوسط برمتها».

واضاف «ان سمو الأمير الراحل كان من بناة مجلس التعاون الخليجي وقد ابرز بلده التزاما قويا بتعزيز دور الأمم المتحدة، لاسيما من خلال عضوية الكويت غير الدائمة بمجلس الأمن ، فضلا عن استضافة الكويت عدة مؤتمرات للمانحين لاسيما لمساعدة سورية والعراق».

واوضح «اننا جالسون بمعية احد كبار قادة العالم قد تكون الكويت دولة صغيرة من حيث الحجم ولكن قلب الكويت قلب كريم سخي وكان الفقيد مناضلا من اجل حقوق المرأة ومهد الطريق لمزيد من الديموقراطية والازدهار في الكويت».

وذكر انه بقيادة الكويت تم النهوض بأهداف التنمية المستدامة وخطة 2030 وكذلك التعاون الانمائي عبر العالم، فالكثير من قادة العالم اعربوا عن التعازي لاسيما في شرق اوروبا «حيث اعتبره الأمين العام للأمم المتحدة الحالي رمزا للسخاء وباني الجسور للثقافات والحضارات».

ممثل أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي

من جانبه، قال ممثل أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي في كلمته «نحيي ذكرى الفقيد سمو الشيخ صباح الأحمد، فشخصيته ودوره كرجل دولة قد برزتا قبل ذلك عندما كان وزيرا للخارجية ورئيسا للوزراء وهو يعتبر مثالا يحتذى، أثر في دور بلده العالمي لأكثر من 50 عاما، وكان رائدا حقا لاستقرار بلده ومنطقته ووسيطا في عدد من النزاعات».

وشدد على الدور الحاسم «للراحل من أجل رفعة اسم الكويت حيث اضطلع بدور كبير في إنشاء مجلس التعاون الخليجي»، مستذكرا دوره الإنساني حيث أسهم بسخاء كبير في الجهود المبذولة لدعم اللاجئين «وحيّته المنظمة بتسليمه جائزة الشخصية الإنسانية وقد كان من كبار قادة العالم».

وقال إن الشخصيات على غرار شخصية سمو الأمير الراحل «من اكثر المؤثرين في جهود المجتمع الدولي وكان يشجعنا على بناء الجسور بين الدول وتحقيق التعاون مع مختلف البلدان».

ممثل دول أوروبا الغربية

من جانبه، قال ممثل دول أوروبا الغربية في كلمته «المغفور له والشعب الكويتي في قلوبنا وأفكارنا في هذه الفترة العصيبة، وسنتذكر دائما التزام الراحل دائما من اجل السلام والأنشطة الإنسانية، لقد كان صوتا يركز على الواقعية والجهود العملية، وقدم دعما إنسانيا سخيا في عدد من النزاعات».

وأضاف «ان الكويت استضافت عددا من مؤتمرات المانحين في منطقة سادت فيها النزاعات وكان المغفور له وسيطا ومارس مبدأ التسوية السلمية للمنازعات، وهو مبدأ مرسخ في ميثاق الأمم المتحدة وان قيادته وريادته برزتا في الدور المستقل والمهم الذي اضطلعت به الكويت أثناء عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن وان مجموعة الدول الأوروبية ودول أخرى ونحن نشكر دوره في تكريس تعددية الأطراف، وسنتذكر دائما إرثه العظيم».

ممثل الولايات المتحدة

من ناحيتها، قالت ممثلة البلد المضيف الولايات المتحدة «من دواعي الشرف تخليد ذكرى الفقيد سمو الشيخ صباح الأحمد، ونعرب عن التعازي لأسرته وللكويت حكومة وشعبا.. سيتذكره الجميع ليس في بلده فحسب وإنما في المنطقة والعالم بأسره والأمم المتحدة، وكما قال وزير الخارجية مايك بومبيو فإن سمو الشيخ صباح الأحمد أثر في رسم خارطة العالم كما نعرفه اليوم وحقق الكثير من التغيير في بلده والشرق الاوسط».

واكدت «ان الشيخ صباح عقد صداقات عظيمة على مدار حياته وذلك لتحقيق التسوية السلمية للنزاعات وكان الجميع يعرفه بصفته رائدا وعميدا للدبلوماسية العربية، ولقد كان وزيرا للخارجية لأربعة عقود وتولى الامارة ليكرس عمله للسلام، حيث اضطلع بدور بالغ الأهمية في إنشاء مجلس التعاون الخليجي ولعل هذا من أهم إنجازاته».

وتابعت قائلة «سمو الشيخ صباح الأحمد أخذ الكويت وسار بها على مسار التنمية المستدامة وكان وسيطا دائما في النزاعات ونجح في تجاوز العديد من العقبات لإنهاء انعدام الاستقرار وتحقيق السلام وكان صديقا لجميع البلدان ولجميع الأمم وبذل قصارى الجهود لاعادة بناء علاقة قوية مع العراق وهذا يبين التزامه بالسلام وبالتعايش السلمي».

وأكدت «لم يكتف بالحديث بالأقوال بل ان سخاء بلده اسهم في دعم الاصدقاء والجيران عندما كانوا في امسّ الحاجة لذلك فان هذا السخاء الكبير جعل الأمم المتحدة تسميه قائدا للعمل الانساني في عام 2014 وفي عام 2018 استضاف قمة سمحت بتعبئة 30 مليار دولار لإعادة بناء العراق بعد داعش».

واشارت الى استضافة الكويت عدة مؤتمرات لمساعدة سورية في اطار الحرب الأهلية حيث كان سمو الأمير الراحل «مهندسا لعدة جهود بذلتها الكويت لدعم بلدان العالم، فالكويت تقاسمت اذن مع الولايات المتحدة قيما كبيرة ومثلا عليا ونهضت بعالم اكثر أمنا وأماناً».

واعربت عن تقديرها للشراكة التي عقدها الأمير الراحل مع دول المنطقة ومع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لذلك منحته الولايات المتحدة أعلى أوسمتها للإعراب عن التقدير لجهوده واليوم تعرب الولايات المتحدة عن بالغ الأسى لوفاة هذا الصديق العظيم الذي كان قائدا إنسانيا وبذل كل الجهود لجعل المنطقة والعالم اكثر استقرارا.

ممثل الدول العربية

من جانبه، قال ممثل الدول العربية في كلمته «نودع فقيد الأمتين العربية والإسلامية المغفور له بإذن الله سمو الشيخ صباح الأحمد الذي غادر عالمنا بينما تبقى اعماله النبيلة شاهدة على ذكراه العطرة، واننا نودع رمزا من رموز امتنا العربية الذين ينتمون الى جيل الرواد والقادة المؤسسين لمشروع الدولة الوطنية في العالم العربي».

واضاف «لقد عاصر فقيد الأمة كل الأحداث الكبرى التي شهدتها المنطقة العربية في تاريخها الحديث بكل ما حوته من تحديات وآمال وتطلعات لشعوب المنطقة بحكم المناصب المهمة والادوار التي قام بها منذ استقلال الكويت، حيث كان الفقيد أول من رفع علم الكويت فوق مبنى الأمم المتحدة عندما انضمت في عام 1963».

واشار الى ان الأمير الراحل عمل على تحقيق نهضة الكويت خلال كل المناصب التي تولاها، حيث حصلت المرأة الكويتية على حقوقها السياسية وعينت اول وزيرة في عام 2005 خلال رئاسته لمجلس الوزراء ودخلت المرأة البرلمان خلال توليه منصب الإمارة «كما شهدت الكويت في عهده نهضة تنموية شاملة في مختلف المجالات».

واوضح «ان هذه النهضة تقوم على أساس المواطنة وتطبيق القانون والوحدة الوطنية ولم تقتصر اسهامات سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد على عملية التنمية الشاملة التي شهدتها الكويت فقد كانت للفقيد اسهاماته على المستوى الدولي، حيث قام في عام 2007 بالتبرع لمنظمة «أوپيك» لدعم برنامج يمول البحوث العلمية المتصلة بالطاقة والبيئة والتغير المناخي».

وتابع قائلا: «في عام 2008 أنشأ سموه صندوق الحياة الكريمة لمواجهة الانعكاسات السلبية لأزمة الغذاء العالمية وساهمت الكويت باستضافة مؤتمرات المانحين لدعم سورية الثلاثة ومؤتمر الكويت الدولي لاعادة اعمار العراق، وتم تكريم الفقيد على المستويات الاقليمية والدولية، وابرزها حصوله على قائد العمل الانساني وتسمية الكويت مركزا للعمل الانساني في عام 2014 تقديرا من الأمم المتحدة للجهود التي بذلها الفقيد في خدمة الإنسانية».

وعلى صعيد السلم والأمن في المنطقة العربية، قال ممثل الدول العربية «ان صاحب السمو الراحل اطلق مبادرة في 2016 لاستضافة مباحثات السلام اليمنية برعاية الأمم المتحدة وإيمانا من الكويت بأهمية عمق العلاقات العربية ـ الافريقية استضافت القمة العربية ـ الافريقية الثالثة في 2013 التي شهدت تقديم سموه لعدد من المبادرات المهمة لتعزيز التعاون العربي ـ الافريقي وعملية التنمية في الدول الافريقية».

واوضح «ان الوقت لا يتسع لتناول مآثر ومواقف سمو الأمير الراحل والتحدث عن دعمه القوي لقضايا أمته العربية والاسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، الا انني على ثقة بأن المسيرة العطرة لسمو الأمير ستتناقلها الأجيال لتروي ما شهدته الكويت في عهده من تطور ونماء».

ممثلة منظمة التعاون الإسلامي

اما ممثلة منظمة التعاون الاسلامي فقالت في كلمتها «ننعى وفاته كفقيد للعمل الانساني والديبلوماسية في العالم وله تاريخ طويل في المدافعة عن التعددية والديبلوماسية الوقائية، وقد بين الحكمة والتعاطف والشجاعة في وجه كل التحديات لتحقيق الاستقرار في المنطقة والعالم».

وتابعت قائلة «ان سمو الأمير الراحل معترف به عالميا كقائد فذ سعى للسلام وأيد القضايا الانسانية وعمل بلا هوادة للنهوض بالسلام في المنطقة وعبر العالم، لقد عبأ الجهود في كل المنابر لدعم الشعوب المحتاجة، وان تعاطفه مع المحتاجين ظهر في مساهماته السخية التي قدمها للقضايا الانسانية الكثيرة».

واستذكرت دور الكويت النشط في منظمة التعاون الاسلامي، حيث استضافت القمة الخامسة في عام 1987 «وفي وطنه شيد الأمير الراحل دولة وصلت الى الامجاد التي حققتها حتى يومنا هذا وقادها بكرم وبشرف وشجع على الحوار على المستوى الاقليمي والدولي».

وقالت «ان سموه طالب بوحدة الشعوب وتحقيق تنميتها عبر العالم ونذر نفسه لتمكين المرأة والشباب ولتثبيت بعض من انجازاته الكثيرة سنحيي ذكرى سمو الشيخ صباح الأحمد كقائد وصديق حميم لشعوبنا واممنا، فهو رجل لطالما بنى جسور السلام والتفاهم بين الدول».

مندوبنا الدائم لدى الأمم المتحدة

من جهته، قال مندوبنا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي في كلمته «ودعت الكويت في يوم الثلاثاء الـ 29 من شهر سبتمبر الماضي قائد مسيرتها وأميرها وتلقى شعب الكويت هذا الخبر الحزين بقلوب مؤمنة ومطمئنة وراضية بقضاء الله وقدره فالموت علينا حق وهو سنة الحياة ولكن الفراق صعب وعزاؤنا في قول الله عز وجل في محكم كتابه الكريم (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون).

وأعرب العتيبي عن شكره للأمين العام ومن تحدث اليوم من رؤساء المجاميع الإقليمية على الكلمات الرقيقة والمشاعر الطيبة والصادقة، مؤكدا أن الكويت حكومة وشعبا ممتنة لجميع من شاركها بأحزانها وعزائها وواساها بوفاة فقيدها وفقيد الأمتين العربية والإسلامية.

واشار الى ان الفقيد كرَّس حياته العملية التي امتدت لأكثر من ستة عقود في خدمة بلده ومدافعا صلبا عن قضايا أمته المصيرية في مختلف المحافل الاقليمية والدولية «وسيخلد التاريخ مناقبه ومآثره وإسهاماته ومسيرته الطويلة الحافلة بالعطاء في تنمية الكويت ونهضتها وازدهارها والحفاظ على أمنها واستقرارها وتعزيز وحدتها الوطنية ورفاه شعبها».

وتابع قائلا «لقد تعددت إنجازات الأمير الراحل بتعدد المناصب التي تقلدها خلال مسيرته العملية وترك بصمات واضحة لا يمحوها الزمن في مجالات مختلفة ثقافية وإعلامية واقتصادية وسياسية تجسدت في مشاريع عمرانية وتنموية ضخمة ومراكز ثقافية وتعليمية ستبقى علامة مضيئة في تاريخ الكويت وتشهد على التقدم والتطور الذي وصلت إليه».

واضاف «في عهده، رحمه الله، تحققت قفزات في التنمية البشرية شملت جميع فئات المجتمع، فقد كان، رحمه الله، مؤمنا بأن المستقبل بيد الشباب باعتبارهم الثروة الحقيقية والأمل في الاستمرار بمسيرة البناء والارتقاء بمكانة الكويت، لذلك كان دائما داعما ومساندا لهم ومشجعا ومحفزا للاستفادة من طاقاتهم الابداعية وتوجيهها لخدمة بلدهم من خلال إنشاء المؤسسات والمراكز التعليمية والثقافية للاهتمام بهم ورعايتهم».

وذكر العتيبي انه في عهد سمو الأمير الراحل «كانت البداية الفعلية لممارسة المرأة حقوقها السياسية ومشاركتها انتخابا وترشيحا في الانتخابات البرلمانية في عام 2006، وكان لسموه دور بارز في تعزيز دور المرأة ومكانتها في المجتمع من خلال تهيئة وتطوير المنظومة التشريعية بما يسمح للمرأة من نيل كل حقوقها وتمكينها ومشاركتها في صنع القرارات وتعيينها في المناصب الوزارية والمراكز العليا».

واشار الى دور سموه «في تعزيز تمثيل المرأة في مؤسسات الدول المختلفة بما فيها الأمنية والقضائية، حيث شهدت في عهده الديبلوماسية الكويتية محطات مضيئة وإنجازات كثيرة واستطاع بحكمته وحنكته أن يعبر بالكويت الى بر الأمان وتجاوز الاضطرابات والقلاقل التي عانت وتعاني منها المنطقة محافظا على أمن الكويت واستقرارها وسيادتها».

وشدد على ان سموه عمل بإخلاص وإيمان راسخ بالمصير المشترك على وحدة الصف الخليجي والعربي والإسلامي ونبذ الخلافات وتجاوز الأزمات «وبادر لما يتمتع به من ثقة عالية بنزاهته وحياديته بالتوسط لحل الخلافات ورأب الصدع في مناطق عديدة، وانطلق في مساعيه من حسن النية والرغبة الصادقة في إحلال السلم والأمن والاستقرار وحقن الدماء وتوجيه الطاقات والموارد للتنمية لتحقيق تطلعات وآمال شعوب المنطقة».

واوضح «ان سموه، رحمه الله، لم يتوان في الدفاع عن القضايا المصيرية للأمتين العربية والإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية من خلال دعمه لخيارات الشعب الفلسطيني والتمسك بالمرجعيات الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة من أجل التوصل الى حل عادل وشامل ودائم يفضي الى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية».

وتابع قائلا «ان سمو الأمير الراحل أرسى بحق قواعد وأسس متينة للسياسة الخارجية والديبلوماسية الكويتية عنوانها العقلانية وسمتها الاعتدال ونهجها الاتزان وأساسها الالتزام بالمبادئ التي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة والداعية الى احترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم استخدام القوة أو التهديد باستخدامها وحل النزاعات بالطرق والوسائل السلمية وإقامة علاقات أساسها الاحترام المتبادل وحسن الجوار».

واوضح أنه «منذ أن تولى الأمير الراحل مقاليد الحكم في عام 2006 واصل جهوده في تعزيز التعاون الإقليمي والدولي من خلال استضافة الكويت للعديد من المؤتمرات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية وتبنى مبادرات سامية تهدف الى الارتقاء بالشراكة بين الشعوب والأمم والقضاء على الفقر والحفاظ على كرامة الإنسان وتخفيف معاناة المنكوبين نتيجة الكوارث الطبيعية أو الأزمات والحروب دون أي تمييز على أساس لون أو عرق أو قومية أو دين».

واشار الى توجيهاته الحريصة والرامية الى دعم المساعي والجهود التي تبذل للوصول الى الغايات والأهداف النبيلة للتنمية المستدامة، حيث نشطت الكويت بمؤسساتها وصناديقها المعنية وواصلت تقديم المساعدات لدعم البرامج التنموية والإنسانية في كثير من البلدان النامية والبلدان الأقل نموا.

واوضح «اعترافا من المجتمع الدولي بدوره ومبادراته السامية لدعم أنشطة الأمم المتحدة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية قام الأمين العام السابق بان كي مون في عام 2014 بتكريمه ومنحه لقب قائدا للعمل الإنساني والكويت مركزا عالميا إنسانيا».

وقال «لقد كان، رحمه الله، مؤمنا بالعمل الدولي الجماعي ومدافعا صلبا عن القيم والمبادئ الراسخة في القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والداعية الى السلام والتسامح ونبذ الكراهية والعنف والتعصب ومساندا للأمم المتحدة وداعما لها كآلية دولية لا غنى عنها للتصدي للتحديات والمخاطر العالمية».

واقتبس العتيبي ما جاء في أول كلمة لسموه، رحمه الله، من على هذا المنبر بعد انضمام الكويت للأمم المتحدة في عام 1963 وكان حينها سمو الأمير الراحل وزيرا للخارجية «ان الكويت لم تكن تنظر الى الاستقلال وبالتالي الى عضوية الأمم المتحدة كغاية في حد ذاتها، بل كوسيلة للمساهمة في تحقيق حياة أفضل لها ولسائر شعوب العالم».

وقال «ندعو لصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد، حفظهما الله، بالتوفيق والسداد ومواصلة مسيرة العطاء في خدمة الكويت وشعبها ولأمتهم والعالم أجمع»