قالت صحيفة ”غارديان“ البريطانية إن فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن على الرئيس دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهوري، في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، لن يغيّر شيئاً في قضية الملف النووي الإيراني.
وأضافت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم الأربعاء: ”حتى في حالة انتصار بايدن ووصوله إلى البيت الأبيض، فإن الحكومة الإيرانية الضعيفة ربما يكون أمامها أشهر قليلة فقط للتفاوض على إحياء الاتفاق النووي الإيراني، قبل أن تواجه التحدي الانتخابي الخاص بها، وهو المتشددون الذين يعارضون أي اتفاق مع الغرب“.
ومضت تقول: ”هذه المساحة الضيقة من الوقت دفعت بايدن إلى الدعوة لنهج مرحلي بالعودة إلى الاتفاق النووي الذي انسحبت منه إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب عام 2018؛ من أجل تحقيق تقدم قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية، في الوقت الذي لا يزال فيه الإصلاحيون والوسطيون الإيرانيون يعانون الأضرار؛ نتيجة فشل الاتفاق النووي الأصلي في تحقيق فوائد اقتصادية للمواطنين الإيرانيين“.
وتابعت أن ”الرئيس الإيراني الحاليحسن روحاني هو أحد أنصار الاتفاق النووي، ولكنه سوف يرحل عن منصبه العام المقبل بعد قضائه ولايتين رئاسيتين متتاليتين، وهناك قطاع عريض من المتشددين، ومن بينهم الحرس الثوري الإيراني النافذ، يستعد لاقتحام السباق، ويدعو إلى علاقات أقوى مع الصين، أو الاعتماد على الذات في السياسة الاقتصادية“.
وأردفت: ”لم تحسم الحركة الإصلاحية موقفها حتى الآن، وما إذا كانت ستضع مرشحاً أو أنها ستدعم مرشحاً تكنوقراطياً مثل علي لاريجاني، الرئيس السابق للبرلمان، الذي يساعد الرئيس روحاني حالياً في وضع إطار للشراكة الاستراتيجية التي سوف تستمر 25 عاماً مع الصين“.
وأشارت إلى وعود بايدن بأنه في حالة عودة إيران إلى الالتزام الكامل بشروط الاتفاق النووي، فإن الولايات المتحدة ستعود إلى الاتفاق، كنقطة انطلاق للمفاوضات المقررة في وقت لاحق، إلا أنه حتى إذا انتصر بايدن، فإنه لن يتولى المسؤولية قبل يوم 20 كانون الثاني يناير 2021، وهو ما سيكون بمثابة فترة زمنية قصيرة للغاية ربما لا يستطيع الإصلاحيون خلالها إقناع الإيرانيين بأنه من الأفضل العودة إلى المسار التفاوضي مع واشنطن.
من جانبه، قال صادق زيبا كلام، أحد أبرز المحللين الإيرانيين، إن الإصلاحيين في إيران فقدوا بالفعل قاعدتهم الانتخابية، وتوقع أن تكون نسبة المشاركة فيالانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة بحد أقصى 30%؛ لأن الإيرانيين ببساطة يتجاهلون صناديق الاقتراع الآن
وأشار إلى أن خيبة الأمل في العملية السياسية الإيرانية أصبحت أوضح ما تكون في صفوف الطلاب والمتعلمين وسكان الحضر، الذين يمثلون القاعدة الاجتماعية التي ارتكز عليها روحاني في تحقيق انتصاره الكاسح في انتخابات عام 2013.
ورغم المشهد السياسي القاتم في إيران، فإن بعض المحللين الغربيين يرون أن بايدن يتعين عليه محاولة إنقاذ الاتفاق النووي حال انتصاره في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
ونقلت ”غارديان“ عن محمد حسين عادلي، السفير الإيراني السابق في بريطانيا، قوله: ”يجب على بايدن أن يستعيد ثقة إيران أولاً في المفاوضات بطريقة عملية، لا يمكن إقناع إيران بالكلمات، ولكن بالأفعال والإجراءات الملموسة والضمانات“.