مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد الديني - تفاصيل عن جبل النور وسبب تسميته (فيديو)

تفاصيل عن جبل النور وسبب تسميته (فيديو)

الساعة 08:13 مساءً (المشهد اليمني خاص)

يقع جبل النور  ، شمال شرق المسجد الحرام وعلى بعد 4 كيلو مترات ، حيث سمي بهذا الاسم لأنه الجبل الذي سطع منه نور النبوه، ويبلغ ارتفاعه 642 متراً، وينحدر انحداراً شديداً من 380 متراً حتى يصل إلى مستوى 500 متر، ثم يستمر في الانحدار على شكل زاوية قائمة حتى قمة الجبل وتبلغ مساحته خمسة كيلو مترات و 250 متراً مربعاً وتشبه قمته سنام الجمل .

 

 

ويوجد في هذا الجبل غار حراء ، احد أهم الأماكن التاريخة للإسلام، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلو فيه بنفسه ليعبد الله قبل البعثة بعيداً عن أهل مكة، وهو المكان الذي نزل الوحي فيه لأول مرة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, وفيه نزلت أول آية من القرآن (( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ )) .

 

 

والغار عبارة عن فجوة في أعلى جبل النور، مدخله نحو الشمال بطول أربعة أذرع وعرضه ذراع وثلاثة أرباع، والداخل لغار حراء يكون متجهًا نحو الكعبة، ويتصف بضيق المكان الذي لا يتسع إلا 4 أو 5 أشخاص فقط ، ويُمكن لمن يقف على رأس جبل النور أن يُشاهد مدينة مكة المُكرمة وأبنيتها .

جبال مكه

 مكّة وبكّة هي مدينة في الحجاز في المملكة العربيّة السّعوديّة، وهي قبلة العرب المسلمين لوجود الكعبة المشرّفة فيها،[١] وتلقّب بأمّ القرى، يعود تاريخها إلى أكثر من ألفي سنة قبل الميلاد، أقيمت في وادٍ جاف محاطة بالجبال من كلّ جانب، وأبرز هذه الجبال: جبل النّور أو جبل حراء الذي يعدّ من أبرز وأشهر جبال مكّة[٢] وسيأتي الحديث عنه لاحقًا، وجبل ثور الذي يلي جبل النّور في الأهمّيّة، لأنّه يضمّ غار ثور الذي أقام فيه النّبي محمّد –صلّى الله عليه وسلّم- وصاحبه أبوبكر -رضي الله عنه- ثلاث ليال أثناء الهجرة إلى يثرب، وجبل عمر، وجبل خندمة، وجبل عرفة الذي تقام عنده أهمّ مناسك الحجّ، وهي يوم عرفة، وجبل أبي قبيس، وجبل قعيقعان أو "جبل قرن
 

حكم الصعود إلى غار حراء

الصعود إلى غار حراء في جبل النور جائز بقصد الاطّلاع والاستكشاف، ولكن بقصد التّعظيم وأداء العبادات والدّعاء فهو بدعة من البدع، لم يفعله النّبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- بعد بعثته، ولا صحابته الكرام -رضي الله عنهم- من بعده، فقد حجّ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- واعتمر ومعه الصّحابة، لم يصعد أحد منهم إلى غار حراء، وقد وضّح شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- بخصوص المساجد التي بنيت على آثار النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وآثار صحابته، رضي الله عنهم، كالمسجد الذي تحت الصّفا، والمسجد الذي يقع في سفح جبل أبي قبيس، ونحو ذلك من المساجد، بأنّه ليس من السنّة زيارتها لأداء العبادة والدّعاء فيها، ولم يستحبّه أحد من أئمة المسلمين، فليس قصد شيء من ذلك من السّنّة، ولم يستحبّه أحد من الأئمة، وقال: إنّما المشروع زيارة وإتيان المسجد الحرام خاصّة، ومشاعر الحجّ: كعرفة ومزدلفة والصّفا والمروة، وأمّا إتيان الجبال والبقاع الواقعة حول مكة غير المشاعر المخصّصة بالحجّ والعمرة والتي مرّ ذكرها آنفًا، فإنه لا يمتّ إلى سنّة الرّسول -صلّى الله عليه وسلّ- بصلة، بل هو بدعة.[٦]

 

نزول الوحي في غار حراء

في سن الأربعين كان لقاء النّبي الأول بأمين وحي السماء، سيد الملائكة، جبريل الذي نزل إليه وهو يتعبد في غار حراء؛ ليزف له من الله تعالى بشارة النّبوة، وبداية البعثة برسالة الإسلام، ويكون محمد -عليه الصلاة والسلام- بذلك خاتم الأنبياء والمرسلين، والداعي إلى دين التوحيد؛ ليخرج الناس من ظلمات الوثنية إلى نور الإيمان بالله سبحانه وتعالى، وكان أول الوحي ببضع آيات من القرآن الكريم هي قوله تعالى في سورة العلق: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}[٤]، ثم أخبر جبريل النبي بأنه الرسول المرسل من الله إلى النّاس برسالة الإسلام؛ ليهبط النبي من غار حراء إلى مكّة يرتجف ملتجأ إلى زوجه خديجة التي كانت أول من آمن به وصدقه، وأسلم معه لله.[٥] وتروي أم المؤمين عائشة -رضي الله عنها- قصة بداية نزول الوحي في غار حراء بالحديث الذي رواه البخاري في صحيحه ونصه: "عَنْ عائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ أنَّها قالَتْ: أوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ في النَّوْمِ، فَكانَ لا يَرَى رُؤْيا إلَّا جاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، ثُمَّ حُبِّبَ إلَيْهِ الخَلاءُ، وكانَ يَخْلُو بغارِ حِراءٍ فَيَتَحَنَّثُ فيه - وهو التَّعَبُّدُ - اللَّيالِيَ ذَواتِ العَدَدِ قَبْلَ أنْ يَنْزِعَ إلى أهْلِهِ، ويَتَزَوَّدُ لذلكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إلى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِها، حتَّى جاءَهُ الحَقُّ وهو في غار حراء، فَجاءَهُ المَلَكُ فقالَ: اقْرَأْ، قالَ: ما أنا بقارِئٍ، قالَ: فأخَذَنِي فَغَطَّنِي حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ، ثُمَّ أرْسَلَنِي، فقالَ: اقْرَأْ، قُلتُ: ما أنا بقارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ، ثُمَّ أرْسَلَنِي، فقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنا بقارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ، ثُمَّ أرْسَلَنِي، فقالَ: {اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ * خَلَقَ الإنْسانَ مِن عَلَقٍ * اقْرَأْ ورَبُّكَ الأكْرَمُ} [العلق: 1- 3] فَرَجَعَ بها رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَرْجُفُ فُؤادُهُ، فَدَخَلَ علَى خَدِيجَةَ بنْتِ خُوَيْلِدٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْها-، فقالَ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي، فَزَمَّلُوهُ حتَّى ذَهَبَ عنْه الرَّوْعُ، فقالَ لِخَدِيجَةَ وأَخْبَرَها الخَبَرَ: لقَدْ خَشِيتُ علَى نَفْسِي، فقالَتْ خَدِيجَةُ: كَلّا واللَّهِ ما يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا، إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوائِبِ الحَقِّ، فانْطَلَقَتْ به خَدِيجَةُ حتَّى أتَتْ به ورَقَةَ بنَ نَوْفَلِ بنِ أسَدِ بنِ عبدِ العُزَّى ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ، وكانَ امْرَأً تَنَصَّرَ في الجاهِلِيَّةِ، وكانَ يَكْتُبُ الكِتابَ العِبْرانِيَّ، فَيَكْتُبُ مِنَ الإنْجِيلِ بالعِبْرانِيَّةِ ما شاءَ اللَّهُ أنْ يَكْتُبَ، وكانَ شيخًا كَبِيرًا قدْ عَمِيَ، فقالَتْ له خَدِيجَةُ: يا ابْنَ عَمِّ، اسْمَعْ مِنَ ابْنِ أخِيكَ، فقالَ له ورَقَةُ: يا ابْنَ أخِي ماذا تَرَى؟ فأخْبَرَهُ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَبَرَ ما رَأَى، فقالَ له ورَقَةُ: هذا النَّامُوسُ الذي نَزَّلَ اللَّهُ علَى مُوسَى، يا لَيْتَنِي فيها جَذَعًا، لَيْتَنِي أكُونُ حَيًّا إذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، فقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ، قالَ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بمِثْلِ ما جِئْتَ به إلَّا عُودِيَ، وإنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا. ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ ورَقَةُ أنْ تُوُفِّيَ، وفَتَرَ الوَحْيُ"[٦]