مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - وادي عبقر في اليمن...مهوى "الجن" وملهم الشعراء

وادي عبقر في اليمن...مهوى "الجن" وملهم الشعراء

وادي عبقر في اليمن...مهوى
الساعة 09:53 صباحاً (المشهد الخليجي)

كلمة "عبقري" وُجدت منذ العصر الجاهلي قبل الإسلام .. وارتبطت هذه الكلمة باسم وادي عبقر.. هو وادٍ مشهور عند عرب الجاهلية قديماً.. لكن ما هو وادي عبقر؟ وأين يقع وادي عبقر؟. وادي عبقر مكان مشهور جداً منذ القدم، ويقع هذا الوادي في شبه الجزيرة العربية، وتحديداً يقع في بلاد اليمن في حدودها الشّرقية مع سلطنة عُمان.

لكن الرّوايات تكاثرت حول المكان الصحيح لوادي عبقر.. ومن هذه الرّوايات يُقال أنّ وادي عبقر هو أحد الوديان العميقة الموجودة بالقرب من جبال مكة.. ومن الآراء الأخرى أنه يوجد في جبال نجد أوالحجاز!

وسبب تسمية وادي عبقر بهذا الاسم نسبةً إلى جبل عبقر.. حيث يقع هذا الوادي أسفله.. وسُمّي بعبقر نسبة إلى أحدى القبائل الحجازية التي سكنت هذا الجبل.

ومن التّسميات الأخرى التي تناقلتها الرّوايات التّاريخية بكثرة حيث ينسب هذا الوادي في التّسمية إلى أحد كبار الجن ويسمى عبقر !! 

ويُقال إن الجن تفضّل أن تسكن المناطق البعيدة التي لا يقربها الإنسان خصوصاً في الصّحاري والجبال والأودية العميقة التي يصعب الوصول إليها.. وأنهم يعيشون ويسكنون ضمن مجموعة كبيرة .. فلا يقتصر المسكن على واحد أو اثنين وإنّما أكثر من ذلك، ولذلك يطلق عليه أحياناً بمملكة الجن ! عبقر والشّعراء .. علاقة وادي عبقر بالشّعر!

وكلما صادف الإنسان أمرا خارقا نسبه للجن حتى الإبداع البشري، وثمة الكثيرون ممن يظنون أن الشعر إيحاء من ايحاءات الجن بل ويحددون منطقة "عبقر" في اليمن بوصفها المكان الذي تسري منه إيحاءات الجن بالشعر إلى مخيلات الشعراء.

ولذلك فالجن يقومون بأمور خارقة، وعلاقة عبقر بالشّعراء، يُقال إنّ هذا الوادي سكنه شعراء الجن، ولذلك ظهرت الأقاويل والرّوايات التي تقول بأنّ كبار شعراء العرب مثل امرؤ القيس و الأعشى وغيرهم أنّهم يتلقّون الشّعر من شعراء الجن في وادي عبقر.

لذلك فإنّ هذه الفصاحة والنّبوغ في الشّعر هي أصلها من الجن الذي لقّنه الشّعر، ويُقال أن هؤلاء الشّعراء قد التقوا بشعراء الجن في وادي عبقر أثناء ترحالهم وأخذوا الفصاحة منهم، ولهذا السّبب أي كلمة عبقر منسوبة للذكاء والقدرة الخارقة التي يقوم بها الجن الذين يسكنون وادي عبقر.. والله أعلم. لافظ بن لاحظ من أساطير العرب قديماً .. روى أحدهم يقول : أنه ومعه أناس خرجوا في سفرٍ ومعهم دليل في الصحراء اسمه "ابن سهم الخشب" وضل الدليل الطريق! فقال لمن معه: باللات والعزى قفوا ..فنحن على حافة وادي عبقر، وأشار إلى بطن الوادي، نحو كثبان رمل مقمرة وناعمة، وإذا بكائن على هيئة إنسان يسوق ذكر نعام مربوط بحبل من الكتان ، وكان مقبلاً من عمق الوادي، فاستوحشنا منه حتى الأبل بدأت ترغي وتتراجع بنا إلى الوراء، وكان هذا الكائن العجيب أطول من الناقة.

ويُكمل الراوي قائلاً : ورأينا ظهره عارياً، وفيه نمش أخضر، مثل طحالب تتشعّب على سطح ماء آسن، فارتعبنا. ووقف بعيداً عنا، وتلفّت نحونا، وحدّق فينا مدة جعلت فرائصنا تنتفض، ثمَّ قال للدليل: يا ابن سهم الخشب: من أشعر العرب؟. و كان الدليل خائفاً فلم يُجب. فأكمل : أشعرهم من قال: ( وما ذرفتْ عيناكِ إلاّ لتضربي بعينيكِ في أعشارِ قلبِ مقتـلِ ) فعرفنا أنّه يقصد امرؤ القيس. فقال الدليل: " باللاّت والعُزّى ومناة الثالثة الأُخرى، مَنْ أنت ؟ ! ورجع إلى الوراء حتى كاد يقع. فقال: "أنا لافظ بن لاحظ " من كبار الجنِّ، لولايَّ لما قال صاحبكم الشعر! ! ومضى، مقهقهاً. فوقف دليل القافلة مذهولاً، وحدّق فيه حتى اختفى. قُلنا له: "فما تقول في هذا؟" فقال : "هذا لافظ بن لاحظ، شيطان امرئ القيس الذي يُملي عليه الشعر!!