مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - معلومات وتفاصيل تكشف لاول مرة عن تدريب حزب الله للحوثيين وسر الوحدة 800

معلومات وتفاصيل تكشف لاول مرة عن تدريب حزب الله للحوثيين وسر الوحدة 800

مسلح حوثي
الساعة 08:59 صباحاً (المشهد الخليجي)

سعى الحوثيون، بهدف السيطرة على الحكم في اليمن، للحصول على المساعدة التدريبية والدعم التكنولوجي والتوجيه العملي من حزب الله لتحقيق أهدافهم في الميدان، فأعطت إيران الضوء الأخضر لحزب الله لدعم الحوثيين، وذلك من ضمن سياستها التدخلية في دول المنطقة، فقدّم خبراته العسكرية لجماعة الحوثي بهدف قتال القوات الشرعية.
وبحسب مراقبين فإن الدعم شمل التدريب العسكري في اليمن على أيدي خبراء من حزب الله، فضلا عن تدريب عناصر حوثية في معسكرات في لبنان وسوريا والعراق.
ولم ينكر حزب الله تدخّله في اليمن، فأمينه العام حسن نصرالله أعلن في أكثر من إطلالة له تأييده للحوثيين، معتبراً اليمن جزءاً من مشروعه “المقاوم” في المنطقة.
ونقل موقع "العربية نت" عن خبير في الملف اليمني لم تسمه القول إن "حزب الله كان لاعباً أساسياً في اليمن. فإيران اعتمدت عليه بشكل كبير لتدريب الحوثيين على القتال انطلاقاً من خبرته العسكرية كأقدم ميليشيات مسلّحة تابعة لإيران في المنطقة، إلى جانب علاقته “القوية” والقديمة بالقيادة الإيرانية على عكس الميليشيات الأخرى".
وأشار إلى "أن حزب الله قدّم خبراته العسكرية للحوثيين في أربعة مجالات:
1- التخطيط، لاسيما الاستراتيجي منه، حيث قدّم حزب الله خبراته من خلال التدريب على التخطيط للعمليات العسكرية. وفي السياق، لم يستبعد الخبير اللبناني "أن يكون عناصر من حزب الله كانوا في بداية الحرب اليمنية في الصفوف الأمامية في تنفيذ عمليات عسكرية إلى جانب الحوثيين".
2- التدريب الميداني، مثل استخدام العبوات والصواريخ المضادة للدروع وكيفية إدارة عمليات عبر الحدود، بالإضافة إلى القتال ضد عدو متفوّق، حيث درّب عناصره الحوثيين من أجل قتال عدو متفوّق بقدراته العسكرية واللوجستية ويُسيطر على الأجواء اليمنية.
إلا أنه أوضح "أن الحزب لم يكن له دور كبير في تدريب الحوثيين على استخدام الطائرات المسيّرة، وإنما الإيراني الذي يملك خبرة في هذا المجال".
3- الإعلام الحربي، حيث برز دور حزب الله في هذا المجال من خلال تدريب العاملين في القطاع الإعلامي، من خلال إخضاعهم لدورات وتخريجهم لاحقاً.
وفي جانب الاعلام لم يقتصر دور حزب الله على التدريب على "الإعلام الحربي" بل برزت بصماته في دعم الآلة الإعلامية. فمنذ سيطرة ميليشيات الحوثي على صنعاء في سبتمبر 2014، احتضن حزب الله الماكينة الإعلامية للحوثيين من قنوات “المسيرة” و”الساحات” التابعة لتيار يساري يمني مناصر للميليشيات، وغيرها من القنوات والمواقع الإخبارية.
وفي العام 2011، أنشأت ميليشيا الحوثي قناة "المسيرة" كوسيلة إعلامية رسمية باسمها، تبثّ من الضاحية الجنوبية. وتضمّ طاقماً إعلامياً وميدانياً بمعظمه لبناني، إلا أن المودعين أي المموّلين يمنيون. وتستفيد من القمر الصناعي الخاص بـ"تلفزيون المنار" التابع لـ"حزب الله" للبثّ.
وتعتبر قناة "المسيرة" بمثابة وكالة أنباء رسمية ناطقة باسم الحوثيين توزّع الأخبار للقنوات والمواقع الإلكترونية التابعة للحوثيين.
وفي سبتمبر 2018 طالب وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، الحكومة اللبنانية "بوقف بثّ قناتي “المسيرة” الفضائية، والساحات، والمواقع الإلكترونية، والعشرات من العناصر التابعة لميليشيات الحوثي الإرهابية الناشطين في لبنان"، كما دعاها إلى الالتزام بسياسة النأي بالنفس التي تتبناها تجاه الصراعات في المنطقة، والتدخل لوقف الأنشطة التخريبية والتحريضية لميليشيات الحوثي الإرهابية، بغطاء سياسي وأمني ودعم مالي من حزب الله، على حدّ قوله.
4- كذلك، برز دور حزب الله في الحرب الإلكترونية أو السيبرانية، انطلاقاً من خبرته في هذا المجال في تدريب الحوثيين على خرق الشبكات والحصول على معلومات مهمة.
ولعل ما سهّل دخول الحوثيين واليمنيين الموالين لإيران إلى لبنان قرار رفع التأشيرة عن اليمنيين، حيث “شرّعت” هذه الخطوة بيروت والضاحية الجنوبية لاحتضان تجمّعات السياسيين والناشطين الموالين للميليشيات الحوثية، خصوصاً أن عدداً كبيراً من المعابر الحدودية التي تربط لبنان بسوريا تخضع لسيطرة “حزب الله”، ما يُسهّل إدخال من يشاء من اليمنيين بطريقة غير شرعية دون حسيب أو رقيب.
وبحسب المعلومات فإن كثيراً من اليمنيين يدخلون إلى لبنان بصفة "طلاب دين" من أجل التسجيل في الجامعات الدينية اللبنانية، ما يخوّلهم الحصول على إقامات دائمة.
وفي السياق، أفادت معلومات خاصة أن "حزب الله درّب عدداً لا بأس به من الحوثيين في مخيمات تدريب تابعة له في البقاع"، وفقا لـ"العربية.نت".
وتتوزّع مراكز التدريب العسكرية على طول السلسلة الغربية من جرود بلدة شمسطار (الشيعية) في محافظة بعلبك-الهرمل وحتى مدينة الهرمل القريبة من الحدود مع سوريا، وأيضاً على طول السلسلة الشرقية من جرود بلدة جنتا وحتى جرود بلدة نحلة البقاعية التي تقع شرقي مدينة بعلبك.

الوحدة 800 الخاصة بالتدريب
وبحسب المعلومات فإن الوحدة 800 في حزب الله هي المسؤولة عن التدريب، وكان يرأسها أخيراً (أ.س) قبل أن يتم تكليفه بمهمات التدريب خارج لبنان.
كما تضمّ هذه الوحدة ضباطاً اختصاصيين يتولّون مهمة تدريب عناصر حزب الله وميليشيات حليفة في المنطقة، داخل معسكرات التدريب التابعة للحزب في البقاع أو في دول المنطقة.
من جهته، رأى الأستاذ الجامعي والناشط السياسي مكرم رباح لـ"العربية.نت" "أن حزب الله وبدعم من الحرس الثوري الإيراني درّب الحوثيين على القتال بسبب تجربته في حرب العصابات، لأن الحوثيين كانوا يلجأون إلى المواجهة المباشرة".
كما أشار إلى "أن حزب الله واجه في بداية الحرب اليمنية مشكلة “إقناع” الحوثيين بتبنّي طريقة قتال “حرب العصابات” بدلاً من المواجهة المباشرة، وذلك بسبب عدم قدرته على القتال في أرض لا يعرفها".
وبحسب رباح، "فإن خبرات حزب الله العسكرية وطريقة تدريبه للحوثيين ساعدتهم على الأرض، فتحوّل إلى استشاري في الحرب بالنسبة للحوثيين".
ومنذ نهاية العام 2017، بدأ دور حزب الله ينحسر في اليمن بعدما قدّم المساعدات للحوثيين في السنوات الستة الأخيرة، فاكتسبوا خبرة في الأعمال العسكرية وفي تقوية قدراتهم الذاتية.
وفي السياق، لفت الخبير في الملف اليمني إلى "أنه عندما تخلّص الحوثيون من الرئيس علي عبد الله في ديسمبر 2017، بدأوا يطوّرون قدراتهم القتالية بالاعتماد على الخبرات التي اكتسبوها من جانب حزب الله، وما عزّز ذلك سيطرتهم على شمال اليمن بشكل كامل، فلم يعودوا بحاجة إلى وجود عناصر من حزب الله إلى جانبهم".