مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - تحقيق يكشف استيلاء عسكريون يتبعون الحكومة على منازل وممتلكات المواطنين في تعز (وثائق)

تحقيق يكشف استيلاء عسكريون يتبعون الحكومة على منازل وممتلكات المواطنين في تعز (وثائق)

مسلح يتبع الحكومة اليمنية
الساعة 02:13 مساءً (المشهد الخليجي)

كشف تحقيق صحفي عن استغلال عسكريين منتسبين لألوية الحكومة اليمنية الشرعية نزوح أهالي مدينة تعز (جنوب غرب اليمن) عقب اشتداد المعارك في عام 2015، للاستيلاء على ممتلكاتهم وإسكان أسرهم فيها، وابتزازهم لمنعهم من استعادتها، ويصل الأمر إلى حد القتل من دون رادع.

وأوضح التحقيق الذي نشر في صحيفة "العربي الجديد" أن خريطة المنازل المنهوبة تتوزع على أحياء "الجحملية، النقطة الرابعة، الجمهوري، صالة والمجلية" شرق مدينة تعز، وأحياء "المطار القديم، بئر باشا، الحصب، عمد والدحي" في المنطقة الغربية ومناطق في وسط وشمال المدينة تضم أحياء "التحرير الأسفل، وتبة الأخوة، والضبوعة، وعصيفرة، وجبل جرة، وجبل الزنوج، وكلابة والموشكي".

ووفق مصادر التحقيق ومنهم المحامي الحميدي، والذي قال إن معظم من استولوا على منازل المواطنين في تعز محسوبون على المقاومة الشعبية والتي اندمج بعض أفرادها في وحدات الجيش الوطني نهاية عام 2015. 

ورصد معدّ التحقيق استيلاء مسلحين ينتمون لألوية عسكرية تابعة للحكومة الشرعية على ثلاثة منازل تقع في أحياء آمنة لم تصل إليها الحرب شمال ووسط مدينة تعز، ويرفضون تسليمها إلى أصحابها، رغم مطالباتهم المتكررة بذلك، ومنهم المواطن عز الدين الصغير، الذي تم الاستيلاء على شقته السكنية في شارع العواضي وسط تعز من قبل سبعة مسلحين كما يقول، مؤكداً أنهم استغلوا سفره مع أسرته إلى قريته الواقعة بريف تعز الجنوبي في سبتمبر 2020، وكسروا قفل المنزل واستولوا عليه.

ورغم تقدم الصغير ببلاغ إلى الجهات الأمنية في مدينة تعز، والتي أحالت قضيته إلى النيابة العامة التي أصدرت بدورها أمر قبض قهري في القضية رقم 266 لعام 2020 ضد المتهمين بنهب منزله، وإحضارهم لسماع أقوالهم في التهم الموجهة إليهم، لكن حتى الآن لم يتم توقيفهم، كما يقول لـ"العربي الجديد". 

وتكررت حوادث الاستيلاء على ممتلكات المواطنين، لكن حالة محمد مهدي قشعة تكشف عن مدى خطورة الأمر، إذ ظل على مدار خمس سنوات يطلب ممن استولوا في عام 2015 على منزله الواقع غرب مدينة تعز الرحيل عنه دون فائدة، كما يفيد قريبه منير الشعري، مضيفاً لـ"العربي الجديد" أن قشعة قتل في سبتمبر/ أيلول عام 2020 على خلفية مطالبته باستعادة المنزل، دون أن يتم القبض على الجناة، رغم صدور توجيهات عسكرية وقضائية بتسليم المتورطين في قتله. 

وأقرّ نائب رئيس شعبة التوجيه المعنوي بمحور تعز العسكري، العقيد عبد الباسط البحر، بوجود منازل مواطنين تحت سيطرة عسكريين، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن بعض المنازل والمنشآت التي دخلها أفراد من الجيش خلال فترة الحرب تقع في خطوط التماس مع مليشيات الحوثي، واضطر أفراد الجيش إلى الوجود فيها مع المحافظة عليها على أن يتم إخلاؤها حال عودة أصحابها، مشيراً إلى وجود تحرك جاد في هذا الملف من قبل السلطة المحلية بمحافظة تعز وتعاون من قبل قيادة الجيش والألوية العسكرية مع السلطة المحلية لإعادة أملاك المواطنين ووقف أي تصرف شاذ أو فردي هنا أو هناك. 

وترتبط بعملية الاستيلاء على المنازل ظاهرة ابتزاز الملاك من قبل المسلحين الذين يطلبون مبالغ مالية كبيرة في مقابل الخروج من المنازل، حسب المحامي الحميدي. وهو ما حدث مع مالك أحد المنازل المنهوبة بمدينة تعز (رفض الكشف عن هويته خوفاً من المسلحين)، إذ يقول إنه دفع مليوني ريال (2350 دولاراً) ثمن استعادة منزله الواقع شرق مدينة تعز من قبضة المسلحين، وهو ما لا يتوفر لدى آخرين يشعرون بالخوف من ضياع منازلهم أو حياتهم على يد قوات الشرعية.