مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - الحرب والشك في اللقاح يبطئان حملة التطعيم ضد كورونا في مدينة تعز

الحرب والشك في اللقاح يبطئان حملة التطعيم ضد كورونا في مدينة تعز

صحية تطعم مواطن ضد كورونا
الساعة 12:59 مساءً (المشهد الخليجي - رويترز)

في مستشفى الثورة بمدينة تعز (جنوب غرب اليمن) تتولى ممرضة لا تضع كمامة أو أي وسائل للحماية تطعيم عدد قليل من اليمنيين الذين رحبوا بأخذ بلقاح كوفيد-19.

تمسك الممرضة بعبوة من لقاح أسترازينيكا من صندوق مبرد وتدفئها بيديها ثم تبسمل قبل أن تحقن اللقاح في الذراع الأيسر لرجل حان دوره.

تسلم اليمن 360 ألف جرعة من مبادرة كوفاكس العالمية لتوزيع اللقاحات غير أن كثيرين من اليمنيين عازفون فيما يبدو عن التطعيم إما لأسباب دينية أو للارتياب في اللقاح أو بسبب مخاطر الحرب.

وقال مدير مكتب الصحة في تعز راجح المالكي "تسلمنا 70 ألف جرعة في تعز. وبدأنا حملة التطعيم في 21 أبريل.

وأضاف "نستطيع القول بإنصاف أن الاهتمام ضئيل جدا ... فقد وزعنا حوالي 500 جرعة منذ بدأنا، وهذا أقل مما توقعنا".

وشهد اليمن في العام الجاري زيادة كبيرة في الإصابات مما أنهك المنظومة الصحية التي أرهقتها الحرب والانهيار الاقتصادي ونقص المساعدات التمويلية.

وتحارب ميليشيا الحوثي المتحالفة مع إيران والتي تسيطر على أغلب شمال اليمن وأجزاء من تعز الحكومة اليمنية المدعومة منذ 2014. وسقط عشرات الآلاف من القتلى وأصبح الملايين يعتمدون على المساعدات في تدبير قوت يومهم.

وقال المالكي وأطباء آخرون إن عددا كبيرا من اليمنيين بمن فيهم بعض العاملين في الحقل الطبي يعتقدون أن اللقاح مفطر للصائمين خلال شهر رمضان.

وقالوا إن عددا كبيرا من السكان لا يستطيعون الوصول إلى المستشفيات بسبب الحواجز الأمنية والقناصة في المدينة التي أصبحت أشبه بمنطقة عسكرية بما ينتشر فيها من سلاح.

ويتعين على المقيمين في الأحياء الخاضعة لسيطرة حركة الحوثي السفر مسافة 50 كيلومترا لتحاشي المرور بالخطوط الأمامية والوصول إلى المستشفى الرئيسي الذي تسيطر عليه الحكومة.

وقال علي عبده (55 عاما) المقيم في تعز "أصبت بعدوى فيروس كورونا وأخذت أعشابا وبهارات طبيعية استخدمها أجدادنا. وشفيت".

وأضاف "نحن نعمل بمجهود بدني كبير وهذا يمنحنا مناعة ولا يموت منا إلا من حان أجله. هذه الأمراض النادرة لا تؤثر إلا في الأغنياء ولسنا منهم".

وقال آخر يدعى محمد مثنى إنه سينتظر حتى يأخذ المسؤولون والأطباء اللقاح قبل أن يودعه ثقته.

وفي مستشفى الثورة كانت الطبيبة سارة دماج تبذل محاولات لإقناع اليمنيين بأن اللقاح آمن ولا يفطر الصائمين.

وقالت "الناس خائفون لأنه يوجد قدر كبير من التضليل الإعلامي خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي".