مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - معين عبدالملك..."شاهد ماشافش حاجة" في منصب رئيس حكومة! [تقرير خاص]

معين عبدالملك..."شاهد ماشافش حاجة" في منصب رئيس حكومة! [تقرير خاص]

معين عبدالملك
الساعة 10:33 مساءً (المشهد الخليجي - خاص)

20 شهراً أي مايزيد على 600 يوم منذ تولي معين عبدالملك سعيد منصب رئيس الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، في ابريل 2018 بقرار من الرئيس عبدربه منصور هادي، لم يشهد خلالها اليمن سوى تردٍ للخدمات وانقلابات على "الشرعية" وانقطاع مرتبات الموظفين الحكوميين.

فبدون سابق إنذار أو رصيد سياسي أو فكري صعد معين عبدالملك / 40 عاما / إلى رئاسة الحكومة، وسط استغراب الأوساط السياسية والشعبية عن "الصاعد الجديد" ودون أي كفاءة تؤهله لإدارة حكومة في مرحلة حرب.

وبحسبة بسيطة يتضح للمتابع لأداء حكومة معين عبدالملك أن الرصيد "صفر" لم يفارقها حتى اللحظة تماماً كحظه في السياسة عند رئاسته لفريق الحقوق والحريات في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، كما أن شعبيته في أوساط المواطنين هي الأخرى متوقفة عند الرقم "صفر" مقارنة مع الحكومات السابقة التي أعقبت الانقلاب على الشرعية المتوافق عليها دولياً في سبتمبر 2014 من قبل ميليشيا الحوثي.

لم يستطع معين عبدالملك الحائز على الدكتوراه في الفلسفة بالعمارة ونظريات التصميم، وعمل استشارياً في مجال التخطيط والعمران، أن يحظى بإجماع القوى السياسية، ولم تشهد اليمن على مر تاريخ العقوبات التي تم تشكيلها، يعلن فور تعيينه رئيساً لحكومة أنه لن يكون له علاقة بالشأن السياسي أو العسكري، حتى في وسط الشارع اليمني لم يكسب معين رضى المواطنين في المحافظات المحررة فالمشاريع التنموية توقفت في عهده، كما أن المرتبات التي كانت تصرف بشكل منتظم شهرياً هي الأخرى توقفت، وعند الحديث عن الكهرباء والماء والخدمات الأخرى فحدث ولا حرج.

وفي هذا الصدد يقول القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام ياسر اليماني، في حسابه على "تويتر": "عند تعيينه رئيسا للوزراء، صرح معين عبدالملك بأنه لن يتدخل بالسياسة، وهي أول مرة يعلن فيها رئيس حكومة التخلي عن مهام عمله، لصالح ميليشيا محلية ودول أجنبية".

وأضاف اليماني "كان الناتج عن هذا التخلي، انقلاب اغسطس الماضي في عدن وضرب قوات الجيش بالطائرات".

كذبة المائة يوم
معين عبدالملك كان أعلن فور تعيينه عن برنامج وخطة أطلق عليها "خطة المائة يوم" ووعد من خلالها بتحسين الأوضاع والنهوض بالمؤسسات الحكومية، لكن المائة يوم صارت 600 يوم ويزيد ولم يتحقق منها حرفاً واحداً، والمعاناة زادت مع تحذيرات دولية من وصول الوضع في اليمن إلى حافة المجاعة، وحديث التقارير الدولية عن 20 مليون يمني يعانون انعدام الامن الغذائي.

ظلت الساعات والدقائق والثواني تتعاقب حتى سجل أول "تمرد" في عهده وسقطت حكومته في اغسطس الماضي، بعد سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي بأحزمته وألويته وقوات طوارئه على محافظات جنوب اليمن وعلى رأسها العاصمة المؤقتة عدن، وعاد الوضع إلى ما قبل تحريرها في 2015، حيث لاماء ولا كهرباء ولا أمن، وحين استنجد به المواطنون حمل حقائبه وفرّ إلى خارج اليمن دون أن يدلي بتصريح واحد يكشف فيه ملابسات تلك الأحداث.

شخصية متطفلة
يقول الناشط حسن البدوي في حسابه على "تويتر": "عندما يتم اختيار شخص في منصب اكبر من حجمه لايعرف سيادة المكان الذي يقعد عليه ويجهل منصبه وسلطته في الدولة لايعرف معنى رئيس وزراء هنا تكون الكارثة وتحل المصيبة كما هو حالنا مع معين عبدالملك شخصية متطفلة".

من جانبه يرى عبده الآنسي أن معين عبدالملك "أسوأ رئيس وزراء عرفته اليمن في تاريخها"، مضيفاً "إنها لعنة علينا في اليمن وحلت".

مطلع الشهر الجاري نفخ التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية فيه الروح، وأعاده إلى الحياة كـ"رئيس للوزراء" بتوقيع اتفاق الرياض مع الانتقالي الجنوبي إلا أنه كما هو عهده رفض الخوض في التفاصيل العسكرية والأمنية والسياسية، ليس ذلك فحسب وإنما تخلى عن طاقمه الوزاري ورفض بشدة عودة الوزراء إلى عدن للقيام بمهامهم من خلال وزاراتهم.

وهنا يتساءل الناشط زين المقدي الهاشمي قائلاً "منذ عودة رئيس الوزراء معين عبدالملك هل هناك أي عمل قام به رئيس الوزراء على أرض الواقع غير التصريحات والتغريدات؟".

أربعة عشر يوماً تفصلنا عن تشكيل الحكومة الجديدة بموجب "اتفاق الرياض" الموقع في 5 نوفمبر الماضي الذي نص على تشكيلها بعد 30 يوماً من توقيع، فهل نشهد عودة "الصاعد الطارئ" مرة أخرى إلى رأس حكومة تقود "الشرعية" إلى الانهيار وهدم ما تبقى من اليمن الذي كان يعيش "سعيداً"، قبل أن يأتي معين عبدالملك سعيد؟