مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - برنامج الأغذية العالمي يحذر من عجز مالي ينذر بعواقب مدمرة على اليمنيين

برنامج الأغذية العالمي يحذر من عجز مالي ينذر بعواقب مدمرة على اليمنيين

نازحات يمنيات
الساعة 02:42 مساءً (المشهد الخليجي)

قال برنامج الاغذية العالمي إنه استنادا إلى الأموال المتاحة حاليا، سيواجه البرنامج عجزا في اليمن اعتبارا من أكتوبر، المقبل "وستكون عواقب تقليص الأموال على المساعدة مدمرة لليمنيين الضعفاء".

وأكد البرنامج أن المساعدات الإنسانية الغذائية هي أفضل خط دفاع أول ضد الخسائر الفادحة في الأرواح في اليمن – وهي حيوية في منع المجاعة. لكنها لا تستطيع حل الدوافع الكامنة وراء انعدام الأمن الغذائي في اليمن – فقط السلام يمكنه تحقيق ذلك.

ودعا البرنامج إلى حل مستدام للأزمة في اليمن، لافتا إلى أنه "مع تزايد التكلفة الاقتصادية للحرب، ثمة حاجة لاتخاذ إجراءات عاجلة لمنع المزيد من التدهور في الاقتصاد".

وحذر البرنامج من أن التراجع الاقتصادي السريع والمثير للقلق في اليمن يهدد بتفاقم أزمة الجوع، مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية خلال النصف الأول من عام 2021 تسبب في معاناة الملايين وأضعف قدرتهم على شراء ما يكفي من الغذاء.

وأشار برنامج الأغذية العالمي إلى أنه تلقى أكثر من مليار دولار من أصل 1.9 مليار دولار اللازمة لمواصلة تقديم المساعدات الغذائية إلى ملايين اليمنيين الذين يواجهون مستويات مثيرة للقلق من انعدام الأمن الغذائي.
 
وقال رئيس قسم البحوث والتقييم والرصد في برنامج الأغذية العالمي في اليمن، توبياس فلايميغ، من صنعاء عبر تقنية الفيديو إلى الصحفيين بمقر الأمم المتدحة بجنيف، إن ارتفاع أسعار السلع الأساسية العالمية – بزيادة 34 في المائة على أساس سنوي (يونيو) – أدى إلى ارتفاع تكلفة الغذاء في اليمن الذي يعتمد على الاستيراد.

وأوضح توبياس فلايميغ أن تكلفة الحد الأدنى لسلة الغذاء ارتفعت بنسبة تزيد عن 25 في المائة في 12 محافظة من المحافظات الـ 22 منذ بداية 2021، مع أعلى ارتفاع في مأرب والضالع ولحج وصعدة وإب وعدن، وأبين.

وأضاف فلايميغ: "في مأرب – مركز الصراع الحالي – ارتفعت الأسعار بنسبة 44 في المائة منذ بداية العام".

وأشار المسؤول الأممي إلى أن الريال اليمني بلغ أدنى مستوياته في جنوب اليمن، حيث وصل إلى 1,000 ريال يمني مقابل الدولار للمرة الأولى في أواخر شهر يوليو. وهو مستقر في المناطق الشمالية بسبب الضوابط الاقتصادية المشددة التي تفرضها السلطات. وانخفضت واردات الوقود بنسبة 74 في المائة وارتفعت أسعار الوقود بنسبة 90 في المائة على أساس سنوي.

وبحسب برنامج الأغذية العالمي، تجاوز الاستهلاك غير الكافي للغذاء في اليمن عتبة "عالية جدا" – 40 في المائة – وفقا لبيانات برنامج الأغذية العالمي بشأن تحليل هشاشة الأوضاع ورسم خرائطها. وقال فلايميغ إن العائلات تلجأ إلى إجراءات يائسة للبقاء على قيد الحياة حيث إن ارتفاع تكلفة الغذاء ونقص الوقود يدفعان سكان اليمن إلى حافة الهاوية.

وقال برنامج الاغذية إن تقليل كمية أو تواتر الوجبات، وعدم تناول البالغين الطعام من أجل إطعام أطفالهم، وتقليل تنوع النظام الغذائي، والاعتماد على أغذية أرخص أو أقل جودة، كلها استراتيجيات شائعة في اليمن من أجل التكيف. كما تستدين العائلات لدفع ثمن الطعام.

وأوضح البرنامج أنه "لم يتم الإعلان عن مجاعة في اليمن"، مضيفا: "يتطلب إعلان تصنيف المجاعة أدلة محددة على الأمن الغذائي وسوء التغذية والوفيات، وهي بيانات يصعب جمعها في منطقة صراع، فالاتصالات صعبة والوصول إليها محدود في بعض الأحيان، والنزوح واسع الانتشار".

وبحسب الوكالة الأممية، فإن إجمالي عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد يبلغ 16.2 مليون شخص. ثمة 2.3 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد. و400 ألف من هؤلاء معرضون لخطر الوفاة إذا تُركوا دون علاج. وتعاني حوالي 1.2 مليون امرأة حامل ومرضعة من سوء التغذية الحاد.