أظهرت دراسة حديثة كشفت، أمس الثلاثاء، أن القمر شهد نشاطا بركانيا أطول مما كان يعتقد العلماء، وذلك بناء على فحص عينات من القمر جمعتها الصين العام الماضي بعد مهمة فضائية غير مسبوقة منذ أربعة عقود.
وأعلنت الأكاديمية الصينية للعلوم أن العينات التي جُمعت من القمر أثبتت وجود كميات من مادة البازلت يعود تاريخها إلى ملياري سنة.
وفي هذا الإطار، أعلنت أستاذة علم الكواكب في جامعة بايرويث الألمانية، أودري بوفييه، في رسالة مصورة أن "هذه النتائج مثيرة للاهتمام للغاية لأنها تسمح، بفهم تشكل القمر وتطوره على مر الزمن".
وأشارت الأكاديمية خلال مؤتمر صحفي، أمس الثلاثاء، إلى أن التحليلات "تكشف أن القمر كان لا يزال في مرحلة تطور" في تلك الفترة. تجدر الإشارة إلى أن هذه الاكتشافات نشرت في مجلة "نيتشر" العلمية المرجعية.
وكانت الصين قد أرسلت العام الماضي إلى الفضاء مهمة "شانغي 5" التي كانت مكلفة بجمع إحضار عينات صخرية من القمر إلى الأرض. والهدف من المهمة أيضا المساعدة على تحديد التقنيات اللازمة لإرسال رواد فضاء صينيين إلى القمر بحلول 2030. وأصبحت الصين العام الماضي ثالث بلد يجمع عينات من القمر، بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي سابقا في ستينات وسبعينات القرن العشرين.
وكان البلد الآسيوي العملاق حقق ضربة قوية سنة 2019 من خلال إرساله بنجاح لمركبة استكشاف هبطت على الجزء الخفي من القمر، في سابقة عالمية من نوعها.
ومن المتعارف عليه، فإن النشاط البركاني على القمر يعود إلى 2,8 مليار سنة. لكن كان العلماء يفتقرون للمعارف بشأن المراحل اللاحقة في تاريخ القمر.
وتساءل لي شانهوا أحد الصحافيين المشاركين في الدراسة أمام الصحافيين "كيف حافظ القمر على نشاط بركاني طوال هذه المدة؟" وأضاف "نظرا إلى صغر القمر، كانت الحرارة لتبدد سريعا. على الأقل هذا ما كنا نعتقده".
وكانت آخر محاولة في هذا المجال سوفياتية، مع مهمة "لونا 24" المأهولة التي أجريت بنجاح سنة 1976.
وقد نصب المسبار الصيني الذي أُرسل إلى القمر العام الماضي علم الصين في المكان. وشكلت المهمة محطة جديدة في البرنامج الفضائي لبكين.