عدد كبير الأطباء في مركز الوقاية من الأمراض والطب الرياضي في الجامعة التقنية في ميونيخ، مارتن هالي، أربعة أعداء رئيسيين للأوعية الدموية، بالإضافة إلى أربع طرق للحفاظ على صحتها ومرونتها.
وقال هالي إن العامل السلبي الأول يتمثل في التدخين الذي يدمر خلايا الأوعية الدموية، موضحا أن النيكوتين الناتج عن سيجارة واحدة فقط كافٍ لتقليص الأوعية الدموية وحرمان بعض أجزاء الجسم من إمداد الدم. صحيح أن هذا التأثير لا يدوم طويلاً. ومع ذلك، فإن التدخين يسبب أضرارًا طويلة الأمد للأوعية الدموية، لأن النيكوتين يؤثر سلبًا على الجدران الداخلية للأوعية الدموية: تموت خلايا الطبقة التي تغطيها، وتظهر عليها ثقوب وندبات.
وأضاف هالي: "العامل السلبي الثاني؛ سكر الدم الذي يذيب خلايا الأوعية الدموية"، محذرا من أن ارتفاع نسبة السكر في الدم يضر بالجدران الداخلية للأوعية الدموية مثل السجائر، حسب موقع "فوكس" الألماني.
وتابع هالي: "أي شخص يأكل الحلويات من حين لآخر فقط لا يجب أن يقلق. لكن مرضى السكر والأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمرض السكري بسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم باستمرار، فإن استهلاكهم المفرط للحلويات يدمر الطبقة الواقية لخلاياهم".
وأشار هالي إلى أن العامل السلبي الثالث يتمثل في الكولسترول الذي يسد الأوعية الدموية، لافتا إلى أن الخطر محفوف بمستويات عالية من الكوليسترول في الدم. يترسب الكوليسترول تحت خلايا الأوعية الدموية ويشكل لويحات صغيرة تغلق الأوعية الدموية.
وحول العامل السلبي الرابع، قال هالي إنه يتمثل في ارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى تمزق الأوعية الدموية، موضحا أنه في حالة تلف الأوعية بالفعل، يصبح ارتفاع ضغط الدم المستمر خطيرًا بشكل خاص. عندما يضغط الدم على جدران الأوعية، يمكن أن تتمزق.
وحول العوامل الايجابية قال هالي إن العامل الأول هو الرياضة، التي تحافظ على مرونة الأوعية الدموية. زيادة نبضات الدم أثناء ممارسة الرياضة تمد الأوعية الدموية. هذا ينشط بعض العمليات الكيميائية التي تعيد الخلايا التالفة في جدران الأوعية الدموية. لذا فإن الرياضة ليس لها تأثير وقائي مفيد على الخلايا فحسب، بل تشفيها أيضًا.
وأوضح هالي أن الرياضات التي تجعل العضلات والعظام تعمل، مثل الجري أو مشي النورديك، تطلق الخلايا الجذعية من نخاع العظم، والتي تدخل في الدورة الدموية. نحن نتحدث عن الخلايا الأساسية لجسمنا، القادرة على التحول إلى مجموعة متنوعة من الخلايا الأخرى. بمجرد دخولها الأوعية، يمكنها تكوين خلايا جديدة هناك.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد الرياضة في خفض مستويات السكر في الدم، وبالتالي خطر الإصابة بمرض السكري. من المفيد أن تمشي مرتين في اليوم، أو أن تمارس تمرينًا مكثفًا لمدة سبع إلى عشر دقائق، ستتعرق خلاله كثيرًا.
وقال هالي إن العامل الإيجابي الثاني هو الوزن الطبيعي، مشددا على ضرورة ان يحاول الشخص الوصول إلى وزن صحي والحفاظ عليه، لانه مع زيادة الوزن، يدخل المزيد من المواد الالتهابية الضارة بالطبقة الداخلية للأوعية الدموية إلى الدم من الأنسجة الدهنية.
وفيما يتعلق بالعامل الإيجابي الثالث، أورد هالي، الأحماض الدهنية غير المشبعة، التي قال إن القليل من الدراسات الجادة تدعم العلاقة بين نظام غذائي متوازن وصحة الأوعية الدموية. ومع ذلك، من المهم تناول الأحماض الدهنية غير المشبعة بدلاً من الأحماض المشبعة. الأحماض الدهنية المشبعة "صلبة"، والأحماض الدهنية غير المشبعة "مرنة". الأولى تغلق جدران الأوعية الدموية، والأخيرة تجعلها مرنة. تتدهور الأوعية الصلبة بشكل أسرع بكثير من الأوعية المرنة.
ونصح هالي بتوجيه نفسك على النحو التالي: تتكون الأطعمة التي تظل سائلة في درجة حرارة الغرفة من الأحماض الدهنية غير المشبعة (الزيتون، بذور اللفت، زيت عباد الشمس)، بينما تتكون الأطعمة الصلبة من الأحماض الدهنية المشبعة (الزبدة، ودهن الخنزير)، وتحتوي الأسماك والحبوب الكاملة والبقوليات أيضًا على أحماض دهنية غير مشبعة صحية.
العامل الإيجابي الرابع من وجهة نظر هالي يتمثل في الخضراوات الملونة، حيث يعطي البوليفينول لونًا للفواكه والخضروات. يجعل الطماطم حمراء والباذنجان أرجواني والتفاح أخضر. يقول هالي إن لها تأثيرًا وقائيًا على خلايا الجسم. ينصح باستخدام أكبر عدد ممكن من الخضروات الملونة عند تحضير الطعام.