دافع الباحث والمؤرخ السعودي، الحاصل على جائزة أمين مدني في تاريخ الجزيرة العربية، الدكتور فائز البدراني، عن عالم يمني شهير طعن فيه الزيديون، مشيراً إلى عدم صحة دعوى انتساب القبائل المعاصرة للأنصار، وأنها لا تقوم على أساس علمي.
وقال البدراني في حوار مع صحيفة "عكاظ" السعودية إن ادعاء انتساب معظم بطون القبائل المعاصرة حول المدينة للأوس والخزرج (الأنصار)، بحجة تشابه الأسماء والمواقع "لا يقوم على أساس علمي، والباطل ينكشف سريعاً، وستنقشع هذه الغمة؛ لأن تشابه الأسماء والديار ليست حجة عند علماء النسب".
وأضاف البدراني: "ويكفي لبطلان هذا القول إنه لم يسبق أن قال به أحد من علماء الأمة المتقدمين والمتأخرين. ويكفي أيضاً ما أكده المصطفى عليه الصلاة والسلام بقوله في الحديث الصحيح: "يكثر الناس، ويقل الأنصار، حتى يكونوا كالملح في الطعام".
وتابع البدراني: "وقد ناقش علماء الحديث هذا الأثر، وعدوه من معجزاته صلى الله عليه وسلم، ولاحظ المؤرخون قلة الأنصار على مر العصور؛ بل قال بعضهم: "إذا ادَّعَت قبيلة ذات عدد وشوكة أنها من الأنصار فدعواها باطلة، باطلة، باطلة".
ورداً على الذين يطعنون في لسان اليمن الحسن بن أحمد الهَمْداني، قال المؤرخ السعودي الدكتور فائز البدراني: "الهَمْداني عالم جليل، عرف فضله متقدمو العلماء، كما يقول علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر، ومن ذلك على سبيل المثال: قال عنه صاعد الأندلسي (ت: 462هـ) في كتابه (طبقات الأمم)، وهو يتكلم عن العرب وعلم الفلسفة: "ولا أعلم أحداً من صميم العرب شهر به إلا أبا يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي، وأبا محمد الحسن بن أحمد الهَمْداني". ووصفه نشوان الحميري (ت: أول القرن السابع الهجري)، ووالده نشوان بن سعيد (ت: 573هـ) بأنه: "شديد الورع والفضل المشهور، لا يتمارى أحد في أمره".
وأوضح البدراني أنه "لم يطعن في الهمداني إلا أحد متعصبي الزيدية، وهو: شرف الدين الزيدي (من أهل القرن العاشر الهجري)، وبينه وبين الهَمْداني خمسة قرون، ولم ينقل عن معاصر له، وقد ردَّ عليه علماء أجلاء مثل قول الشيخ مقبل الوادعي، وغيره".