مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - اليمنيون في ثامن رمضان تحت الحرب يعانون اقتصاديا ومعيشيا

اليمنيون في ثامن رمضان تحت الحرب يعانون اقتصاديا ومعيشيا

ارشيفية
الساعة 09:57 صباحاً (المشهد الخليجي - الاناضول)

يأتي شهر رمضان للعام الثامن على التوالي، مع استمرار تداعيات الحرب وآثارها الكارثية على حياة الغالبية العظمى من اليمنيين، وفي ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية والإنسانية وتدهور أسعار العملة المحلية أمام الدولار.

هذا المزيج من الأزمات التي يواجه اليمن أدى إلى إحداث تراجع اقتصادي ومعيشي للسكان في مختلف المحفظات دون استثناء، وتسبب في ارتفاع جنوني لأسعار المواد الغذائية وشحّ الكثير منها. ففي مدينة تعز اليمنية (أكبر مدن اليمن من حيث السكان) ترتفع وتيرة الحركة التجارية وتزدحم بالمتسوقين عادة مع قدوم الشهر الكريم، لكن القوة الشرائية ضعيفة لشح وفرة السيولة. وألقت الأزمات الاقتصادية والإنسانية بظلالها على حياة السكان إلى حد كبيرٍ، مع تأثر شريحة كبيرة من السكان الذين فقدوا مصادر دخلهم بسبب توقف مصالح ومؤسسات وشركات في القطاعين العام والخاص.

يقول المواطن أحمد حمود سعيد «دخلنا العام الثامن على التوالي من الحرب ويدخل أيضاً علينا الشهر الكريم للمرة الثامنة ونحن نعيش أوضاع اقتصادية صعبة».

ويضاف «لكن هذه المرة كان حلول رمضان الأشد علينا، حيث يعيش الناس ببطالة كبيرة ولا يملكون المال لشراء حاجيات الشهر، غير القلة القلية من المواطنين والذين يعتمدون بشكل كبير على عائــدات أقاربهم المغـــتربين».

ومؤخراً ارتفعت أسعار السلع الرئيسة في اليمن بنسبة تتراوح بين 15 في المئة و40 في المئة، عما كانت عليه نهاية العام الماضي، خاصة أسعار القمح ومشتقاته، والخضار والفواكه، والأرز، وزيت الطبخ وبعض المواد التموينية الرئيسة. ويقول سعيد «حرب أوكرانيا وروسيا زادت من الطين بِله.. وتسببت بارتفاع القمح والدقيق وجشع التجار.. بينما التجار يتحكمون في أسعار السلع التي تشهد زيادات غير مبررة.. المواطن اليمني لا يستطيع تحــمل كل هذه المنغــصات».

ولم يستثن ارتفاع الأسعار أية مدينة يمنية سواء تحت سيطرة الحكومة الشرعية، أو حتى تحت سيطرة حكومة الحوثيين التي تسيطر على جزء كبير من ألبلاد. وتأتي هذه الأزمة كذلك، بالتزامن مع نقل البنك المركزي إلى محافظة عدن وعدم التزام دول التحالف العربي بإنقاذ اليمن بوديعة مالية أو الاستفادة من تصدير النفط والغاز. وتواجه العملة المحلية انهياراً كبيرا، إلى متوسط 1200 ريال لكل دولار، مقارنة مع 215 ريالاً قبل الحرب في عام 2015.

أمام هذا التراجع، أضحت الحكومة عاجزة عن الإيفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين، وعجزت حتى عن تسديد رواتب الموظفين الحكوميين، وكل ذلك ألقى بظلاله على استقبال رمضان في مختلف المناطق. يقول عبد الباسط الشميري، وهو موظف حكومي لم يتسلم راتبه منذ عام ونصف العام «نقاوم الحياة بصعوبة نتيجة الغلاء الفاحش.. المواطن اليمني غير قادر على شراء أي شــيء».

ويضيف أن فارق الأسعار بين العام الحالي والسابق كبير، موضحاً بالقول «لم استطيع شراء علبة سمن وجدت الفارق بين سعرها الآن وسعرها السابق أكثر من 7 آلاف ريال (5 دولارات)». ويقول أيضاً «الأسماك التي هي من خيرات بحار اليمن وصل سعر الكيلو منها إلى 8 آلاف ريال (6 دولارات) وعلى حكومتنا أن تصحو وترحم الشعب».

وأمس الأول أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأن احتياجات اليمن «هائلة تتجاوز الخيال»، وذلك في رسالة لليمنيين بمناسبة شهر رمضان. والأسبوع الماضي أعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، أن أكثر من 25.5 مليون يمني باتوا يعيشون تحت خط الفقر، جراء تداعيات الحرب.

وأوضحت المنظمة في تغريدة عبر تويتر أن «سبع سنوات من حرب اليمن، جعلت 25.5 مليون شخص يعيشون تحت خط الفقر»، من أصل 30 مليوناً إجمالي عدد السكان.