أكدت الامم المتحدة، اليوم الاربعاء، ضرورة معالجة الأزمات الإنسانية والتنموية الواسعة التي يعاني منها اليمن على وجه السرعة، مشيرة إلى أن البلد "يقترب من مرحلة تحول حرجة".
وقال الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي في اليمن، أوك لوتسما في بيان: "وفقاً لتقارير تقييم آثار الصراع في اليمن، التابع للبرنامج يرجع السبب في مئات الآلاف من الوفيات إلى آثار غير مباشرة للنزاع، وليس الحرب بحد ذاتها".
وأضاف لوتسما: "يموت عدد أكبر بسبب الجوع ونقص الخدمات وظروف المعيشة المتدهورة من أولئك الذين يموتون بشكل مباشر من القتال. تسببت الحرب الدائرة في أضرار بالغة على اليمن وشعبه وتفكك نسيجه الاجتماعي".
وأشار لوتسما إلى أن الأمم المتحدة تتوقع "ارتفاعاً مريعاً" في عدد من يعانون من انعدام الأمن الغذائي بحلول يونيو 2022.
وتابع لوتسما: "تنذر عملية جمع البيانات الأكثر شمولاً منذ بدء الصراع أن 19 مليون شخص (60 في المائة من السكان) سيعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد وسيكونون في حاجة ماسة للمساعدة العاجلة".
وأردف لوتسما قائلاً: "باختصار، لن يكون لدى اثنين من اليمنيين من أصل ثلاثة فكرة عن مكان أو كيف سيحصلون على وجبتهم القادمة على الرغم من توفر الطعام بسهولة في جميع أنحاء البلاد".
وأكد لوتسما أنه "مع استمرار ارتفاع تكلفة الغذاء، تزداد عدم القدرة في الوصول إليه"، مشيرا إلى أنه "مع انخفاض دخل الأسرة من جراء انقطاع دفع الرواتب من سنوات، وإنخفاض التحويلات الخارجية الواردة، وزيادة الضرائب، واستمرار انخفاض قيمة العملة – خاصة في الجنوب – باتت قدرة الأسرة على شراء الغذاء وغيرها من الإمدادات المهمة أكثر ضعفاً بشكل ملحوظ. ببساطة، فإن لكل ذلك آثار مدمرة خصوصاً في بلد يستورد 90 في المائة من طعامه".
وقال الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي في اليمن، أوك لوتسما: "بالنسبة لمعظم الناس في اليمن، لا يوجد لديهم ما يدخرونه للأيام الصعبة. يعيش غالبية اليمنيين عيشة الكفاف بينما ارتفعت تكلفة المواد الغذائية و أصبحت بعيدة عن متناول أكثر الناس عوزاً وحاجةً".
وأضاف لوتسما "بشكل مباشر، نتج عن تكاليف الشحن الباهظة طفرة هائلة في الارتفاع بأسعار الغذاء. زادت تكلفة النقل البحري للحاوية عبر المحيط بنسبة سبعة أضعاف في 18 شهرا مع ارتفاع السلع الأساسية بشكل أكبر (مارس 2020 إلى سبتمبر 2021، صندوق النقد الدولي 2022). كما ساهمت الظروف المرتبطة بكوفيد-19 بالحد من القوة الشرائية لدى المستهلكين بشكل أكبر".
وقال لوتسما: "لسوء الحظ، فإن هذا الحال يزداد سوءاً مع نشوب الصراع في أوكرانيا، حيث تعتمد اليمن في إستيراد أكثر من 55 في المائة من الحبوب على أوكرانيا وروسيا. على الرغم من أن الأسواق مليئة بالطعام، فإن زيادة أسعار القمح والأرز والذرة والوقود قد تسببت بصدمة قوية للعائلات اليمنية الفقيرة".
وتوقع لوتسما أنه "بالإمكان تغيير الوضع في اليمن ضمن فترة زمنية محدودة بجيل واحد في حال عدم وجود صراع"، مستدركاً بالقول: "ولكن يجب علينا البدء الآن للوصول الى النموذج المنشود".
وكشف لوتسما أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يعمل مع قطاعات التأمين لإنشاء صندوق ضمان مبتكر لشركات الشحن والذي بدوره سيقلل من تكلفة الشحن وبالتالي تكلفة السلع الواردة مثل الوقود والغذاء".
وقال لوتسما: "نقدّر أنه من خلال هذه الجهود يمكن توفير 250 مليون دولار أمريكي سنوياً، وهي التكلفة الاضافية التي تقع حالياً على عاتق المستهلك اليمني".