صحيفة قطرية تتحدث عن شرط نجاح الهدنة في اليمن

أكدت صحيفة "الشرق" القطرية، اليوم الاربعاء، أن السانحة التي تتيحها الهدنة الحالية في اليمن، بحاجة إلى إرادة سياسية من كافة الاطراف لتحويلها فرصة حقيقية لاحلال السلام وضمان مشاركة الجميع في بناء اليمن الجديد الذي يلبي طموحات الشعب في الأمن والسلام والازدهار ويعزز الاستقرار في المنطقة، وذلك من خلال اتفاق شامل يعبر عن إرادة اليمنيين كافة".

وقالت الصحيفة في افتتاحية عددها الصادر اليوم إن الهدنة المعلنة في اليمن التي تسري لمدة شهرين، تُشكل تطورا مهما في المشهد اليمني، وذلك بعد سبع سنوات من الحرب التي أنهكت اليمنيين وتسببت في خسائر كبرى في الأرواح ودمار هائل في البنى التحتية وشردت مئات الآلاف من الأسر، وخلفت مجاعات ونقصا في الغذاء والدواء إلى الحد الذي صنفت فيه الأمم المتحدة الوضع الإنساني في اليمن بأنه الأسوأ في العالم.

وأشارت الصحيفة إلى أن الاتفاق على الهدنة فتح نافذة أمل أمام اليمنيين، لاستثمار هذه الأجواء لتتحرك كل الأطراف إلى الأمام بالعمل مع الأمم المتحدة والشركاء للتقدم نحو وقف شامل لإطلاق النار، وتحويل الهدنة إلى سلام دائم واتفاق شامل من خلال الانطلاق في حوار وطني ينهي الحرب ويحقق تطلعات الشعب اليمني ويضمن وحدة البلاد وسيادتها".

واعتبرت الصحيفة أن الهدنة توفر فرصة كبيرة لتخفيف المعاناة الإنسانية لليمنيين، خصوصاً في ظل التقارير الأممية القاتمة التي تحذر من تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن، حيث أعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، أن أكثر من 25.5 مليون يمني باتوا يعيشون تحت خط الفقر، جراء تداعيات الحرب المستمرة منذ أكثر من سبع سنوات، كما أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن ملايين اليمنيين لا يملكون ما يكفي من الطعام في شهر رمضان المبارك، مع تأزم الأوضاع المعيشية في البلاد. وسبق ذلك أيضا تحذير مشترك أطلقته منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" من أن "17.4 مليون يمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة من بينهم 2.2 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد".