عبثاً تحاول البحث عن شخصيته سواء في محركات البحث أو تسأل من التقوه في عملية تفاوضية، فلن تجد سوى عبارات "شخصية غامضة"، "قليل الظهور" "لا يثق في وسائل الإعلام"، وكأنك أمام شخصية قدمت من "دهاليز أجهزة المخابرات" مغرمة بالعمل إلى جانب "الميليشيات" و"الحركات المسلحة" التي تهدد كيان الدول وتغرقها في أوحال الحروب.
معين برهان شريم، الفلسطيني الذي عينته الأمم المتحدة كنائب للمبعوث الأممي في اليمن في العام 2017 بعد أن كان يشغل منصب رئيس القسم السياسي للبعثة الأممية في ليبيا في العام 2011، مازال في منصبه في "العربية السعيدة" حتى اليوم وتعاقب عليه ثلاثة مبعوثين وكان "القوي غير الأمين" في مهمة البحث عن "السلام المفقود" في اليمن.
شغل معين شريم قبل تعيينه نائباً للمبعوث الاممي الثاني إلى اليمن، الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، عدة مناصب سابقة في الامم المتحدة، أبرزها في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا حيث كان رئيس المكتب او القسم السياسي.
ويقول مقربون من نائب المبعوث الاممي، معين شريم، إن الأخير "لا يحب الظهور عبر وسائل الاعلام، وقليل التحدث معهم، ويمتلك شخصية غامضة"، ما يجعل المعلومات عن الشخصية "الغامضة" شحيحة لأنه "يحمل موقفاً من وسائل الاعلام، ولا يفشي أي معلومات تتناول حياته العملية".
عمل معين شريم مستشاراً لبعثة السلطة الفلسطينية لدى الأمم المتحدة خلال الفترة 1991 وحتى العام 2004، إلا أنه بعد وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات انضم إلى قائمة "موظفي" الأمم المتحدة التي بدورها عينته عقب اندلاع الثورة ضد نظام، معمر القذافي، في العام 2011 رئيساً للقسم السياسي في بعثتها لدى ليبيا، لكنه خرج منها "مطروداً" في أغسطس 2017 بعد رسالة وجهها سياسيون ومثقفون ليبيون إلى رئيس البعثة الأممية تطالب بتغيير شريم.
شريم الذي وصل إلى اليمن عقب إعفائه من منصبه في ليبيا، قدم من اخفاقات كبيرة تسبب فيها في ليبيا اثناء عمله في فريق البعثة الاممية هناك، فكان المحرك الأساسي للبعثة وشكّل "مصدر المعلومات الخاطئة عن الوضع الليبي برمته ومهندس الميليشيات المسلحة والفوضى في البلاد.
أعادت حملة أطلقها سياسيون ونشطاء يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الاثنين، تسليط الضوء على مسيرة "الفشل" لـ"مهندس الميليشيا"، معين شريم، وكالت له الاتهامات بالانحياز لميليشيا الحوثي الانقلابية التي قال منسقو الحملة أنها ظهرت بشكل واضح وجلي خلال مشاورات فتح الطرقات بالعاصمة الأردنية عمّان والتي تبنى فيها "شريم" مقترحات الميليشيا.
واعتبر منسقو الحملة أن الفلسطيني شريم "معاد لكل ما هو يمني ويرى أن اليمن لا يمكن أن تكون دولة ديمقراطية، وهو في موقعه يخدم جماعة الحوثي وينفذ أجندتها، ومندوبها غير الرسمي في الأمم المتحدة"، حسب قولهم.
ونشر رئيس الفريق الحكومي في لجنة إعادة الانتشار بالحديدة، اللواء محمد عيضة، تغريدة حملت "تهكماً" ألمح فيها إلى "أجندة خفية" يعمل عليها نائب المبعوث الاممي في اليمن، معين شريم، حيث قال: "حملة قوية عليك يا صديقي معين شريم لكن يشهد الله أنك تستحق أكثر من ذلك، أنا أعلم بعمايلك".
من جانبه يقول رئيس المركز اليمني للصحافة الأخلاقية، الكاتب والباحث السياسي، عبدالله إسماعيل: "لا يخفي معين شريم نائب المبعوث انحيازه للحوثيين، كايراني الهوى والتوجه. لكنه يتعمد أيضا دعم كل ما من شأنه إطالة أمد الازمة اليمنية، البيضة التي تبيض ذهبا، فبنهاية قريبة للازمة لن يكون له ولا لمكتبه وجود"، مضيفاً: "هذا الرجل كارثة، وبقاؤه خدمة مستمرة للحوثي".
واعتبر إسماعيل أن معين شريم الذي رافق 3 مبعوثين أممين، "مارس دورا مشبوها ومتواطئا مع الحوثيين خدمة لإيران، يتبنى الرؤية الحوثية، ويسوق طروحاتها، ويتولى اقناع سفراء الدول بها".
ولفت إسماعيل إلى أن شريم طرد من ليبيا "ويتعامل بتعال مع اليمنيين"، مطالباً الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً باتخاذ "موقف حازم".