مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - وكالة أمريكية: الميليشيا في صنعاء مستمرة بتجنيد الاطفال

وكالة أمريكية: الميليشيا في صنعاء مستمرة بتجنيد الاطفال

أرشيفية
الساعة 06:49 صباحاً (المشهد الخليجي)

كشف تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية عن مواصلة ميليشيا الحوثي في اليمن "تجنيد الأطفال بعمر عشر سنوات في صفوف المقاتلين"، رغم الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة في أبريل الماضي.

ونقل التقرير عن اثنين من مسؤولي الحوثيين القول إن "الجماعة تواصل تجنيد مئات الأطفال، بعضهم بعمر أقل من العشر سنوات، على مدار الشهرين الماضيين"، مشيرين إلى أنه قد "تم نشر المجندين من الأطفال على خطوط المواجهة".

وأشار التقرير إلى أن المسؤولين الحوثيين "قالا إنهما لا يريان مشكلة في الممارسة، وجادلا بأن الصبية من عمر 10 أو 12 عاما يعتبروا رجالا".

وأضاف أحدهما، "إنهم ليسوا أطفالا. إنهم رجال حقيقيون يجب أن يدافعوا عن أمتهم ضد العدوان السعودي الأمريكي وأن يدافعوا عن الأمة الإسلامية".

ولفتت تقرير الوكالة الامريكية إلى أن المسؤولين الحوثيين اشترطا التحدث مع كتمان هويتيهما لتجنب الصدام مع قادة في الجماعة.

وأشار التقرير إلى أن الحوثيين استخدموا ما يسمونه "المخيمات الصيفية" لنشر أيديولوجيتهم الدينية وتجنيد الفتيان للقتال. وتُقام هذه المعسكرات في المدارس والمساجد حول الجزء الذي يسيطر عليه الحوثيون من اليمن، والذي يشمل شمال البلاد ووسطها ومدينة صنعاء.

ونقل التقرير عن أربعة عمال إغاثة من ثلاث منظمات دولية تنشط في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون القول إنهم لاحظوا تكثيف جهود الحوثيين لتجنيد الأطفال في الأسابيع الأخيرة.

وتحدث عمال الإغاثة بشرط عدم الكشف عن هوياتهم خوفا على سلامتهم ومن إمكانية منع مجموعاتهم من العمل في الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون، وقالوا إن الحوثيين ضغطوا على العائلات لإرسال أطفالهم إلى المخيمات حيث يتعلمون كيفية استخدام الأسلحة وزرع الألغام، مقابل خدمات تشمل حصص الإعاشة من المنظمات الدولية.

ووصف أحد عمال الإغاثة الذي يعمل في المناطق الشمالية النائية مشاهدة أطفال لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات في نقاط تفتيش على طول الطريق، مع بنادق كلاشينكوف معلقة على أكتافهم. ويُرسل أطفال آخرون إلى الخطوط الأمامية في المواجهات المسلحة.

وقال إن الأطفال عادوا مصابين من القتال في مأرب.

وتقدر بيانات الأمم المتحدة بأن أكثر من ألفي مجند من الأطفال في صفوف الحوثيين قُتلوا في جبهات القتال بين يناير العام 2020 ومايو العام 2021، وإجمالا، تقدر المنظمة الاممية أن أكثر من 10 آلاف طفل على الأقل قُتلوا في اليمن منذ اندلاع الحرب في العام 2014.

ويقول البعض إن الحوثيين يشترطون أيضا المساعدات الغذائية الأساسية للأطفال الذين يحضرون معسكرات التدريب.

وقال اثنان من سكان محافظة عمران إن ممثلين عن الحوثيين جاءوا إلى منزليهما في مايو وأمروهما بإعداد أطفالهما للمخيمات في نهاية العام الدراسي.

وتحدث المزارعان شريطة عدم الكشف عن هويتهما خوفا من الانتقام. وقالا إن أطفالهما الخمسة، الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و 16 سنة، نُقلوا في أواخر مايو إلى المدرسة حيث صوّر الفيديو. وذكر أحدهما أنه قيل له إنه إذا لم يرسل أطفاله، فلن تحصل عائلته على حصص غذائية.

وقالت لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة في وقت سابق من هذا العام إن الحوثيين، وهم حركة دينية شيعية زيدية تحولت إلى ميليشيا متمردة لها علاقات مع إيران، يعتمدون نظاما لتجنيد الأطفال، بما في ذلك استخدام المساعدات الإنسانية للضغط على العائلات.

ويتوجّه الأطفال أولا إلى المراكز لمدة شهر أو أكثر من الدورات الدينية. ويُقال لهم إنهم ينضمون إلى الجهاد ضد اليهود والمسيحيين والدول العربية التي استسلمت للنفوذ الغربي. ووجد الخبراء أن الأطفال في سن السابعة يتعلمون تنظيف الأسلحة وكيفية تفادي الصواريخ.

ونفى الحوثيون في الماضي رسميا تجنيد الأطفال للقتال. لكنهم قدموا أدلة تشير إلى عكس ذلك. ونشر القيادي الحوثي محمد البخيتي في مطلع شهر يونيو مقطع فيديو من زيارة أداها إلى أحد المعسكرات بمحافظة ذمار. وظهر العشرات من الأطفال في زي رسمي يعلنون الولاء لقائد حركة التمرد عبدالملك الحوثي، وصرخوا "جنود الله. نحن قادمون".