توصلت مراجعة بحثية نشرتها في الآونة الأخيرة مجلة Frontiers in Network Psychology "الحدود في علم نفس الشبكة" أن بقاء الدماغ البشري مستيقظاً ليلاً يسبّب تغيرات فيزيولوجية ووظيفية.
وسلطت المراجعة الضوء على أن السهر ليلاً يرتبط بزيادة مخاطر؛ الانتحار وإيذاء النفس، التهور والانخراط في سلوكيات عنيفة، زيادة تناول الطعام، اضطراب في وظائف الأعضاء العصبية، عرضة للاختلال العقلي والسلوكي.
وأوضحت المراجعة أن العقل ببساطة ليس "مصمماً" للبقاء مستيقظاً ليلاً. ونصت فرضية "العقل بعد منتصف الليل" على أن العقل ليس مهيئاً للعمل كما هو الحال في النهار، ما يرجّح اتخاذ قرارات متهورة ومحفوفة بمخاطر وأضرار صحية.
وقال الباحث المشارك د. أندرو تابس من برنامج أبحاث النوم والصحة في جامعة أريزونا: "إيقاع الساعة البيولوجية للجسم يعزز اليقظة (والإدراك) أثناء النهار، ثم يعيق ويقلل اليقظة (والإدراك) أثناء الليل، حتى ننعس وننام. ومشكلة اليقظة الليلية أن الخلايا العصبية تكون متعبة من العمل والنشاط طوال النهار، ما يجعلها بحاجة ماسة للتعافي والترميم ليلاً. كما يضاف إلى ذلك تأثير إيقاع نظام ساعة الجسم ليلاً، الذي يسبّب تقليل الإدراك واليقظة. وهذا المزيج الخطير هو ما يسيطر على عمل العقل بعد منتصف الليل. فكيف ينبغي أن تتفاعل مع العالم إن كان الدماغ منهكاً ومضطرباً؟".
وكشفت الدراسة اضطراب وظائف دماغية عدة للعقل بعد منتصف الليل، ما يسهم في ضعف الإدراك والتركيز والتحليل الفكري.
وقالت الباحثة د. إليزابيث لوغن من كلية الطب في بوسطن: "النوم غير الكافي يمنع الخلايا العصبية من العمل بأفضل ما لديها؛ لأنه لم يكن لديها وقت للتعافي نتيجة لليقظة الليلية".