إن كنت مدخّناً أو تعيش مع مدخنين فاحذر؛ لأن التدخين عامل خطر يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالسكري من النوع الثاني وفق ما أورده اختصاصي أمراض القلب والأوعية الدموية جان فرنسوا تيبو في تقرير نشرته مجلة فام أكتويال الفرنسية.
تبين الإحصاءات أن أكثر من 500 مليون شخص حول العالم يعانون من داء السكري، والذي يؤدي إلى وفاة مليونَي مريض سنوياً. وإن كان مرض السكري من النوع الثاني يمثل تسع حالات من كل عشر حالات، فإن عدد الإصابات بالنوع الأول، المعروف بالاعتماد على الأنسولين، ينمو بنحو %4.5 وفقاً لتقرير نشرته صحيفة لوموند.
وداء السكري من النوع الثاني هو مرض مزمن يؤثر في الطريقة التي يتبعها الجسم في تنظيم حركة السكر (الغلوكوز) واستخدامه لتزويد الجسم بالطاقة.
وتتسبب هذه الحالة المزمنة في اختلاط كمية كبيرة جداً من السكر بالدورة الدموية. وفي النهاية، يمكن أن تؤدي مستويات سكر الدم المرتفعة إلى حدوث اضطرابات في الدورة الدموية والجهاز العصبي والجهاز المناعي.
عوامل بيئية
يتطور داء السكري من النوع الثاني بشكل أساسي استجابةً لعوامل بيئية، فنحن نأكل الكثير من الدهون أو الكثير من السكر، ولا نتحرك بما فيه الكفاية، ونشعر بالتوتر باستمرار.
وبمناسبة الأسبوع الفرنسي للوقاية من السكري الذي ينعقد في الفترة بين 23 و30 سبتمبر الجاري، سلطت «الفدرالية الفرنسية» لمرضى السكري الضوء على عامل خطر غير معروف يؤدي إلى الإصابة بهذا المرض.
وفي هذا الشأن يقول نائب رئيس الجمعية واختصاصي أمراض القلب والأوعية الدموية جان فرنسوا تيبو: «إن الدراسات الأخيرة أكدت أن التدخين يمثل عاملاً يؤدي إلى الإصابة بداء السكري من النوع الثاني أو يفاقمه، وهذا يعني أن الأشخاص الذين يدخنون، يواجهون خطر الإصابة بهذا المرض أكثر من غيرهم، وإن كانوا قد أصيبوا فعلاً فستتعقّد حالتهم».
التدخين السلبي
يلفت اختصاصي القلب إلى أن الأرقام واضحة جداً، إذ إن خطر الإصابة بالسكري يرتفع بـ 1.65 مرة لدى المدخنين مقارنة بغير المدخنين. مضيفاً: «الأرقام متشابهة أيضاً بالنسبة لأولئك الذين يخضعون للتدخين السلبي بشكل يومي وكلما زاد التدخين أو التعرض له ارتفع خطر الإصابة بالسكري».
العلاقة بين النيكوتين والسكري
يشير الدكتور تيبو إلى أن النيكوتين يتفاعل في الجسم على مستويات مختلفة، ففي البنكرياس، يؤدي إلى إتلاف الخلايا التي تنتج الأنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم مستوى السكر في الدم، وأما في الكبد، فتُعطّل هذه المادة الأداء السليم للهرمونات التي تحول السكر إلى دهون، وأخيراً في العضلات، يعد التدخين مسؤولاً عن انخفاض امتصاص الغلوكوز أثناء ممارسة الرياضة، وفي النهاية، تعزز هذه الظواهر المختلفة، تراكم السكر في الدم فنشهد ظهور فرط سكر الدم المزمن.
السجائر الإلكترونية
يؤكد الدكتور ذاته أن النيكوتين هو المسؤول عن هذا الخطر المتزايد، موضحاً أن السيجارة الإلكترونية، إذا كانت تحتوي على النيكوتين في سائلها، فهي ضارة مثل السيجارة «الكلاسيكية». والأفضل بطبيعة الحال الإقلاع عن التدخين في أقرب وقت ممكن، خاصة إن كنت معرضاً لخطر الإصابة بمرض السكري، لذا لا تتردد في طلب مساعدة طبيب، مهما كان عمرك.
معلومات مهمة
◄ يؤدي ارتفاع مستويات سكر الدم إلى اضطرابات في الدورة الدموية والجهاز العصبي والجهاز المناعي
◄ يمثل التدخين عاملاً يؤدي إلى الإصابة بداء السكري من النوع الثاني أو يفاقمه
◄ يؤدي النيكوتين إلى إتلاف الخلايا التي تنتج الأنسولين في البنكرياس
◄ يُعطّل النيكوتين الأداء السليم للهرمونات التي تحول السكر إلى دهون في الكبد
◄ التدخين مسؤول عن انخفاض امتصاص العضلات للغلوكوز أثناء ممارسة الرياضة.