مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد اليمني - الغُفيري.. وصل تعز قبل 37 عاما قادماً من مدغشقر باحثاً عن جذوره اليمنية فألقته الحرب في شظف العيش - (صور)

الغُفيري.. وصل تعز قبل 37 عاما قادماً من مدغشقر باحثاً عن جذوره اليمنية فألقته الحرب في شظف العيش - (صور)

الغفيري
الساعة 10:42 صباحاً (المشهد الخليجي - أحمد الباشا)

وصل عبده سعيد الغُفيري الى ريف تعز (جنوب غرب اليمن) في نوفمبر 1986 وهو في ذروة شبابه قادماً من جمهورية مدغشقر للبحث عن اصوله وجذوره اليمنية ولم يخرج منها حتى اليوم.

أكثر من 37 عاما لم يبارح فيها الغفيري ارض اجداده وبدأ فيها عمله بالقرب من نجد قسيم ريف تعز الغربي، واسس فيها ورشة لسمكرة السيارات وصيانتها كانت حينها الأشهر ويتوافد إليها من مختلف المناطق.

لكن الرياح التي لا تأتي بما تشتهي السفن، قلبت راس حياة الغفيري رأسا على عقب، حيث تسبتت الحرب التي أشعلت فتيلها ميليشيا الحوثي بانقلابها المشؤوم في العام 2014، ألقت بظلالها على الغُفيري وأغلقت ورشته وفقد كل ما يملك وانقطع مصدر دخله الوحيد.

ولان الكبر والشيب قد غزاه ورسمت السنوات التي تجاوزت الثلاثين عاما قضاها في تعز معالمها على وجهه، "لم يعد قادراً على إعادة ولملمة شتاته".

رغم كل الخسارات والعمر الطويل الذي قضاه في اليمن، مازال الغُفيري في قمة عطائه، حيث يقوم بالتطوع في مدارس المنطقة التي يعيش فيها لتدريس الطلاب اللغة الإنجليزية التي يجيدها بطلاقة الى جانب ثلاث لغات أخرى هي الاسبانية والفرنسية. 

يقول الغفيري الذي مازال يحتفظ بكامل أناقته وبلغة عربية ركيكة: "كل ناس يحب عبده سعيد ، لكن هذا حب ما يجيب فلوس، ما يجيب علاج إذا انا مرض"، في إشارة الى انه ترك وحيداً يقاسي قرار العودة للبحث عن جذوره واجداده والبقاء معهم. 

يحتاج الغفيري الى اهتمام ورعاية من الجهات المسؤولة او على الأقل درجة وظيفية تقيه شظف العيش وتضمن له حياة كريمة كما يستحق وسام العطاء والحب والوطنية الخالصة.