مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019
الرئيسية - المشهد الديني - قطز" القائد المسلم الذي هزم أقوى جيوش الدنيا وأكثرها دموية

قطز" القائد المسلم الذي هزم أقوى جيوش الدنيا وأكثرها دموية

الساعة 07:02 صباحاً (المشهد الخليجي )

 

يشهد التاريخ في مراحله المتعددة للكثير من الشخصيات والقادة المسلمين البارزين، الذين قدموا إسهامات عديدة في المعارك الحربية، وأيضًا بالنسبة للعلوم العلمية التي أثرت تأثيرًا مباشرًا في تقدُّم البشرية.

يُعد السلطان المظفر سيف الدين قطز من أبرز سلاطين المماليك الذين حكموا مصر، وأقصرهم عمرًا في الحكم، لمدة عام واحد، استطاع فيه وقف الزحف المغولي القادم من الشرق في معركة عين جالوت بفلسطين.

نشأ مملوكًا بعد غزوات المغول التي اجتاحت العالم الإسلامي آنذاك، وأودت بحكم الدولة الخوارزمية زاحفة إلى الغرب محطمة كل ما أمامها من دول وممالك.

وقد بيع الفتى المملوك قطز، واسمه هذا لقب أطلقه عليه آسروه، ويعني "الكلب الشرس"، وتناقلته أيادي النخاسين حتى اشتراه الأمير عز الدين أيبك، وانتسب إليه فصار من مماليك المعزية.

تربي قطز ودرس المعارف الشرعية والعربية، فحفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ الفقه والسُّنة النبوية، كما تلقى تأهيلاً شاملاً في فنون القتال وركوب الخيل، ووضع الخطط الحربية، والتصرف في شؤون الدولة.

تميز قطز فأظهر نبوغًا في الإدارة والسياسة والقوة والحزم حتى صار أكبر مماليك المعز أيبك، وأوثقهم عنده.

شارك قطز في جيش الملك الصالح نجم الدين أيوب في صد الحملة الصليبية السابعة التي أبلى فيها المماليك بلاء حسنًا، رفع من شأنهم في نظر العامة.

وبقي نحو 3 سنوات حتى قرعت طبول الحرب آذان المصريين مؤذنة باقتراب خطر المغول الداهم الذي وصل إلى أعتاب بلادهم، فقام بخلع المنصور علي، ونصب نفسه ملكًا، وكان قد أقنع منافسيه بأن يكون أمر اقتسام السلطة بينهم بعد القضاء على العدو الذي يطرق الأبواب، وكان المغول قد وصلوا بالفعل إلى غزة.

استمر قطز في ترتيب الأوضاع الداخلية واضعًا نصب عينيه المهمة التاريخية التي ألقتها الأقدار على كاهله، فأصدر عفوًا عامًّا، وكان المماليك البحرية عماد الجيش المملوكي، وركنه الرئيسي، فأضاف قوتهم إلى قوة المماليك المعزية.

بعث هولاكو رسالة تهديد إلى قطز، يحملها عدد من رسله، يأمره فيها بالاستسلام، فأقدم قطز على إعدام رسل هولاكو.

قرر قطز أن يواجه المغول في فلسطين لا في مصر، وقسّم الجيش إلى قسمين، الأول: مقدمة الجيش، وتكون كبيرة نسبيًّا، ويقودها الظاهر بيبرس، والآخر: الجسم الرئيسي بقيادته هو، على أن يتأخر عن المقدمة؛ ليوهم التتار بأن جيشه يتكون من تلك الطليعة فحسب.

وكانت المواجهة الأولى بين الجيشين في 15 رجب 658 بغزة، واستطاع بيبرس بحنكته العسكرية القضاء على الحامية التترية فيها.

التقى الجيشان التتري والمصري في 26 رمضان 658هـ، الموافق الثالث من ديسمبر 1260م، في سهل عين جالوت الواقع بين بيسان شمالاً ونابلس جنوبًا، وكان الجيش المملوكي قد أعد خطة للقضاء المبرم على التتار، فقاموا بجر الجيش التتري إلى السهل، وأغلقوا جميع منافذه بعد أن أحاطوا به من كل جهة حتى تحقق النصر لجيش مصر.

كانت أصداء معركة عين جالوت قد بدأت بالوصول إلى دمشق وحمص وحلب؛ فثار أهلها على التتار، وطهّروا بلادهم من حامياتهم التي كانت تسيطر عليها، فسيطر بيبرس على حمص، وما إن وصل حلب حتى خرج منها التتار في بضعة أسابيع بعد الانتصار الكبير في عين جالوت. وفي طريق العودة إلى مصر مات قطر، ودُفن في القاهرة.