كشفت تقارير اخبارية بريطانية، الثلاثاي، أن سريلانكا تعتزم إرسال 100 ألف من قرود المكاك إلى حدائق حيوانات في الصين من أجل سداد قرض بقيمة 7 مليارات دولار تدين بها سريلانكا لبيكن في إطار مبادرة الحزام والطريق الصينية.
وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن مشروع إرسال قرود المكاك، وهي فصيلة قرود لا توجد إلا في سريلانكا، إلى الصين، يُعد مثالاً صارخاً على مدى تشابك البلدين اقتصادياً. وتقول تقارير محلية إن وفداً صينياً طلب من ماهيندا أماراويرا، وزير الزراعة السريلانكي، الحصول على هذه القرود.
وزعمت التقارير أن المسؤولين الصينيين قدموا ضمانات بأن هذه القرود ستوضع في حدائق حيوان. لكن نشطاء الحياة البرية قالوا إنه من المرجح أن تُستخدم في تجارب المختبرات.
وأشارت "التايمز" إلى أن القرود قد تفيد الساسة في الداخل أيضاً، إذ يعتبر العديد من المزارعين هذه القردة تهديداً لهم بعدما نمت أعدادها بسرعة كبيرة إلى ما يقدر بثلاثة ملايين، ويقول الخبراء إنها لم تعد تخاف البشر وكثيراً ما تسرق الطعام من المنازل.
حيث أفادت مبادرة الحزام والطريق العالمية التي ابتكرها شي، والتي تصدر بكين في إطارها قروضاً طويلة الأجل للدول المتعثرة اقتصادياً، الشركات الصينية في أنحاء المنطقة.
وتخلفت سريلانكا عن سداد ديونها العام الماضي وانزلقت إلى أزمة اقتصادية تسببت في معاناة أناس كثر من نقص في الغذاء والوقود والأدوية.
وكتب العضو في الحزب الوطني المتحد الحاكم، نافين ديساناياكي، على "تويتر" أنه يعارض تصدير القرود إلى الصين. وقال: "هذا تصرف بغيض".
وقال هيمانثا ويثاناج، من مركز العدالة البيئية في كولومبو، إنه يشك في أن الجزيرة بها ثلاثة ملايين قرد مكاك، وإن مسحاً أُجري عام 1976 أشار إلى وجود حوالي 600 ألف قرد مكاك. وأضاف: "هذه الحيوانات ينتظرها مصير رهيب".
واعرب ويثاناج عن اعتقاده بأن الصين يمكنها إيواء 5000 قرد فقط كحد أقصى في حوالي 18 حديقة حيوان. وقال إن قرود المكاك لن تظل على قيد الحياة في أي مكان آخر من البلاد.
وأضاف ويثاناج أيضاً: "في البداية، ظننا أنها ستُصدَّر لأكلها. ثم أخبرونا بقصة حديقة الحيوان. والآن نحن مقتنعون بأن المطاف سينتهي بها في المختبرات لأن الطلب كبير، خاصة بعد كوفيد، على حيوانات المختبر. وسمعت أنه صنعت أقفاص بأبواب إلكترونية حتى يتمكنوا من حبسها. لكنها ستكون مهمة ضخمة. ونقلها لن يكون سهلاً أيضاً".
بينما قالت منظمة بيتا لحقوق الحيوان إن قرود المكاك "ستُحبس وتُسمم وتُجرح وتقتل في المختبرات الصينية".
وقالت الدكتورة أنكيتا باندي، المستشارة في منظمة بيتا بالهند، إن التجارب على الحيوانات ستتسبب في انقراض نوعين من القردة. وقال باندولا جونا وردانا، المتحدث باسم الحكومة، إن مناقشات قرود المكاك تُجرى مع شركة صينية، وليس مع الحكومة.