مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019

ليست إيران وحدها مع الحوثة!

2022/03/27 الساعة 10:00 مساءً

في ديسمبر 2009، نُشرت أول التقارير الإعلاميّة الموثقة أن "مسؤولين رفيعي المستوى" من الحرس الثوري الإيراني إلى جانب حزب الله اللبناني التقوا مع المتمردين الحوثيين لتنسيق العمليات العسكريّة ضد المملكة العربية السعودية. وتتالت عبر السنوات التقارير العسكرية والإخبارية بصور ومستندات تثبت أن إيران الملالي هي الداعم الرئيس للحركة الحوثية. وبهذا لم يعد هناك جدل حول الدور الإيراني العميق في الأزمة اليمنية وتوظيف الحوثي لتخريب اليمن ومهاجمة السعودية. ولكن هل نظام الملالي هو المتورط الوحيد في دعم الحوثة وتعميق أزمة اليمن؟

ويبقى الدور الأخطر لعمّال "الفوضى الخلاقة" في المنطقة الذين يديرون أشكال الدعم السياسي والمعنوي في صور متعددة. وقد ظهر أحد منتجات الفوضى الخلاقة في أكثر من لقاء وهو يثرثر بغباء عن مهامه الموكلة إليه مع زمرته وكيف يصرف موارد دولته لدعم كل شغب ومشاغب. ولأن هؤلاء أغبياء بالفطرة فهم عادة ما يكشفون سوءاتهم مع كل عمل عبثي يقوم به الحوثة تجاه المملكة العربية السعودية. تأمل مثلاً بعض المقاطع لأحد القادمين من "حوش" الخردة السياسي وهو ينفث حقده، واستمع لذلك المعلّق التلفزيوني وهو يغمز ويلمز، واقرأ لذاك المغرّد وهو يكشف سوء النيّة والطويّة بوصفه الناطق دوماً بما في صدور كفلائه الموتورين والمعّبر الأبله عن أمانيّهم.

المواطنون السعوديون هم سادة المشهد الإلكتروني والإعلامي العربي ولكنهم يحترمون التزامات دولتهم الأخلاقية والسياسية، ويحرصون على استنفاد كل شحنات الصبر، ولكنهم حين يغضبون يؤلمون بشدّة. أما الدولة السعودية (في تاريخها القديم الحديث) فلم يكن الحوثي إلا أحد أحقر خصومها شأناً؛ أولاً لأنه مرتزق تنتهي مهمته مذموماً مدحوراً فور انتهاء مصلحة مشغليه، وثانياً هو لا يمثل العمق الشعبي اليمني المغلوب على أمره اليوم.

والحقيقة أن الأسرار في عصر المعلومات هي ما لم تحدّث به نفسك، ولذا فسنرى قريباً وقريباً جداً ما ستفشيه مخازن التقنية، وسيظهر متطوّعون من مرتزقة وتوّابين وسيكشفون الأغطية عن كل شيء، وحينها ستسودّ وجوه وتبيضّ وجوه أمام محكمة التاريخ، وإن غداً لناظره لقريب.

قال ومضى:
أنت يا من تمدّ يد الصداقة أشهد لك بالبراعة في النفاق وفي الصفاقة..

عن "الرياض" السعودية