مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019

عاهات اليمن.. خلطة المشعوذات

2022/03/28 الساعة 09:34 صباحاً

الدنيا حظوظ، وطوال التاريخ تعطي للناس دروساً وصروفاً ومواعظ.<br><br>نجد دولاً محظوظة، مرتاحة وتنعم بجوار مسالم، حتى أعدائها حكيمون لا يضيعون أي فرصة للسلام، ونجد دولاً مثل المملكة يبتليها الله بأعداء حاقدين أو حمقى، أو ضعيفين يرتبطون بقوى مهيمنة، أو أيديولوجيين عمي، من القوميين العرب الغوغائيين، والشيوعيين الفسلطينيين والبعثيين الفساد، والإخوان الشعوبيين، وقطعان المرتزقة إلى إيران الحاقدة وحوثييها وميليشياتها ومافياتها الإجرامية.
وتضطر المملكة لصرف مزيد من الوقت والجهد والمال لمعالجة هذه العاهات.
الحوثيون، يبذلون جهوداً يومية ويصرون بشدة على تأكيد قناعتنا بأنهم جنود مخلصون للحرس الثوري، ولا يمتون لليمن بأي صلة، سوى الأسماء. وتسيطر عليهم إيران الحاقدة، وتوظفهم وغيرهم من العرب أدوات وراجمات في حربها الشعوبية على الأمة.
السياسيون المحترفون الحكيمون، يغتنمون الفرص، إما لإرساء السلام، أو على الأقل للاستماع إلى النقاش (مثلما يحدث الآن بين روسيا وأوكرانيا).
المبادرة الخليجية لعقد حوار يمني كانت فرصة لا تعوض وحتماً تبهج كل يمني وطني مخلص يسعى لخدمة اليمنية واليمنيين. ولكن الحوثيين بدلاً من اغتنام الفرصة والانخراط في النقاش، ولا يكلفهم هذا شيئاً أبداً، رفضوا المبادرة وردوا بحمق شديد واعتداءات جديدة. لسبب «وجيه» هو أن المبادرة كانت في صالح اليمنيين وليست في صالح إيران. فتلقى الحوثيون أوامر الملالي بأن يردوا بهذا المستوى من الحمق والصبيانية.
ورفض الحوثيين للمبادرة الخليجية يدل أنهم تبعيون ويقدمون المصالح الإيرانية على المصالح اليمنية وعلى حساب دماء اليمنيين وشقائهم. والشعارات اليمنية، التي يرفعها الحوثيون ليست إلا تقية وجزء من «عدة الشغل». فهم جنود إيرانيون يفدون إيران بأنفسهم وأهاليهم وباليمن ومواطنيها.
والحوثيون ليسوا بدعاً في ثقافة الضلال، بل كل الميليشيات، التي يديرها الحرس الثوري في لبنان والعراق وسوريا وفلسطين، ترفع شعارات وطنية محلية خدعة وتضليلاً، فهي، في الواقع، تقدم مصالح إيران على كل مصلحة، وتقاتل من أجل أن تكون راية الملالي هي العليا، وتفديهم بالروح والدم والأوطان.
وهذه خلطة شعوذة من عاهات الارتزاق والحقد والغباء والحمق، بل وسوء إدارة ذاتية للطموحات الشخصية.
من الوديان السحيقة حتى ذرى الشاهقات
وبساتين السفوح الخضر..
يوزع الحوثيون الموت.. فداء لمثيولوجيا غابرة وعظام رميم..
فيما يعاني اليمنيون جراحهم
وينتظرون، بين أطباق اليأس، أن يأتي قمر..

عن "اليوم" السعودية