مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019

الإرهاب الحوثي يهدد أمن الطاقة

2022/03/29 الساعة 09:29 صباحاً

أدى اعتداء الحوثي الإرهابي على منشآت البترولية إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط، حيث قفز برنت من 115.30 دولاراً إلى 120.65 دولاراً، وغرب تكساس من 112.34 دولاراً إلى 113.90 دولاراً في الجمعة الماضية. وهذا يؤكد مدى خطورة هذه الهجمات على إمدادات النفط وأمنها، وسبق أن أعلنت السعودية يوم الاثنين من الأسبوع الماضي، أنها تخلي مسؤوليتها من أي نقص في إمدادات البترول للأسواق العالمية في ظل الهجمات التي تتعرض لها منشآتها البترولية. وبهذا ينبغي على المجتمع الدولي أن يأخذ موقفاً حاسماً في وجه الإرهاب المدعوم إيرانياً وليس موقف المتفرج لما يحدث. فالمملكة هي الملاذ الآمن لإمدادات النفط وأكبر مصدر له في العالم بما يقارب 7 ملايين برميل يومياً. كما أنها تستثمر في زيادة طاقتها الإنتاجية إلى 13 مليون برميل يومياً بحلول 2027، كخطوة لضمان الإمدادات مستقبلاً.

إن ما يحدث في السعودية يثير قلقاً كبيراً مع ارتفاع وتيرة الهجمات الحوثية وهرولة الولايات المتحدة لإعادة الاتفاق الإيراني النووي دون أن يشمل الصواريخ البالستية وحفظ أمن المنطقة -رغم ما تقوم به المملكة من جهود كبيرة لضمان إمدادات الطاقة واستقراراها عند أسعار تحفز الاستثمارات ولا تضر بالمستهلكين- فعندما حلت أزمة كوفيد- 19 في 2020 وتراجع سعر غرب تكساس إلى ما دون الصفر في أبريل الأسود في 2020، قامت المملكة بإنشاء اتفاق أوبك+ الذي ترتب عليه خفض إجمالي إنتاج المجموعة بـ 9.7 ملايين برميل يومياً بداية من مايو 2020، كما زادت خفض حصتها بمليون برميل يومياً طوعاً على مدى ثلاثة أشهر. والآن تقترب أوبك+ من إنهاء تخفيض الإنتاج مقابل انتعاش الطلب العالمي ولكن الاعتداءات الإرهابية قد تحدث نقصاً حاداً في الإمدادات السعودية وفي ظل الأزمة الجيوسياسية الحالية التي عمقت ارتفاعات أسعار النفط إلى مستويات هي الأعلى منذ 2014، حيث وصل برنت إلى 139.13 دولاراً في بداية تداول 7 مارس 2022.

إن احتمالية حدوث صدمة في إمدادات النفط العالمية أصبحت وشيكة في أي لحظة، مع استمرار الهجمات الحوثية الإرهابية على المنشآت السعودية واشتعال الحرب بين روسيا وأوكرانيا، واحتمالية تراجع نصف الصادرات الروسية إلى الأسواق النفط العالمية. وفي الوقت نفسه تطلب الولايات المتحدة ومعها الدول الأوروبية من السعودية زيادة إنتاجها لخفض حدة ارتفاع أسعار النفط، بينما لا يقومون بعمل شيئ ملحوظ للحد من هجمات الحوثيين على المنشآت البترولية السعودية ما عدا التنديد. لذا على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته وضمان سلامة منشآت النفط السعودي والممرات البحرية الدولية بمكافحة الإرهاب الحوثي وفرض المزيد من العقوبات على الحرس الثوري الإيراني من أجل المحافظة على استقرار إمدادات الطاقة وأمنها وخفض التكاليف على المستهلكين ودعم نمو الاقتصاد العالمي.

عن "الرياض" السعودية