مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019

والان اين نحن؟

2019/12/18 الساعة 10:45 صباحاً

لن تبقى الأمور تجري على هذا المنوال من البؤس. رصيد الناس من الصبر سينتهي ومع انتهاءه سيكونوا قد عمروا أنفسهم بجهد وطاقة لانتفاضة قادمة لكنها ليس بالضرورة من نوع الاولة من عقلنة وحصافة ومثالية.

خرج الناس الى الشوارع والساحات في ٢٠١١ يطالبون ببناء دولة.
خرجوا بوجهات اصلاحية. يطالبون هذا النظام ان يصلح حاله كما يقول عزمي بشارة. وهذا الجديد في الثورات العربية هي انها ثورات اصلاحية بكل ما يحمله هذا التزاوج من مفارقة.

والان اين نحن؟

اما ان تتولى قيادة الدولة مسؤوليتها وتعيد ضبط الأمور بما تملك من موارد وسلطان القانون وتعالج الاحتقانات وتحزم امر مكاتب ومؤسسات الدولة في المحافظات التي ما تزال تملك سلطة عليها. لتقيم دولة قادرة على استكمال استعادة الدولة كاملة والنهوض بمخرجات الحوار.

تعمل على كف اعمال التخريب وتقويض الدولة وتعيد تفعيل الامن والقضاء وتنشط المؤسسات التعليمية وتلم موارد البلاد وتعيد توزيعها.

او يعالج الناس امورهم ويلبون حاجتهم الاجتماعية الى السلطة والى الدولة بطريقتهم سيكون اول قرار لهم الخروج عن سلطة هذه الدولة المهترئة.
ستنهار البلاد كليًا لكن هذه نتيجة حتمية ومسؤولية يتحملها هادي ومن حوله.

ليست الشرعية تفويضًا مفتوحًا. هناك تعاطف مع الرئيس هادي. وايمان الناس بدولة إيمان كبير لكنه غير نهائي ومكابرتهم امام صلف الثورة المضادة يجعلهم يتحملون رخامة هذا الوضع. لكنهم سيقولون كلمتهم في لحظة ما وهي وشيكة جدا.

ادانة الأحزاب لما يفعله حمود المخلافي لا يمكن فهمها الا هلعا من خروج الامر عن السيطرة. هذا لان هذه الأحزاب شريكة فيما الت اليه الأمور. تمسكها المجتزأ بالقانون والدولة والشرعية وعدم تشكيل ميليشيات خارج الدولة هي ضمن دورها العبثي في شرعنة هذا البغي.

مهما كانت مصيبة في موقفها الا انها تخشى المبادرة. وتخشى فقدان نصيبها من جثة هامدة هي الدولة.