مشهدك الحقيقي .. بين يديك
الأحد , 14 - أبريل - 2019

ميليشيا إرهاب عابر للحدود والزمن

2022/06/06 الساعة 11:14 مساءً

 
 

يعجز الباحث والمراقب للوضع اليمني منذ احتلال الميليشيا الحوثية لصنعاء في 21 سبتمبر 2014م، وما تلاها من حروب ميليشاوية ممنهجة استهدفت كل شيء في اليمن، دولة وشعبا ووطنا وتاريخا وهوية وجغرافيا ونسيج اجتماعي، عن إعطاء وصف شامل لهذه الميليشيا ينطبق على كل أفعالها وجرائمها وسلوكياتها وإرهابها، فمهما قيل فيها من أوصاف ونعوت، ولو حشدت من كل قواميس اللغة، فإن تلك الأوصاف لن تجسد كل جرائمها وإرهابها وأعمالها وممارساتها وعجرفتها وهمجيتها التي تمارسها كل يوم وساعة على اليمن واليمنيين في كل مناحي الحياة.
في العادة يصف القانون الدولي جماعات العنف السياسي بأحد الأوصاف المعروفة عالمياً، وهي الإرهاب أو التطرف أو الإجرام أو العنصرية أو جماعة خارج القانون، أو غير ذلك من الأوصاف التي تستخدم بشكل قانوني، خاصة لدى منظمات حقوق الإنسان الدولية.
وفي اليمن تطالعنا لجنة الخبراء الدوليين كل عام بتقرير جديد عن الانتهاكات التي تمارسها الميليشيا الحوثية في حق اليمنيين، وفي كل تقرير ترصد عدداً من الشواهد تحت مسمى انتهاكات أو جرائم بحق الإنسانية، رغم أنها تعمل ذلك على استحياء وعلى سبيل الانكار الجزئي الذي يحفظ للأمم المتحدة ماء وجهها أمام العالم فحسب.
لا نريد من العالم أن يحصي كل جرائم ميليشيا الحوثية وإرهابها وهمجيتها بحق اليمن شعباً ومجتمعاً وهوية ودولة، فقد يتطلب ذلك آلاف الفرق البحثية والمسحية وآلاف الراصدين والخبراء، ويكفي شعوب العالم الحرً، ويكفي الإنسانية الحرة، أن تطالع بتمعن تقرير فريق الخبراء الأخير، رغم أنه لا يحوي سوى نزاً من الشواهد والانتهاكات، دونت على استحياء بحكم المهنة، ولكنها كافية ليعرف العالم كله حجم الكارثة والمصيبة والجريمة التي تمارس على اليمنيين من قبل هذه الميليشيا الإرهابية التي لو وزعت على العالم لأفسدته ودمرته وأهلكت شعوبه ودوله.
إن الشعب اليمني اليوم يواجه جائحة كونية بالنيابة عن شعوب العالم ودوله، فالحوثية ليست مجرد ميليشيا حبيسة في جغرافيا اليمن، تنشر القتل والفوضى والدمار، بل هي الجائحة الكبرى والإرهاب الأخطر في تاريخ البشرية، وإرهابها لا يتوقف عند حدود الزمان والمكان، بل يتعدى ذلك لإفساد كل قيم الحياة الإنسانية، وكل تكوينات المجتمع البشري، وهي أخطر على حاضر ومستقبل البشرية من ألف كورونا، وألف حائجة. 
في أخر تقرير للجنة الخبراء الدوليين للفترة من 1 يوليو 2020 وحتى 30 يونيو 2021م، اتهم فريق الخبراء الدوليين ميليشيا الحوثي الإرهابية، بارتكاب جرائم متعددة منها استهداف الحوثيين لمطار عدن الدولي بالصواريخ، واستهداف حفل زفاف في حي المنصورة بعدن، واستهداف حي الروضة السكني بمأرب، وشن هجمات عشوائية محظورة دوليا، على المدن والأحياء السكنية، واستهداف المستشفيات، والاخفاء القسري والتعذيب، واختطاف النساء، وتعريضهن للابتزاز الجنسي، واتهام المختطفات بالفجور، وقصف مخيمات النازحين بالصواريخ، واختطاف المهاجرين الأثيوبيين واستخدامهم كمقاتلين، وتجنيد الأطفال وحرمانهم من المدارس، وعسكرة التعليم ومؤسساته، واستهداف الأقليات الدينية والعرقية، وقتل المدنيين، وحصار المدن، ونهب المساعدات الإنسانية، وسرقة أموال المواطنين وغير ذلك مما ذكر التقرير الأممي.
كل ما ورد في تقرير فريق الخبراء عن جرائم ميليشيا الإرهاب الحوثي وانتهاكاتها، ليست سوى أمثلة لبعض أنواع الإجرام الحوثي، وكل نوع منها يعتبر فصل من الإجرام والإرهاب قائم بذاته، يحوي آلاف الشواهد والجرائم المنظمة، ولا يخلوا ميدان من ميادين الحياة العامة والخاصة، ولا باب من أبواب العمل، ولا تخصص، ولا مؤسسة، ولا مدينة ولا منطقة ولا قرية ولا حي ولا بيت في اليمن إلا وللميليشيا الحوثية الإرهابية فيه بصمة إجرام وإرهاب واعتداء، بل ولا حتى شخص في اليمن، إلا وطاله عدوان الميليشيا وصلفها وهمجيتها وتطرفها. 
وهي لا تقف عند حدود استهداف اليمن شعباً ودولة، فلولا مقاومة اليمنيين لها ولجرائمها، لتعدت ذلك إلى استهداف مصالح الدول والشعوب اقليمياً ودولياً. 
الحوثية في الحقيقة هي الإجرام بكل تفاصيله وتفريعاته، والإرهاب بكل الوانه وأشكاله، والهمجية العنف السياسي بكل مقاييسه، وهي العنصرية والتمييز بأقصى تجلياتها، وهي الفوضى والجهل والتخلف بكل مفاعليه، وهي الدمار والخراب الشامل للأرض والإنسان والتاريخ، والجائحة المكتملة التي تستهدف الوطن والشعب والدولة والمجتمع، وهي التجريف الممنهج الذي يأتي على الحاضر والمستقبل لمئات السنين.
أعود لأقول مجدداً أن كل الأوصاف تعجز عن الإحاطة بجرائم ميليشيا الحوثي وحصرها، مهما حاول الراصدون والحقوقيون والاعلاميون والناشطون سردها، فما يظهر من جرائم للاعلام والرأي العام، أو ما تتحصل عليه المنظمات الإنسانية، والخبراء الدوليين، ليس سوى نزراً يسيراً مما يطفو على السطح، مما يفلت من قبضة الميليشيا، وهي لا تساوي2% من جرائم الميليشيا وانتهاكاتها، وهو ما يستدعي أن يقف العالم بأسره مع الشعب اليمني للتخلص من هذه الجائحة.